أختتم اليوم بصنعاء اللقاء التشاوري الثاني لعدد من قيادات وسائل الإعلام ضمن مشروع مواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل الإعلام اليمنية الذي نظمته مؤسسة منصة للإعلام والدراسات التنموية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) والبرنامج الدولي لتنمية الاتصال (IPDC).
واقر المشاركون في اللقاء الذي استمر خلال الفترة 5 – 6 يونيو الحالي معجم خطاب الكراهية ومسودة إعلان مواجهة خطاب الكراهية الذي تضمن جملة من المبادئ المهنية لتعزيز قيم التسامح والتعايش والقبول بالآخر واعلاء القيمة المهنية لوسائل الإعلام ونبذ خطاب الكراهية والتحريض.
وقال نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق عبدالباري طاهر في افتتاحية اللقاء إن أخطر ما نعاني منه اليوم هو خلق ثقافة الكراهية والعنف في أوساط المجتمع وغرس العداوات والفتن بين الافراد والجماعات، مؤكدا على اهمية انعقاد مثل هذه اللقاءات التشاورية التي تهدف في مجملها الى تخفيف حدة الخطاب الاعلامي والسعي لإعادته الى وظيفته الرئيسية في التنوير وتقديم الحقيقة للجمهور.
وعبر طاهر عن تقديره للجهود التي تبذلها مؤسسة منصة للإعلام ومنظمة اليونسكو في تنفيذ هذا المشروع في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن، والتي تحتاج فيه الى تكريس وترسيخ قيم السلام والتسامح والتعايش.
من جانبه أشاد مدير المشروع عادل عبدالمغني بتفاعل المشاركين من قيادات وسائل الإعلام خلال المرحلة الأولى من تنفيذ المشروع الهادف الى ترشيد الخطاب الاعلامي والابتعاد عن مفردات التأجيج والتحريض في واقع لم يعد يحتمل المزيد.
وقدم المغني لمحة مختصرة عن اللقاء التشاوري الذي عقد بعدن مع قيادات وسائل الإعلام هناك، موضحا أن هناك رغبة حقيقية لدى كافة القيادات الاعلامية في مواجهة خطاب الكراهية والعنف، الذي تحول الى ثقافة سلبية انتقلت من الوسط الاعلامي الى المجتمع ككل. وقال عبدالمغني إن تقرير الرصد الثاني الذي أعدته مؤسسة منصة للإعلام والذي شمل 15 وسيلة اعلامية يمنية متنوعة كشف عن تراجع نسبي في نسبة خطاب الكراهية، قياسا بتقرير الرصد الأول، وهو ما عده خطوة ايجابية تستدعي بذل مزيد من الجهود وتكثيف البرامج والانشطة، لتلافي الانعكاسات الخطيرة لخطاب الكراهية والتحريض.
وفي اللقاء أكد المشاركون على اهمية هذه البرامج الهادفة إلى مواجهة خطاب الكراهية والتحريض، مثمنين الجهود المبذولة من قبل مؤسسة منصة للإعلام والدراسات التنموية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم(يونسكو) في هذا المجال ، آملين ان تستمر هذه الانشطة لخلق بيئة اعلامية واسعة معادية لخطاب الكراهية والتحريض ، وتعزيز قيم التعايش والتسامح والقبول بالآخر.