رصد إدخال كميات من مواد التنظيف إلى مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول قبل دخول فريق التحقيق التركي للتفتيش إثر حادثة اختفاء #جمال_خاشقجي
الأناضول
سمحت السعودية أخيراً بدخول فريق التحقيق التركي إلى قنصليتها في إسطنبول للتحقيق في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد تلكؤها لعدة أيام بعد موافقتها على ذلك، في ظل مؤشرات أكثر وضوحاً على إتمام صفقة سعودية أمريكية تركية لتسوية القضية بتبرئة الملك السعودي وولي عهده وإلقاء اللوم على منفذ عملية قتل خاشقجي.
ونقلت القنوات الفضائية على الهواء نهار الاثنين لحظات دخول فريق تحقيق تركي، مكون من 20 شخصاً على متن 7 سيارات بينها ثلاث تحمل أجهزة ومواد خاصة بالتحقيق الجنائي، إلى مبنى القنصلية السعودية، وبعدها بساعات صرح مكتب المدعي العام التركي لقناة الجزيرة القطرية أن “الفحص الأولي داخل القنصلية السعودية أظهر أدلة بارزة على مقتل خاشقجي رغم محاولات اخفائها” مضيفاً أنه ” توصلنا لأدلة تدعم شبهاتنا في مقتل خاشقجي”.
وأثارت الصور التي أظهرت إدخال مواد تنظيف برفقة فريق التحقيق السعودي إلى القنصلية السعودية قبل ساعات من دخول الفريق التركي،الكثير من الشكوك عن علاقة تلك المنظفات بالسعي لمحو أدلة بالإضافة إلى شكوك حول سكوت الجانب التركي عن ذلك الحدث الذي نقلته وسائل الإعلام والقنوات الفضائية.
ورغم أن سماح السعودية للفريق التركي بدخول القنصلية يعد مؤشراً على وجود صفقة لتسوية القضية، إلا أن ما حدث خارجها خلال الساعات الماضية يحمل صورة أوضح لتلك التسوية المتفق عليها والتي من المتوقع الإعلان عنها خلال الساعات القادمة.
أهم أربعة أنباء جرى الإعلان عنها وتضمنت إشارات نحو مضي السعودية وتركيا والولايات المتحدة نحو التسوية، الأول نشر وكالة الأنباء السعودية خبر اتصال الملك سلمان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتأكيد الأول أن “المملكة حريصة على مصالح تركيا بنفس القدر الذي تحرص فيه تركيا على مصالح المملكة”.
أما النبأ الثاني فكان إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال وزير خارجيته إلى الرياض للقاء الملك وولي عهده وإبلاغه بعدم العودة إلا بعد معرفة ما حدث في قضية خاشقجي، وكذلك إعلان ترامب أنه اتصل بالملك سلمان وأن الأخير أكد عدم معرفته بما حدث لخاشقجي، مضيفاً، والكلام لترامب، أنه يعتقد أن من وصفهم بـ”قتلة غير منضبطين” قاموا بقتل خاشقجي داخل القنصلية، وهو ما اعتبره مراقبون بأنه إعلان براءة الملك وولي عهده من قتل خاشقجي وتحميل جهة سعودية رسمية بتنفيذ العملية دون الحصول على أوامر.
النبأ الثالث مرتبط بسابقه، وهو ما كشفته قناة “سي إن إن” الأمريكية أن ” السعودية تستعد للإقرار بمقتل جمال خاشقجي بالخطأ خلال التحقيق معه ” حيث نقلت القناة عن مصدر لم تسمه أن ” تقرير سعودي سيخلص على الأرجح إلى أن عملية قتل خاشقجي “نفذت بدون تصريح، وأن أولئك المتورطين سيحاسبون “.
الأهم كان ما نشرته صحيفة إيلاف السعودية المقربة من الأسرة المالكة في تقرير رصده المراسل نت أن ” السلطات السعودية ستشرع في استدعاء بعض من تداولت وسائل الإعلام التركية أسماءهم في حادثة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، وذلك للاستفسار عن سبب تواجدهم في إسطنبول في التوقيت نفسه الذي يتقاطع مع آخر ظهور علني لخاشقجي”.
ورأى مراقبون أن الرئيس الأمريكي، الذي يسعى للحصول على أموال السعودية، حرّك الأمور خلال الساعات الماضية نحو إتمام الصفقة نظراً لاقتراب موعد الانتخابات التكميلية للكونجرس حيث يخشى أن يتسبب عدم اتخاذ إدارته خطوات للإمام في قضية خاشقجي سيؤثر على الناخبين ويوجههم لانتخاب مرشحي الحزب الديموقراطي.