ويعتبر الحوثي الشخص الوحيد القادر على اتخاذ قرارات حاسمة تلزم أنصاره الذين يسيطرون على صنعاء منذ الحادي والعشرين من سبتمبر 2014.
ويتواجد غريفيث حاليا في العاصمة اليمنية في إطار اتصالات يجريها مع المعنيين بالأزمة بحثا عن حلّ سياسي لها.
ودعم تأكيد المصدر، تغريدات صدرت عن محمد علي الحوثي رئيس اللجنة العليا في صنعاء تؤكد لقاء غريفيث، وهو بريطاني الجنسية ومولود في عدن، مع عبدالملك الحوثي.
ولم يخف محمد علي الحوثي رغبة أنصارالله في “العودة إلى طاولة الحوار”، وإن غلّفها بشروط عامة مثل “تشكيل لجنة مصالحة وطنية وانتخاب رئيس وبرلمان يمثلان كل القوى باليمن (…) وجبر الضرر وإعلان عفو عام وإطلاق المعتقلين لكل طرف ووضع أي ملف مختلف عليه للاستفتاء”.
ويعد غريفيث أول مبعوث أممي يلتقيه عبدالملك الحوثي منذ بدء الحرب، حيث لم يعلن عن أي لقاء جمعه بالمبعوث السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وأوضح المصدر أنّ المبعوث الأممي يعتقد أن هناك جوابا عن سؤال محدّد لا يستطيع الحصول عليه إلّا من زعيم الحوثيين شخصيا. وهذا ما دفعه إلى طلب عقد لقاء معه. وهذا السؤال الذي يحتاج إلى جواب واضح يتعلّق بما إذا كان أنصارالله على استعداد للمشاركة في مؤتمر للحوار الوطني كطرف في الأزمة اليمنية؟
وقال المصدر إن غريفيث يدعو إلى أن ينتهي مثل هذا المؤتمر بتشكيل حكومة ائتلافية وإنّ على الحوثيين الذين يعتبرون أنفسهم دولة قائمة بحدّ ذاتها توضيح هل هم مستعدون لأي تنازل عن دولتهم، أو على الأصحّ عمّا يعتقدون أنّه حق من حقوقهم بإقامة دولة خاصة بهم؟
وأكّد مصدر آخر انعقاد مثل هذا اللقاء في إحدى ضواحي صنعاء التي يقيم فيها عبدالملك الحوثي وليس في أحد كهوف صعدة.
وقالت أوساط يمنية إن المبعوث الأممي مقتنع بأنّ انعقاد مؤتمر للحوار الوطني يشكل خطوة لا غنى عنها للخروج من الطريق المسدود في اليمن.
وأضافت هذه الأوساط أن غريفيث يؤمن بأن لا مجال لحل عسكري في اليمن وهو يرى أنّه تحوّل إلى ما يصفه بأنّه “أكثر الأزمات خطورة في التاريخ الحديث”.
وذكرت أنّ همّه منصبّ في الوقت الحاضر على إيجاد مخرج يأخذ في الاعتبار أن لا مستقبل لدولة يسعى الحوثيون إلى إقامتها وأنّه لا سبيل أمامهم غير العودة إلى طاولة الحوار في حال كانت لديهم حقوق معيّنة يريدون الحصول عليها.
لكنّ هذه الأوساط تساءلت هل يمتلك عبدالملك الحوثي حرّية قراره كي يتخلّى عن الدولة التي أقامها، أم أنّ عليه العودة إلى إيران في حال وجد أنّ أمامه قرارا كبيرا يتوجب عليه اتخاذه؟
وكان المبعوث الأممي وصل إلى صنعاء، السبت الماضي، والتقى العديد من القيادات منها هشام شرف وزير الخارجية في الحكومة الخاضعة للحوثيين. كما التقى قيادات موالية للجماعة من أحزاب اللقاء المشترك ومن الحراك الجنوبي، حسب ما ذكرت مصادر تابعة للحوثيين.
وبدأ غريفيث جولته الأولى في السعودية حيث التقى الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن صالح الأحمر ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي، بالإضافة إلى اللقاء الذي جمعه مع السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر.
وسبق وأن وعد غريفيث اليمنيين بالعمل على تيسير عملية سياسية شاملة على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ومؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015).
وقال في بيان “سأرتكز على التقدم الذي تم إحرازه خلال جولات المفاوضات السابقة من أجل خدمة مصالح الشعب اليمني”.
وأضاف “أنّ أي عملية سياسية ذات مصداقية تتطلب أن تتمتع جميع الأطراف بالمرونة اللازمة، وتقدم تنازلات صعبة، وأن تضع المصلحة الوطنية في الصدارة”، داعيا الأطراف إلى العمل سوية لإنهاء الصراع الدموي الذي طال أمده.العرب
إضافة تعليق