في غضون أيام، سيحقق وباء الكوليرا المميت في اليمن رقما قياسيا عالميا.

أدت الحرب الأهلية التي دامت عامين ونصف العام إلى تدمير نظام الصرف الصحي في اليمن ومستشفياته. وبدون الحصول على المياه النظيفة أو الأطباء أو الإمدادات الطبية، تضرر مئات الآلاف من اليمنيين من الكوليرا التي تنتشر عن طريق البكتيريا البرازية في المياه. وبحسب منظمة الصحة العالمية فان اليمن بلغ 777،229 حالة يشتبه في اصابتها بالكوليرا في حين بلغ عدد القتلى 2134 شخصا. وسرعان ما سيتجاوز اليمن هايتي التي وثقت حوالي 815،000 حالة من حالات الكوليرا. غير أن تفشي المرض بدأ في هايتي في عام 2010، واستغرق سبع سنوات للوصول إلى هذا الرقم. في اليمن، لم يستغرق الأمر سوى ستة أشهر للوصول إلى هذه الأرقام المرتفعة. وقال روييد فيلار من منظمة إنقاذ الطفولة: "منذ أن بدأت سجلات منظمة الصحة العالمية في عام 1949، لم يحدث تفشي أسرع مما سجلناه في اليمن". واضاف "في الايام القليلة المقبلة، سيصبح اليمن ايضا الاكبر منذ بدء السجلات". وقد حذرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر من انه اذا استمرت الاتجاهات الحالية، فان اليمن قد تصل الى مليون حالة كوليرا بحلول نهاية العام. وقالت إحصاءات منظمة الصحة العالمية إن أكثر من نصف مرضى الكوليرا تقل أعمارهم عن 18 عاما، وأن 26 في المائة منهم دون الخامسة من العمر. واضاف "انها صادمة تماما. وقال فيلار ان وجود تفشي الكوليرا بشكل عام لا يمكن التغاضي عنه فى القرن الحادى والعشرين لان ذلك يعنى عدم وجود امكانية الحصول على المياه النظيفة او الصرف الصحى. واضاف "هذا لا ينبغي ان يحدث". ويقول خبراء صحيون ان السبب الدقيق وراء انتشار الكوليرا بسرعة في اليمن ما زال غير واضح. ولكن مع عدم حصول العاملين الصحيين على رواتبهم أو لم يعد بإمكانهم زيارة بعض المجتمعات المحلية، كما أن الكثير من السكان يفتقرون إلى المياه النظيفة، فإن الحرب قد أوجدت الظروف لتفشي المرض بشكل غير مسبوق. وقال هومر فينترز: "في حين أنه من الصعب الحصول على معلومات حول ما أدى بالضبط إلى تفشي المرض، فمن الواضح أن البنية التحتية للصحة وخدمات الصرف الصحي في اليمن تعرضت لهجمات مستمرة طوال فترة النزاع، مما يسمح للبكتيريا مثل الكوليرا أن تنتشر بسهولة" مدير برامج في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في نيويورك. واضاف "الاكثر من ذلك انه بينما يمكن علاج الكوليرا فان الامدادات الطبية المنقذة للحياة لا تصل الى المجتمعات المحتاجة". وقال فيلار "اذا كان بامكانكم اعطاء المياه النظيفة لشخص ما، بالتنقيط فى اقسى الحالات، يمكنك تحويل شخص ما من حافة الموت الى الجلوس بشكل جيد مرة اخرى فى ساعات". كما تم تطوير لقاح عن طريق الفم يمكن أن يساعد على احتواء تفشي الكوليرا. وكان لدى المنظمات الصحية الدولية خطط لتوزيع اللقاح، لكنها ألغت الحملة في يوليو، مستشهدة بظروف خطيرة على الأرض. المصدر| ناشونال يمن
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص