فز سعر صرف الدولار الواحد خلال الساعات الماضية نحو 70 ريالا عما سجله صباح السبت 680 ريالا، وهو ما يعني أن الريال خسر نحو 10 بالمئة من قيمته خلال أقل من يومين.
وذكر مصدر في السلطة المحلية بمحافظة عدن لوكالة “سبوتنيك”، بأن نقابة الصرافين في عدن، دعت شركات الصرافة بالمحافظة إلى إيقاف عمليات شراء وبيع العملات ابتداء من صباح اليوم الاثنين، والاكتفاء بتسليم الحوالات المالية.
وأضاف المصدر، أن النقابة بررت قرارها، بأن سوق الصرافة يشهد إقبالا غير مبرر لشراء العملات الأجنبية بشكل عبثي، وأن ذلك هو سبب الارتفاع.
وسينعكس الانهيار غير المسبوق في قيمة العملة اليمنية بارتفاع كبير في أسعار السلع والبضائع، في ظل أوضاع مزرية يعانيها اليمن مع استمرار الحرب، وتوقف صرف رواتب غالبية الموظفين الحكوميين الذين يبلغ عددهم نحو مليون ومئتي ألف.
وكانت المملكة العربية السعودية أودعت منتصف آذار/ مارس الماضي، ملياري دولار لدى البنك المركزي اليمني، لإنقاذ الريال اليمني من الانهيار، شهد على إثرها استقرارا نسبيا أمام الدولار عند حاجز 480 ريالا، إلا أنه سرعان ما تراجع أواخر تموز/ يوليو، إلى أكثر من 530 ريالا مقابل الدولار الواحد، ليواصل الانهيار ويسجل الخميس الماضي 660 ريالا.
وشهدت محافظات عدن وحضرموت والضالع وشبوة ولحج وسقطرى، منذ مطلع أيلول/سبتمبر المنصرم احتجاجات على ارتفاع كلفة المعيشة بسبب انهيار الريال اليمني الذي انعكس على ارتفاع أسعار السلع.
وتواجه الحكومة اليمنية منذ أكثر من عام، مصاعب في دفع رواتب جميع الموظفين، ما دفعها إلى طباعة عملة دون غطاء نقدي أواخر العام 2016، وقد خسر الريال أكثر من ثلثي قيمته مقابل الدولار منذ 2015، العام الذي تدخلت فيه السعودية وحلفاؤها عسكريا ضد “الحوثيين”، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في البلد الفقير.
وكان سعر صرف الريال اليمني قبل بداية النزاع بين قوات الحكومة والحوثيين في العام 2014 يبلغ 220 ريالا مقابل الدولار الواحد.
وعلى ضوء الاحتجاجات، أقرّت الحكومة اليمنية في اجتماع الرابع من أيلول/سبتمبر المنصرم بالرياض، زيادة مرتبات آلاف من موظفي القطاع العام بمن فيهم المتقاعدون، بحسب ما ذكرت وكالة “سبأ” الحكومية للأنباء.
ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين وأوقعت الحرب منذ التدخل السعودي في مارس/آذار 2015، دعما للحكومة، نحو 10 آلاف قتيل غالبيتهم من المدنيين وأغرقت أكثر من ثمانية ملايين شخص في شبه مجاعة وتسببت بـ “أسوأ أزمة إنسانية” في العالم، بحسب الأمم المتحدة.