في مثل هذا اليوم قبل ٤٣ عاماً، استيقظ المصريون على خبر رحيل كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي وافتها المنية في 3 فبراير من العام 1975.
كانت كوكب الشرق خير سفيرة لمصر، وكان صوتها أحد معالم الطرب الأصيل في العالم العربي، وأصبحت سيرتها الفنية وتاريخها في الغناء تراثاً تتناقله الأجيال، ويستلهم منه صانعو الدراما أبرع القصص والمسلسلات.
كوكب الشرق أم كلثوم
ولدت فاطمة السيد إبراهيم في منزل صغير بُني بالطوب، بقرية طماي الزهايرة التابعة لمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وذلك في 30 ديسمبر عام 1898.
اسمها المدون في شهادة الميلاد "فاطمة السيد إبراهيم السيد البلتاجي"، ويعمل والدها الشيخ إبراهيم إماماً ومؤذناً لمسجد القرية، وكان يقوم بالإنشاد الديني والابتهالات في الاحتفالات ليتكسب منها نقوداً قليلة تساعده على تحمل أعباء الحياة.
عملت أم كلثوم مع والدها في الإنشاد الديني، وشعر الأب ولمس موهبة ابنته، وكان قراره الذي أصبح علامة فارقة في مشوار أم كلثوم هو السفر والإقامة في القاهرة لرعاية موهبة ابنته.
في العام 1922 أحيت أم كلثوم مع والدها ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا، وأعطتها سيدة القصر خاتماً ذهبياً، وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجراً لها في ذلك اليوم، وكانت تلك الليلة هي انطلاقة "كوكب الشرق" حيث بزغ اسمها وبدأت تحيي حفلات كبار العائلات. كما غنت في حفل حضرته كبار مطربات مصر في ذلك الوقت، وعلى رأسهن منيرة المهدية التي كانت تلقب بـ"سلطانة الطرب"، والتقت بالموسيقار محمد عبدالوهاب، ومعه خطت أم كلثوم طريقها للمجد.
مازالت قرية طماي الزهايرة تحمل عبق تاريخ وحياة أم كلثوم وذكريات طفولتها ومرحلة صباها.
استمدت القرية شهرة كبيرة لكونها مسقط رأس كوكب الشرق، ومازال منزل أسرتها والشارع الذي كانت تقيم فيه مزاراً لعشاقهاً، وأصبحت مقتنياتها إرثاً تحتفظ به أسرتها.
قدمت أم كلثوم أكثر من 350 أغنية، ورحلت في 3 في فبراير عام 1975 عن عمر يناهز الـ77 عاماً.