أعلنت وسائل إعلام رسمية سعودية وأفراد من عائلة الأمير طلال بن عبدالعزيز على تويتر يوم السبت وفاة الأمير والد الملياردير الوليد بن طلال وأحد أبرز مؤيدي الإصلاح في أسرة آل سعود الحاكمة.
وعانى الأمير الراحل الذي ناهز السابعة والثمانين وأحد كبار الأسرة الحاكمة من المرض لعدة سنوات.
والأمير طلال ترتيبه الثامن عشر بين الأبناء الذكور لمؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، وكان الأمير طلال يقول عن نفسه "أنا قومي، ديمقراطي حر، لا آخذ الأمور أو أدعو إليها بشكل قسري أو فردي، بل أريد أن تحكم الشعوب نفسها وليس الأفراد هم الذين يتحكمون فيها".
في عام 1958 أسس الأمير طلال مع أربعة من إخوته "حركة الأمراء الأحرار"، وذلك بسبب التوترات الحاصلة بين الملك سعود والأمير فيصل، ونادت الحركة بإنشاء حكم دستوري برلماني وإبعاد الأسرة الحاكمة عن شؤون الحكم.
وبعد تأسيس الحركة صودرت أمواله وغادر السعودية إلى مصر واستضافه الرئيس جمال عبد الناصر -الذي كان يناهض الحكم الملكي- في 19 أغسطس/آب من العام نفسه، وقام الملك سعود بسحب الجواز الدبلوماسي منه. وظل مقيمًا في مصر، وهناك بدأ في معارضة السياسة السعودية خاصة تدخلها في اليمن مطالبا بالمزيد من الإصلاحات السياسية فيها، حتى سمح له بالعودة في عهد الملك فيصل بشرط عدم تدخله في شؤون الدولة والحكم.
بعد عودته إلى السعودية ظل يعمل بعيدًا عن السياسة في أمور تنموية وتعليمية، حيث قام عام 1980 بتأسيس "برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية"، وذلك بغرض دعم جهود التنمية البشرية المستدامة في دول العالم النامية.
وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 أعلن استقالته من هيئة البيعة، وأعلن أنه رفعها للملك عبد الله بن عبد العزيز. وتأتي استقالته بعد ثلاثة أسابيع من تعيين أخيه غير الشقيق الأمير نايف في منصب ولي العهد، وبعد وفاة الأمير نايف وقيام الملك عبد الله بتعيين الأمير سلمان وليًا للعهد قال إن هيئة البيعة لم تدع للاجتماع للتشاور حول هذا التعيين، وقال إن الملكيات العربية يجب أن تتغير إلى ملكيات دستورية لأن الممالك لم تعد تواكب هذا العصر.
أنشأ من خلال "برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية" وبالتعاون مع شركاء، عددا من المؤسسات التنموية والاجتماعية وهي: مؤسسة منتور، والمجلس العربي للطفولة والتنمية، ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوتر)، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، وبنك الفقراء، والجامعة العربية المفتوحة، والجمعية السعودية للتربية والتأهيل لرعاية الأطفال المعاقين من ذوي متلازمة داون، وجائزة برنامج الخليج العربي العالمية للمشروعات التنموية الرائدة.