نتائج زيارة بن سلمان إلى بريطانيا: التوصل لاتفاق إنهاء حرب اليمن أم غطاء لصفقة أخرى؟ (تقرير)

قالت بريطانيا والسعودية، بعد توقيعهما اتفاقيات استثمار بعشرات المليارات، إنهما توصلتا اليوم الأربعاء لاتفاق على مراقبة خطوط الملاحة في البحر الأحمر تمهيداً لفتح الموانئ اليمنية وكذلك مناقشة الحل السياسي للأزمة في الأمم المتحدة، في خطوة يبدو أنها لامتصاص الغضب الكبير في بريطانيا الذي تجلى في مظاهرات غير مسبوقة رفضاً لزيارة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان إلى لندن ومطالبة بوقف الحرب على اليمن.

وفيما اتهمت المعارضة والمنظمات الحقوقية الحكومة البريطانية بالتخلي عن القيم الأخلاقية البريطانية بغاية الحصول على أموال السعودية وإقناع ولي عهدها بطرح جزء من أسهم شركة أرامكو النفطية في بريطانيا ويؤكد السعوديون علناً حاجة بريطانيا لأموالهم، فإن رئيس الوزراء تيريزا ماي حصلت على ما تريد ووقعت اتفاقات استثمار مع بن سلمان بقيمة 90 مليار دولار وهي الصفقة الأكبر من نوعها في تاريخ البلدين، الأمر الذي ترى فيه رئيس الحكومة البريطانية ما يستحق لأجهل تجاهل الاحتجاجات غير المسبوقة التي طالبت برفض استقبال ولي عهد السعودية ووقف تصدير السلاح البريطانية لبلاده بسبب جرائم الحرب في اليمن.

وأعلنت بريطانيا مساء اليوم الأربعاء أنها توصلت لاتفاق مع السعودية على استثمارات بعشرات المليارات وكذلك لصيغة مشتركة لتخفيف الحصار على الموانئ اليمنية وأن الجانبين أمدا أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في اليمن.

واستقبلت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي في مكتبها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي وصل إلى العاصمة لندن أمس الثلاثاء وسط احتجاجات ومظاهرات غير مسبوقة تعارض الزيارة وتطالب بوقف الحرب على اليمن.

وقال مكتب رئيسة الوزراء في بيان  إن بريطانيا والسعودية وقعتا على اسثمارات بقيمة 90 مليار دولار . وأشار البيان إلى أن  توقيع الاستثمارات السعودية في بريطانيا دلالة واضحة على الثقة الدولية في الاقتصاد البريطاني في الوقت الذي تستعد بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي.

وفيما يتعلق باليمن، قال البيان إن الجانبين اتفقا على مراقبة خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر لمنع دخول الأسلحة إلى اليمن وتمهيداً لرفع الحظر عن الموانئ اليمنية.

وأشار البيان إلى أن رئيس الوزراء أبلغت ولي العهد السعودي بقلق بريطانيا حول الوضع الانساني في اليمن واتفقت معه على وصول المساعدات الانسانية إلى اليمن دون قيود.

وأضاف البيان أن رئيس الوزراء اتفقت مع ولي العهد السعودي على أن “الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع والمعاناة الإنسانية في اليمن” وفي نفس الوقت اتفقا على “ضرورة العمل معا للتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة”.

وقبيل يوم من زيارة بن سلمان،قالت  راشيل ريفز رئيسة اللجنة المعنية باستراتيجيات الصناعة والتجارة والطاقة بالبرلمان البريطاني يوم الاثنين إن الجهود التي تبذلها لندن للفوز بإدراج شركة النفط الحكومية العملاقة أرامكو السعودية قد تقوض سمعتها في الحوكمة الجيدة للشركات، وذلك قبل زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للبلاد.

من جانبه دعا رئيس حزب العمال المعارض ذو الحضور الكبير في البرلمان جيرمي كوربين رئيسة الوزراء تيريزا ماي لإعلان موقف بريطاني واضح بشأن إمداد السعودية بالأسلحة خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى لندن

وقال كوربين إن على ماي إعلان وقف إمداد الرياض بالأسلحة “طالما استمرت الحرب المدمرة التي تقودها السعودية على اليمن”.

لكن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون دافع عن علاقة بلاده بالسعودية وقال إن الناس لا يفهمون أن السعودية تقود الحرب في اليمن لإعادة الحكومة الشرعية وأن من حقها الدفاع عن أمنها.

وفي محاولة لامتصاص الغضب الكبير الذي جميع المعارضة ونواب البرلمان والمنظمات الحقوقية، قال جونسون عقب لقاء ماي وبن سلمان إن بلاده ستسعى لعقد اجتماع بالأمم المتحدة للبحث عن حل سياسي في اليمن.

وأضاف مؤكداً أن بريطانيا والسعودية تريدان التوصل لحل سياسي في اليمن.

وفيما تقول تقارير دولية أن السعودية باتت تبحث عن حل لورطتها في اليمن إلا أن مراقبون لزيارة بن سلمان إلى لندن رأوا أن الحديث السعودي البريطاني عن رغبتهما بالحل السياسي يأتي في إطار التخفيف من الضغوط التي مورست على الحكومة البريطانية بشأن دعمها للسعودية في حربها على اليمن.

وكان بن سلمان خلال تواجده في القاهرة قبل أن يتوجه إلى لندن قال إن الحرب في اليمن أوشكت على نهايتها.

مظاهرات غير مسبوقة

شهدت شوارع وميادين العاصمة البريطانية لندن وأمام مقر الحكومة مظاهرات ووقفات احتجاجية غير مسبوقة تضامناً مع الضحايا المدنيين في اليمن ورفضاً لزيارة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان الذي وصل إلى لندن أمس الثلاثاء في زيارة تستمر عدة أيام.

ولبى الآلاف من البريطانيين والمقيمين العرب والنشطاء دعوات منظمات حقوقية للخروج يوم الأربعاء في مظاهرات احتجاجية بالتزامن مع زيارة بن سلمان وجابوا شوارع لندن وصولاً إلى مقر الحكومة البريطانية رافعين عشرات اللافتات التي كتب على بعضها عبارة “محمد بن سلمان مجرم حرب” وعبارات تطالب الحكومة البريطانية بوقف تصدير الأسلحة السعودية ووقف الحرب على اليمن بالإضافة لصور الأطفال والنساء الذين سقطوا بغارات التحالف السعودي في اليمن.

وتمثلت الاحتجاجات بالمظاهرات في الشوارع والوقفات الاحتجاجية أمام المقرات الحكومية ومعارض صور ضحايا القصف السعودي باليمن بالإضافة إلى رفع لوحات إعلانية ضخمة على شاحنات تجوب الشوارع وكتب عليها عبارات متنوعة تتضامن مع اليمنيين وترفض زيارة بن سلمان لبريطانيا وتزويد الأخيرة للسعودية بالأسلحة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص