لقد عانى الكثيرون في الشرق الأوسط من الصراعات والحرمان لفترة طويلة جدًا. وتتفاقم معاناتهم الآن بسبب أزمة فيروس كوفيد-19 وآثارها المحتملة على المدى الطويل في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
ندعو جميع الأطراف إلى المشاركة، بحسن نية ودون شروط مسبقة، في التفاوض على وقف فوري للأعمال العدائية المستمرة، والحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي، ووضع وقف إطلاق نار أكثر ديمومة وشمولا، والتوصل لحلول طويلة الأمد للصراعات المستمرة في جميع أنحاء المنطقة.
كما نناشد الجميع ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتخفيف حدة التوترات والعمل على حل الخلافات من خلال الحوار أو التفاوض أو الوساطة أو الوسائل السلمية الأخرى. كما ندعو الجميع إلى الامتناع عن أي أنشطة يمكن أن تؤدي إلى المزيد من التدهور في الاستقرار والأمن في أي بلد أو في المنطقة ككل.
نحث الأطراف على التواصل عبر خطوط النزاع والتعاون محليًا وإقليميًا وعالميًا لوقف الانتشار السريع للفيروس، وتقاسم الموارد، حيثما أمكن، والسماح بالوصول إلى المرافق الطبية عند الحاجة.
ندعو جميع الأطراف إلى تسهيل الوصول والمساعدات الإنسانية إلى النازحين داخلياً واللاجئين، والمجتمعات المحاصرة، وجميع الذين دمرتهم الحرب والحرمان، دون تحيز أو تمييز. ويتطلب هذا تتبعًا سريعًا لتنقل العاملين الصحيين والاغاثة على الحدود وداخل البلاد وضمان حمايتهم. كما ندعو الجميع إلى تسهيل العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين والمشردين داخلياً إلى منازلهم من خلال إجراءات وتدابير عاجلة وفعالة وذات مغزى.
نطالب بإيلاء اهتمام خاص لمحنة المعتقلين والمخطوفين والمفقودين، وللإفراج الإنساني، ولحرية وصول المنظمات الإنسانية، ولخطوات عاجلة لضمان رعاية طبية كافية وتدابير وقائية في جميع أماكن الاحتجاز.
في وقت يواجه فيه الجميع تحديات وطنية هائلة ندعو جميع الشركاء للعمل مع الأمم المتحدة على خطط الاستجابة الدولية العاجلة وإجراءات التعافي. لا يمكن لأي دولة أو منطقة أو مجتمع أن يواجه تحدي فيروس كوفيد-19 لوحده. إن التضامن مطلوب اليوم وسوف تكون هناك حاجة ماسة إليه غداً.
هذا وستواصل فرقنا التركيز على الدبلوماسية الوقائية، وعلى مساعدة جميع الجهود للاستجابة للعواقب الصحية والاجتماعية الاقتصادية للأزمة، ودعم التعاون الشامل لمصلحة السلام ورفاهية الجميع، والعمل بلا هوادة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأكثر الفئات ضعفاً، والانخراط بحزم في تحقيق هذه الأهداف.
لن تنجح أيا من هذه الجهود إذا لم يتم إسكات أسلحة الحرب والصراع. في هكذا وقت، يجب أن تتنازل الحزبية والمصالح الضيقة للقضية الأكبر ومصالح الشعب. ولهذا السبب فإننا نكرر دعوة الأمين العام لجميع الأطراف في الشرق الأوسط للعمل مع الأمم المتحدة حتى نتمكن من “التركيز معا على المعركة الحقيقية في حياتنا”.
غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى سوريا
يان كوبيش، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان
جينين هينيس-بلاسخارت، مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق
مارتن غريفيث، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن
نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط
إن الصحة العقلية هي صُلب إنسانيتنا. فهي تمكننا من أن نعيش حياة مفعمة ومرضية وأن نشارك في مجتمعاتنا. ولكن فيروس مرض كوفيد-19 لا يهاجم صحتنا البدنية فحسب؛ وإنما يزيد أيضا من معاناتنا النفسية.
مع تفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها لبنان نتيجة فيروس كورونا المستجد، وجد الصحافيون والصحافيات والمراسلون والمراسلات أنفسهم يواجهون كميّة عملٍ مضاعفة.
على الرغم من امتلاك معظم البلدان في المنطقة فِرَقاً وطنية للاستجابة العاجلة للتقصي الآني لمهددات الصحة العامة وللاستجابة لها، إلا أن العاملين في تلك الفرق الوطنية يحتاجون لتدريبات محدثة لتقصي فيروس كوفيد-19 المستجد والاستجابة لتهديداته.