إذا بدأنا في تناول الوجبات الخفيفة، فلن يكون هناك حدود لكميّة الأكل التي قد نستهلكها
نشرت مجلة "ريدرز دايجست" تقريرا عرضت فيه المخاطر التي تترتّب عن تناول الطعام في ساعات متأخرة من الليل، والتي تتراوح بين زيادة الوزن وتسوس الأسنان، لهذا السبب يجب عليك كبح جماح الرغبة الشديدة في تناول الوجبات الخفيفة ليلا.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الامتناع عن دخول المطبخ ليلا يكون في معظم المنازل احتمالا مستبعدا. وحسب خبيرة التغذية بوني توب ديكس، فإن الليل يعتبر أكثر الأوقات شيوعا لتناول الوجبات الخفيفة، في حين أنه يجب أن يكون الوقت الذي نتناول فيه أقل قدر ممكن من الطعام.
وأكدت المجلة أن بعضنا أحيانا يحتاج لتناول كمية جيدة من الطعام بعد مغيب الشمس، وذلك إما لأن جدول أعمالهم مزدحم أو لأنهم يحتاجون للمحافظة على مستوى مستقرّ للسكر في الدم خلال اليوم. لكن العلم اكتشف عددا من الآثار السلبية لتناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل.
وأوردت المجلة أنه في دراسة أجريت على 31 شخصا بالغا يعانون من الوزن الزائد والسمنة، وجد الباحثون أن أولئك الذين يتناولون العشاء في وقت متأخر من الليل، لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى ودهون أكثر في الجسم، مقارنة بأولئك الذين يتناولون هذه الوجبة في وقت مبكر.
وذكرت المجلة أن تناول الطعام المتبل أو الدسم في وقت متأخر يسبب حرقة في المعدة، وهو شعور مؤلم يكون مصحوبا أحيانا بطعم مر أو حمضي في الفم. ويمكن لشخص من أصل خمسة أن تتطور لديه هذه الحالة لتصبح أكثر خطورة، فيصاب بما يسمى بـ "الارتجاع المعدي المريئي"، الذي يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى الإصابة بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية المحتملة الخطيرة.
ووفقا لدراسة مقدمة في الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، فإن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يمكن أن يزيد من ارتفاع ضغط الدم، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون بالفعل من هذا المرض. وقد تابع الباحثون الحالة الصحية لـ 700 شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ووجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا الطعام قبل ساعتين من النوم، كان ضغط دمهم مرتفعا طوال الليل، مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا شيئا قبل النوم.
وأوضحت المجلة أن النوم غير المريح والمتقطع، من بين الآثار الجانبية المزعجة لتناول الطعام في وقت متأخر من الليل. فالطعام الذي يحتوي على الكافيين على غرار القهوة والشوكولاتة السوداء قد يزيد انتباهك، في حين أن الوجبات الخفيفة الغنية بالسكريات أو الدهون، تزيد نشاطك في الوقت المخصّص للراحة.
وحسب خبيرة التغذية بوني توب ديكس، فإن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قد يحوّل الأكل من حاجة بيولوجية إلى ردّة فعل عاطفية، فنحن لا نهتم عادة بأكل الأطعمة الصحية في وقت متأخر من الليل بقدر ما نشتهي الحلويات، خاصة في نهاية يوم مرهق. ومن المعروف أن التعوّد على التحلية إثر وجبة العشاء، سيجعلك غير قادر على الاستغناء عن قطعة من الكعك أو بعض المثلجات قبل النوم.
وحذرت المجلة من أن استهلاك المشروبات الكحولية على العشاء، من شأنه أن يجعلنا نتناول كميات أكثر من الطعام في ساعة متأخرة من الليل. وأوضحت أخصائية التغذية فيليسيا ستولر، أن "استهلاك المشروبات الكحوليّة يتسبب في زيادة السعرات الحرارية في الجسم، إلى جانب دفعنا إلى تناول كميات كبيرة من الطعام، كما أنه يؤثر على خياراتنا الغذائية ويجعلها أقل عقلانية".
وأضافت المجلة أن الكثيرين يفضلون خلال مشاهدة برامجهم المفضلة على نتفليكس، تناول رقائق البطاطا أو البسكويت. ولكن تنصح خبيرة التغذية توب ديكس باستبدال هذه الأطعمة بخيارات صحية أكثر على غرار شرائح التفاح والزبادي والفواكه.
وأشارت المجلة إلى أن تناول وجبة خفيفة في وقت متأخر من الليل، بعد الانتهاء من تنظيف الفم والأسنان، من شأنه أن يقوّض كل جهودك. ووفقا للجمعيّة الأمريكيّة لطب الأسنان، يتسبب أكل الأطعمة اللزجة، على غرار الفواكه المجففة أو الحلويات، في تلف الأسنان، نظرا لأنها تلتصق بسهولة ولفترة طويلة بالأسنان. وإذا تناولت حفنة من التوت البري أو الزبيب المجفف قبل النوم، فاحرص على أن تنظف أسنانك بعناية بخيط الأسنان وتشطف فمك جيدا بالماء.
وقالت المتحدّثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية في كاليفورنيا، كوردياليس مسورا كاساجو: "لدينا جميعا ساعة بيولوجيّة داخلية تملي علينا أوقات النوم والاستيقاظ"، وهو ما يعرف بإيقاع الساعة البيولوجية. وعندما تجبر جسمك على الهضم، بينما يشير نظامه الداخلي إلى وقت الراحة، فإنك بهذه الطريقة تعطّل سير عمل جسمك الطبيعي. وفي أثناء ساعات الليل، يفرز الجسم هرمون الميلاتونين الذي يحفّزه على النوم، ولكن "العلماء يعتقدون أن تناول الطعام بعد إفراز هذا الهرمون، يمكن أن يكون مربكا لجسمك، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن".
وفي الختام، نقلت المجلة عن فيليسيا ستولر أننا إذا بدأنا في تناول الوجبات الخفيفة، فلن يكون هناك حدود لكميّة الأكل التي قد نستهلكها. وأضافت ستولر أن "زيادة الوزن أو فقدانه، يرتبط بإجمالي عدد السعرات الحرارية التي نستهلكها في اليوم. في المقابل، بإمكانك الأكل في الساعات الأولى من الليل، لكن عليك أن تكون متأكدا من أنك ستتوقف عن الأكل في وقت معين، لأن في ذلك طريقة جيدة لإخبار جسمك بأن عمليّة الهضم ستتوقف لهذا اليوم".