ثورة 14أكتوبر بعيون العرب

 


55 عاماً مرت منذ اندلاع ثورة الـ14من أكتوبر المجيدة، والتي قرر فيها اليمنيون استعادة حقهم في السيادة على الأرض والثروة من المستعمر البريطاني بعد احتلال دام 128 عاماً. حينها، كان القرار أن لا بقاء للمحتل في أرض الجنوب مهما كانت المبررات. تلك الثورة كانت وما تزال مصدر إلهام للعرب والشعوب الحرة التي ترفض الخضوع والخنوع. يتحدث عدد من الاعلاميين العرب،، عن الدلالات التي تحملها المناسبة هذا العام، وجنوب اليمن يعاني من اضطرابات تلقي بظلالها على كافة النواحي المعيشية للمواطن اليمني بشكل عام. 
البروفيسور نجوى كمال، عضو المجلس القومي للصحافة في مصر، وأستاذة الإعلام في جامعة القاهرة، تقول، في ، إن «الإحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر لا يخص اليمنيين فقط، بل كل العرب، فهي ثورة رفضت الإحتلال وكبدته الكثير من الخسائر، حيث أعلن الشعب في جنوب اليمن تمسكه بأرضه دون أن يدنس أرضه أجنبي 
 وتأتي هذه الذكرى في ظروف صعبة يعاني منها الجنوب، ولكني على ثقة بأن اليمنيين قادرون على أن يعيدوا مجدهم مرة أخرى، وينتصروا على كل التحديات التي مرت عليهم خلال السنوات الثلاثة الماضية ...عاشت اليمن وعاش اليمنيون في الجنوب رمزاً لكل الشعوب الحرة».

أطماع مستمرة
ويرى الكاتب في شبكة الصحافيين الدوليين، والإعلامي في تلفزيون «دجلة» العراقي، زيد الفتلاوي، أن موقع  الجنوب  جعله محل أطماع القوى الإستعمارية 
. ويقول الفتلاوي : «رغم ما تعيشه اليمن من حروب وأزمات حقيقية، لم ينس اليمنيون الإحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر، تلك الثورة التي يجب أن تكون درساً مؤثراً وحاضراً على أرض الواقع، لأنها أنهت الإحتلال البريطاني، ولتكون النتيجة انعطافاً تاريخياً كبيراً للحركة الكفاحية الشعبية، واسترداداً للحقوق، وإرساءً لمعالم الوطنية التي لا يمكن لأحد طمسها. الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة يجب أن يكون إحياء الجنوبيين لتلك البطولات التي غيرت تاريخاً بأكمله».
ويرجع الصحافي في جريدة «الأهرام» المصرية، إبراهيم العشماوي، المشكلات التي يعاني منها الجنوب واليمن بشكل عام إلى «التدخلات الخارجية السلبية، التي تحاول بشكل أو بآخر إنهاء الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه». ويقول العشماوي: «في الظرف الحالي ما أحوج الأشقاء في يمن العروبة إلى استلهام دروس ثورة أكتوبر، والسعي إلى إيجاد حل يماني للأزمة الحاصلة، ووقف نزف الدماء، أياً كانت المبررات والدوافع، فقضية الجنوب واليمن لن يحلها إلا اليمنيون أنفسهم بوحدة إرادتهم وتسامحهم وعفوهم وتشاركهم في المسؤولية والقرار ». 

ويتابع العشماوي ، أن «ثورة أكتوبر هي امتداد لثورة 26 سبتمبر في الشمال، وحازت على دعم قومي من مصر العروبة، ولولا صراعات الأجنحة اليسارية في السلطة بين الجبهة القومية وجبهة التحرير لتحققت وحدة اليمن بعد استقلال الجنوب،وان ثورة 14 أكتوبر التي انطلقت من جبال ردفان كانت تتويجاً لنضال لم يتوقف، وأجبرت المحتل الغاصب على الخروج ذليلاً منكسراً يجر أذيال الخيبة، وكأنما سمع أبناء الجنوب صيحات جمال عبد الناصر من تعز بأن على الإستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل. وفي ذكرى الثورة يتجدد الدرس البليغ بأن مقادير الشعوب الحرة لا تصنعها الصدف أو الأمنيات، بل الدماء الزكية والإخلاص والتلاحم الوطني والنظرة الإستراتيجية».
واحدية الثورتين
ويشدد الكاتب في جريدة «الدستور» الأردنية، صالح الطراونة، من جهته، على «واحدية ثورتي سبتمبر وأكتوبر» بعد 54 عاماً على اندلاع الأخيرة. ويقول الطراونة : «من البديهي القول إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر ما كان لها أن تكون ما لم تسبقها ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، هكذا يقول كثير من أقطاب السياسة اليمنيين والعرب، لذلك فإنه بدون الثورتين معاً ما كان للشعب اليمني أن يتحرر من أغلال العبودية والطغيان والاحتلال، وما كان للوحدة الظافرة أن تتم، ويستعيد الوطن المشطور كيانه الأزلي الواحد».
ويضيف الطراونة: «ولأن كافة أطياف المبدعين اليمنيين يؤمنون بوحدة الوطن، لا زال أثر شعرهم الجميل يغطي على ساحات القتال، وينفرد بمأثورهم الذي جاء من رحم الثورة والانتصار، فمن ينسى كيف يردد الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان حين قال: على أرضنا بعد طول الكفاح تجلى الصباح لأول مرة... وطار الفضاء طليقاً رحيباً بأجنحة النور ينساب ثرا.. وقبلت الشمس سمر الجباه وقد عقدوا النصر من بعد ثورة... وغنى لنا مهرجان الزمان بأعياد ثورتنا المستقرة... فرح اليمن في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م عندما تكلل بنجاح الثورة، وانتصر اليمن ليسجل بحروف من نور خروج آخر جندي بريطاني، فاستعادت اليمن طهارتها المفقودة، اليمن حاضرة التاريخ وعنوان الأمة من مشرقها لمغربها». ويختتم الطراونة حديثه بأن «اليمن التي تقف الآن على موعد مع الحرب والبارود، أما آن لها أن تستكين وتعيد لقلبها الحزين أطفالاً ثكالى يبحثون عن اليمن كما هي تبحث عن ذاتها؟»العربي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص