جزء كبير من الشعب السوري ضد نظام الاسد باعتباره نظاماً ديكتاتورياً..
راح الأسد يحشد كل العالم الشيعي خلفه ليخوض حرباً طائفية.
أغلب العالم الشيعي، للأسف، خاض حرباً ضد المجتمع السوري المطالب بالإصلاحات الدستورية،والحريات السياسية. تقارير صحفية مبكرة تحدثت عن اشتراك الحوثيين في معارك الشغور وغيرها. وتقارير حديثة تحدثت عن حوالي 66 تشكيلاً شيعياً عابراً للدول اشترك في حرب حلب
بقي العالم السني بعيداً عن المعركة، لحسن الحظ. فالدول الكبيرة مثل تركيا ومصر والمغرب وماليزيا وأندنوسيا والجزائر والسودان ..إلخ نأت بنفسها،دولاً وشعوباً، عن التورط في الحرب طائفية.
تجدر الملاحظة إلى أن دولة صغيرة مثل تونس سجلت رقما قياسيا في عدد المواطنين الذين التحقوا بداعش. تقارير تحدثت عن ثمانية آلاف تونسي. تونس دولة صغيرة، وهي ملاحظة تؤكد ما قلناه.. فالدول السنية الكبيرة نأت بنفسها عن خوض حرب طائفية معتبرة ما يجري في سوريا مسألة صراع أهلي لا طائفي. من جانب ما فإن تلك المواقف قد أنقذت العالم من حرب كبيرة وشيكة.النظام الإيراني استمر في خوض حربه الطائفية معرضا الأمن الدولي لمخاطر كبيرة..
قال خامنئي قبل خمسة أشهر:
خطوطنا الحمراء في سوريا هي بقاء نظام الأسد، وفي العراق حكم الأغلبية!
بعد مذبحة سربينتسا قال العالم:
Never again
لكن المذابح عادت، إيران تقود واحدة من أكبر موجات الذبح والفوضى في العالم. ففي اليمن دفعت الحوثيين لإحراق عدن وتعز. في عدن قصف الحوثيون قوارب الفارين من التواهي وعامت الجثث المحترقة على مياه المحيط. وفي تعز حول الحوثيون أكبر المدن اليمنية إلى أنقاض.
هذه حرب قذرة . يعمل النظام الإيراني على إنتاج ظواهر العنف بشكل متسارع. ما الذي سقط في حلب؟ سقطت مقاومة مشروعة ومعروفة لكل العالم، وبقيت داعش والنصرة. تسيطر داعش والنصرة على حوالي 40% من التراب السوري،بمقابل سيطرة النظام على حوالي 25% فقط، بحسب أحدث الخرائط التي نشرتها الإيكونوميست.باقي الأرض مع الكرد والقوات المدعومة تركياً وقوات المعارضة السورية المنتشرة على أكثر من مكان.
قبل أشهر أرسل بوتين واحدة من أعظم الفرق الموسيقية إلى تدمر، وراحت تعزف. كان بوتين وكبار رجال جيشه يتابعون البث الحي ويبتسمون. بعد تسعة أشهر من هزيمتها عادت داعش ومرغت أنف بوتين في التراب، وسيطرت على كل تدمر، ملحقة هزيمة نكراء بكل التحالف الشيعي الدولي هناك. ستستمر حروب سوريا على هذا النحو حتى ينهك بوتين أولاً، ثم أحلافه.. أو تأخذ الحرب طابعاً دولياً أكثر خطورة
داعش المتوحشة هي صورة واحدة من صور الوحشية هناك. فالنظام وحلفاؤه متوحشون أيضاً، وكذلك الروس الهمجيون. التقرير الذي نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل فترة ذكر أن من كل عشرة قتلى في سوريا تقتل داعش واحداً، ويقتل النظام ثمانية، وتقتل باقي القوى واحداً. نحن أمام نظام طائفي قذر يعادل ثمانية أضعاف داعش، كما تقول الأرقام لا المجازات اللغوية.
لا تزال سوريا بعيدة عن النظام السوري وحلفائه، حيث 75% خارج سيطرته. وتلك ستكون أرض اللعنة، والفخ الذي قد يجر العالم كله تدريجياً إلى صراع مدمر..