خلدون اليمني بائع القهوه في الاردن شاهد اسباب شهرته .

العسعس-عمان لم يتوقع خلدون العزب (22 عاما) أن موكب عروس أردنية سينقله إلى عالم الشهرة الواسع، فبعد أن كان يرقص رقصة "البرع" اليمنية الشهيرة مرتديا زيه اليمني، واضعا خنجره التراثي وسط خصره ليلفت انتباه الزبائن على الطريق العام من أجل تناول كوب من القهوة التركية، المعروفة بالأردن بالقهوة السادة، مرّ موكب لعروس أردنية، وتقدم العزب ليؤدي رقصة البرع التي تقدم في الأعراس اليمنية، وتوقف الموكب ونزل من فيه من سياراتهم وشاركوه فرحتهم. عندها انتشر مقطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ويظهر فيه العزب وهو يؤدي تلك الرقصة، وتوافد الزبائن والصحفيون لتصويره والاستمتاع بعروضه التي تبدو غير مألوفة للأردنيين. "الشهرة في حالتي تتشابه مع المثل القائل صيت غنى ولا صيت فقر"، هكذا يعبر العزب من غرفة صغيرة فوق مكان عمله تبدو أنها تستخدم لغايات تخزين المشروبات الغازية، وفيها فراش على الأرض وبيت خلاء. أوضاع معيشية لا تشبه واقع الشهرة والأضواء التي سلطت عليه، وحال يشبه واقع اليمنيين الذين أجبروا على التغرب لتحصيل لقمة العيش بسبب مآلات الحرب. يقول العزب للجزيرة نت إنه المعيل الوحيد لأسرته في صنعاء، وبعد أن توفي والده حمل مسؤولية رعاية إخوته الصغار إلى جانب أمه التي لم يعتد على مفارقتها لساعات كما يقول، لكنه منذ عامين لم يرها، كما أن ظروف الاتصال بها صعبة نظرا لما تشهده صنعاء من تقلبات أمنية بسبب الحرب. عمل بالأفراح ويتابع العزب حديثه بأنه كان يعمل في مجال تحضير الأعراس في اليمن، وكان كثيرا ما يجيد رقصة البرع في تلك الاحتفالات. مرتديا زيه اليمني الذي يتوسطه خنجره المعقوف وشاله البني اللون، يحاول العزب استرجاع ذكرياته بعد عامين من الغربة في الأردن، متذكرا خطيبته التي لم يرها، ويحلم بأن تتحسن الأوضاع في اليمن ليعود إلى أهله ويتزوجها هناك. اعلان كان العزب يواجه ظروف عمل قاسية، لكن ارتداءه الزي اليمني وأداءه الرقصات للزبائن، دفع أصحاب محلات القهوة إلى تقديم العروض له، ليستطيع مؤخرا الانتقال إلى محل جديد شرق العاصمة عمان وبظروف أفضل من السابق، بحسب قوله. حفاوة الزبائن يحمل العزب طلبات الزبائن من المشروبات الساخنة ويؤدي رقصاته باحترافية دون أن يسكب شيئا منها، وسط ترحاب كبير من الزبائن، مما دفع الكثير منهم إلى التعرف إليه وإلى أصل تلك الرقصة التي يصفها اليمنيون بأنها رقصة "الحب والحرب" ويقدر عمرها بآلاف السنين، ويقال إن تسمية "البرع" مشتقة من البراعة، ورغم كونها رقصة حربية في تقاسيمها وتعابيرها، فإنها تؤدى في أغلب المناسبات والأفراح اليمنية. يقول أحمد البادي -وهو أحد زبائن العزب- إن محال القهوة كثيرة وموجودة في كل شارع، لكن العزب يجذبه بما يمتاز به من ابتسامة وترحاب بالزبائن، وقيامه بأداء تلك الرقصة التي يشعر الزبون بأنها بمثابة ضيافة منه على قدومه. ويتفق الشاب مهند العمري مع أحمد، إذ إنه يحب اليمن والحضارة اليمنية ويأتي إلى هذه القهوة لمشاهدة الفلكلور اليمني المتجسد في الرقصة والزي اليمني الذي يرتديه العزب، وكرم الضيافة بابتسامته وخلقه، بحسب تعبيره. رقصة البرع وتصنف رقصة البرع كرقصة جماعية مقتصرة على الذكور، تحاكي في تنقلاتها المبارزات القتالية والتكتيك الحربي ومهارات الاصطفاف والانقضاض والكر والفر. وهي -على غرار رقصات أخرى- تؤدى في مناطق مختلفة من اليمن، وهي مثل رقصة "العدة" في حضرموت شرقي اليمن التي تستخدم فيها "العصا" و"الترس"، ورقصات "الحقفة، والفرساني، والحمرة، والشنب، والتسييف والمباينة" في تهامة بأقصى الغرب ويؤدى بعضها بالسيف، ورقصة "البروشية" في إب، و"الشرْح" في تعز، ويستخدم فيهما "الجنابي"، والجنبية هي الخنجر اليمني المعقوف المعروف. المصدر : الجزيرة
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص