كدت مصادر سياسية يمنية رفيعة أن التحضيرات مستمرة لاستئناف محادثات السلام وأن الاتصالات الجارية حالياً تركز على خطوات بناء الثقة قبل تحديد موعد الجولة المقبلة. وقالت المصادر لـ «البـــيان» إن فريق المفاوضين عن ميليــشيات الحوثي يناقش ووسطاء إقليميين دوليين خطوات بناء الثقـة والتي ستكون الأساس في أي جولة مقبلة من المحادثات. وأوضحت المصادر أن التركيز سيكون على إجراءات بناء الثقة التي وضعت خلال جولة المحادثات التي استضفتها سويسرا في نهاية العام 2015 وبالذات الإفراج عن المعتقلين ورفع الحصار عن مدينة تعز في مقابل وقف الغارات الجوية وإعادة فتح مطار صنعاء بالطاقم الذي كانوا يديرونه قبل احتلال ميليشيات الحوثي للعاصمة واستئناف عمل اللجنة العســـكرية المعنية بالتهدئة والإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطــــلاق النار الذي وقع في منطقة ظــــهران الجنوب السعودية في يوليو عام 2016 أثناء محــادثات الكويت. وطبقاً لهذه المصادر فإن الجولة المنتظرة للمحادثات سيقودها المبعوث الدولي الجديد إلى اليمن البريطاني مارتن غريفيث والذي سوف يتسلم مهامه مع نهاية الشهر الجاري وأن من المنتظر أن يتم استكمال الاتفاق على كل التفاصيل الخاصة بخطوات بناء الثقة من الجانبين وأيضاً تفاصيل اتفاق الكويت بشأن خطوات انسحاب الميليشيات من صنـــعاء والحديدة وتعز كخطـــوة أولى وما يترتب على ذلك من تسليم الأسلحة الثقيلة إلى قوة محايدة قبل إجراءات إعادة دمج الميليـــشيات في قوات الجيش والشرطة. غياب ولد الشيخ ووفقاً لما ذكرته المصادر فإن المبعوث الحالي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد لن يكون طرفاً في هذه التحضيرات، حيث يستغل بقية الأيام المتبقية له في منصبه في توديع المسؤولين اليمنيين والعرب والبعثات الدبلوماسية والطاقم الذي عمل معه طوال السنوات الثلاث التي أمضاها في مهمته. وإشارات المصادر إلى أن الانتصارات الكبيرة التي حققتها قوات الشرعية بإسناد من قوات التحالف في الساحل الغربي والاقتراب من ميناء الحديدة الهام وإعلان المؤتمر الشعبي انهاء الشراكة التي كانت مع الميليشيات وانضمام قواته الى جانب قوات الشرعية كلها عوامل ساهمت في ان تطلب الميليشيات عقد جولة جديدة من محادثات السلام وإبلاغها الوسطاء الإقليميين والدوليين استعدادها للدخول في محادثات جادة فيما تتجه الأمم المتحــدة نحو إيكال مهمة تسمـــية الفريق التفاوضي لحزب المؤتمر الشعبي الى قيادة الحزب الموجودة في صنعاء والتي ترتبط بتنسيق كامل مع قيادة الحزب المتواجدة في الخارج. 2015 تم تعيين الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوثاً لدى اليمن أواخر أبريل 2015، خلفاً للمبعوث المغربي جمال بن عمر، الذي كان قد أعلن تنحيه منتصف أبريل من ذات العام. ورعى ولد الشيخ أحمد، 3 جولات من مشاورات السلام بين طرفي النزاع اليمني (الحكومة الشرعية والحوثيين وحزب صالح)، لكنه عجز عن إحراز أي تقدم لحل الأزمة اليمنية.