يعتبره المزارعون فرصة ذهبية والمواطنون يفقدون القدرة الشرائية

رصد استعدادات اليمنيين لاستقبال عيد الأضحى في معاناة جديدة

تستعد الشعوب العربية والإسلامية خلال هذه الأيام إلى استقبال عيد الأضحى المبارك، فمنهم من يبحث عن أضحية مناسبة، ومنهم من يُجهز عتادة إلى بيع الأضاحي، فبين المواطن العادي والمُزارع والتاجر والجزار، تتنوع الاستعدادت، كما تختلف الاستعدادات أيضًا بين دولة وأخرى، ونطرق اليوم أبواب الأسواق اليمنية، لنكشف معاناة وأزمة حقيقة تُطارد شعبًا بأكمله، يكادوا يعجزون عن توفير أبسط الاستعدادت لاستقبال العيد، وقد رصد من داخل الأسواق اليمنية التي تدفع ضريبة الحرب والأزمة المتواصلة منذ ثلاثة أعوام إثر الانقلاب الحوثي عام 2015. فارغ اليدين عاد محمد الحاج بعد يوم شاق، من سوق المواشي، فارغ اليدين، حيث إن ارتفاع أسعارها، حال من دون حصوله على أضحية العيد، وكان محمد استلف 35 الف ريال، لشراء الأضحية، لذبحها أيام عيد الفطر المبارك اقتداء بسنة ابراهيم عليه السلام.ويقول محمد الذي التقته "العرب اليوم"، "لقد طفت السوق الأسبوعي للمواشي، في منطقة السحول، في مدينة آب وسط اليمن، السبت الماضي، لشراء الأضحية، لكنني لم استطع شرائها بسبب ارتفاع أسعارها".ويضيف محمد "أقل أضحية، سعرها خمسين ألف ريال اي ما يعادل (100$)، فيما كنت أشتريها، بـ 50$ او اقل من، ذلك خلال الأعوام الماضية"، وتابع "لم نشهد ارتفاع قبل هذا العام لاسعار المواشي، في اليمن". وكشف محمد "لا يوجد استيراد من الخارج هذا العام للمواشي، كما أنه لا توجد مزارع مخصصة، للأغنام والأبقار في اليمن". الحصار وانعدام المواشي وتشابه حال علي سعيد، مع محمد، فـ"علي" الذي جاء إلى سوق السبت من محافظة تعز لشراء الأضحية، يقول "إنه قطع كيلو مترات عدة من منطقة شرعب السلام التابعة إلى محافظة تعز، لشراء الأضحية، من مدينة آب، وأن انعدام المواشي، في بلاده وارتفاع أسعارها دفعه إلى السفر إلى مدينة آب".ويضيف علي "إن الماعز يبلغ نحو مائة الف ريال (200$)، في منطقته، وغير متوفر"، وقال "إن الحصار المفروض على مدينة تعز اضطره إلى السفر إلى مدينة آب". وأكد علي أنه عانى كثيرًا في الوصول لى محافظة اب، بسبب وعورة الطريق، وبعد المسافة ونقاط التفتيش "، مشيرًا إلى أنه اشترى ثلاث معزات، له ولجيرانه"، مؤكدًا أن العديد من سكان المنطقة يزورون محافظة أب لشراء الأضاحي، ومسلتزمات الحياة الاخرى". ومثلما ترتفع أسعار المواد الغذائية، ترتفع معها أسعار المواشي والأضاحي، كما أن الحصار المفروض على البلاد منذ العام 2015ساهم كثير في ارتفاع المواشي. الاستيراد وارتفاع الأسعار ويقول الناشط الاقتصادي اليمني محمد عبد الواحد "إن عدم استيراد المواشي، من الدول الأفريقية ساهم كثيرًا في ارتفاع المواشي". واكد عبد الواحد إلى "العرب اليوم"، أن المواشي تربى في الريف، على أيدي مزارعين، ولا يوجد اهتمام بالمواشي، من قبل الدولة"، وأضاف أنه لا توجد مزارع حكومية، في اليمن، تهتم بتربية المواشي، ورعيها، وهذا ما ساهم كثيرا في ارتفاع سعرها. وقال "إن أغلب الموطنيبن لن يستطيعوا شراء أضاحي العيد بسبب ارتفاع اسعارها، وانعدام المرتبات، وعدم وجود قانون يحمي الموطنين من ارتفاع اسعارها"، موضحًا نه على الدولة ان تحدد اسعار الأضاحي ، وتضع حدا، للتلاعب بالأسعار". فرصة ذهبية للمزارعين ويعتبر المئات من المزارعين اليمنيين، عيد الاضحى المبارك، فرصة ذهبية لبيع الأغنام والماعز، والابقار، بأسعار مرتفعة". ويرى مقبل علي أحمد أحد المزارعين اليمنيين أن عيد الأضحى فرصة لبيع ما مواشيه التي يربيها في منزله".ويقول مقبل "بعد عيد الأضحى كل عام اشترى عددا من ذكور الاغنام، والابقار، واعمل على تربيتها، حتى يحين العيد القادم ،ثم ابيعها بأسعار كبيرة"، ويضيف "لا أخسر لذلك الكثير، حيث يعمل أحد أبنائي راعيًا لها طوال العام، ثم أبيعها في موسم عيد الاضحى". وأكد أنه يجني كل عام أكثر من ألفي دولار، من بيع وشراء الماعز والابقار"، مبينًا أن "عيد الاضحى فرصة له ولعشرات المزارعين من جيرانه، لبيع الاضاحي".الأُضحية في الشريعةويُعتبر ذبح الاضحية سنة في الشريعة الإسلامية، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجده ابراهيم عليه السلام، ويجب في الأضحية أن "تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها ومعزها، وتُذبح صباح يوم العيد تقربا إلى الله عز وجل، ويجب أن تكون سليمة من العيوب، وأن يكون عمرها مناسبًا وفقًا لنوع الحيوان المذبوح".وقال الشيخ صادق علي "إن الأضحية يجب أن تكون ملكا للمضحي، كما يجب، أن ل اتكون متعلقة بدين أو غيره"، واضاف انه يجب ان تكون خالية من العيوب البينة، كالعرجاء، او العوراء، او الهزيلة"، وتابع "يجب أن تبلغ السن المحدود شرعًا بأن تكون جذعة من الضأن، أو ثنية"، وأوضح أن المسنة، هي الثنية فما فوقها، والجذعة ما دون ذلك. وقال "إن الثني من الإبل ما تم له خمس سنين، والثني من البقر، ما تم له سنتان، والثني من الغنم ما تم له سنة، وبين أن الجذع، ما تم له نصف سنة، فلا تصح التضحية بما دون الثني من الإبل والبقر والمعز ، ولا بما دون الجذع من الضأن".ويعكف ملايين اليمنيين عن التفكير في أضحية العيد بقدر مايفكرون كيف يحصلون على الوجبة التالية، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي خلفتها الحرب في البلاد.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص