ما شكلت العظام البشرية التي اكتشفت في جدار إحدى الكنائس في بلدة فولكستون Folkestone التابعة لمقاطعة كينت Kent Country جنوب شرق إنجلترا لغزًا محيّرًا للعلماء، فمنذ العثور عليها في عام 1885 لم يتمكن أحد من التأكد من أصول تلك البقايا أو حتى لمن عادت، لكن على ما يبدو فقد حلّت الآن الدراسات العلمية ذلك اللغز أخيراً ليتبين أنّ العظام تخص الأميرة والقديسة إنسويذ Eanswythe التي عاشت في القرن السابع الميلادي.
عُثر على بقايا العظام في تجويف ضمن جدار بواسطة العمال أثناء ترميم كنيسة القديسة ماري St Mary والقديسة إنسويذ Eanswythe الأبرشيّة في فولكستون، حيث ضمت تلك البقايا نصف هيكل عظمي تقريباً وقد افتُرض وقتها أنّها تعود للقديسة إنسويذ حفيدة الملك إيثيلبيرت Ethelbert، وهو حاكم المملكة الأنجلو سكسونية في كينت وأول ملك إنجليزي يتحول إلى الديانة المسيحية، لكن لم يكن هناك طريقة لإثبات صحّة ذلك.
جاء الاكتشاف الجديد كنتيجة للتعاون بين علماء الآثار والخبراء المحليين من كينت مع العلماء من جامعة الملكة في بيلفاست Queen’s University Belfast، حيث أقام الفريق مختبرًا مؤقتًا في الكنيسة واستخدم تقنية التأريخ بالكربون المُشع لدراسة بقايا الهيكل العظمي، وبعد تأريخ قطع العظام والأسنان أكّد الخبراء أنّها تعود للقرن السابع ميلادي، كما تم إرسال بعض القطع إلى بيلفاست للمزيد من التأكيد وكانت النتيجة إيجابية أيضاً.
أفاد تقرير منشور في صحيفة الغارديان The Guardian بأنّ البقايا جاءت من شخص واحد أُنثى على الأرجح ويتراوح عمرها بين 17 و20 عام، وقد قال ستيفن هوبر Stephen Hoper أحد الخبراء المشرفين على عملية التأريخ: “أنتجت تحليلاتنا لعينات الأسنان والعظام التي يُعتقد أنّها تعود للقديسة إنسويذ مجالًا عمريًّا موافقًا تماماً”، ومن المتوقع أن تُجرى المزيد من التحليلات بما في ذلك إنشاء الحمض النووي في المُستقبل القريب.