سلسلة تاريخ اليمن من البداية الي النهايه الحلقة الرابعة

ة تاريخ اليمن من البداية الي النهايه الحلقة الرابعة ✔️اليمن في عهد الخلافة الراشدة وفي زمن الخلافة الراشدة كان اليمن بكُلِّ تقسيماته الإداريَّة ولايةً أو ولاياتٍ تابعة للخلافة الإسلامية، ولم يشهد أحداثًا جسامًا إلا ما كان في زمن الفتنة، والتي تمثَّلتْ في مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه (35هـ)، ثم موقعة الجمل (35هـ)، وصِفِّين (37هـ)، والنهروان (38هـ)، ثم مقتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه (40هـ). ففي الصراع الذي نشب بين علِيٍّ رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه بعد مقتل الخليفة عثمان رضي الله عنه وصل الوالي بسر بن أبى أرطاة إلى اليمن من قِبَل معاوية فتتبَّع شيعة علِيٍّ في اليمن بالقتل والمطاردة، ثم فرَّ أمام والي علي بن أبى طالب جارية بن قدامة السعدي الذي تتبَّع هو الآخر عثمانية اليمن وأعوان معاوية بالقتل والتشريد24، ثم غادر اليمن بعد سماعه بمقتل الخليفة علي بن أبي طالب، والذي تنازل بعده ابنه الحسن عن الخلافة لمعاوية؛ ليجتمع شمل الأمة عام 40 للهجرة، والذي عُرِف بـ"عام الجماعة"25، والذي مهَّد الطريق لبني أمية لإرساء خلافتهم وحكم المسلمين. 💠اليمن في عهد الدولة الأموية. وفي فترة الخلافة الأموية (41 - 132هـ) وَلِيَ اليمن أكثر من خمسة وعشرين واليًا، لعلَّ أطولهم مدَّة هو يوسف بن عمر الثقفي، الذي ولي اليمن ثلاثَ عشرةَ سنة، ابتداءً من خلافة هشام بن عبد الملك (105هـ)، وقد استأثر الثقفيون عامَّة بثقة بني أمية، فأكثروا من تَوْلِيَتهم ولايات مختلفة من بينها اليمن26. وفي خلافة ابن الزبير (64 - 73هـ) تولَّى اليمن من قِبَلِه أكثرُ من عشرة وُلاة، حتى إن فترة بعضهم لم تتجاوز الشهور27. وفي كثرة تغيير الولاة في فترة الخلافة الأموية لم نجد وقائع محدَّدة تكون مبررًا لذلك التغيير؛ ولعلَّه كان يجيء لحاجة دار الخلافة إلى تغيير الوالي لأمرٍ يراه الخليفة نفسه، وربما جاء استجابة لشكوى بأحد الولاة28. وفي أواخر الدولة الأُموية غلب الخوارج على اليمن، وكان زعيمهم عبد الله بن يحيى الحضرمي الملقب بـ "طالب الحقِّ"، فقد ثار بحضرموت، وتمكَّن من دخول صنعاء، ثم زحف شمالاً باتِّجاه مكة فسقطت بأيديهم، ووليها أبو حمزة الخارجي نائب عبد الله بن يحيى الحضرمي، ثم استولى بعد ذلك على المدينة، وبعدها اتَّجهوا نحو الشام إلا أن مروان بن محمد -آخر خلفاء بني أمية- أعدَّ لهم جيشًا كبيرًا قابلهم بوادي القرى، وأخذ يُلْحِق بهم الهزائم ويطاردهم، حتى وصل إلى حضرموت مُنْطَلقهم الأوَّل، حيث كان آخرَ نفس لهم، إلا أن عبد الملك السعدي قائد قوات مروان بن محمد قُتل في الجوف في طريقه إلى مكة لرئاسة موسم الحجِّ، ومن بعده عيَّن مروانُ بن محمد واليًا جديدًا على اليمن هو الوليد بن عروة، الذي بقي في منصبه حتى اضمحلَّت دولة بني أمية29. 💠اليمن في عهد الدولة العباسية ومن بعدها دخلت اليمن في حوزة العباسيين، وقد ساروا فيها من جهة نظام الحكم سيرة الأمويين قبلهم، فأرسلوا الولاة إلى اليمن، والذين تمكَّنوا من ضرب الثورات التي قامت ضدَّهم، مثل التي قامت في حضرموت على يد الخوارج زمن الوالي معن بن زائدة الشيباني، الذي ولي اليمن لأبي جعفر المنصور30، وتلك التي قامت في جهات تِهَامة والساحل زمن الوالي حماد البربري، الذي ولي اليمن لهارون الرشيد، والذي عانى من ثورة قام بها الهيصم بن عبد الصمد الحميري استمرَّت فترة طويلة31. إلا أن أمر العباسيين في اليمن لم يَدُمْ على القوَّة؛ وذلك لبُعْدِ اليمن عن مركز الحكم، ولطبيعتها الجبلية، ولوعورة أرضها، وللسبب نفسه كانت ملجأً لكثير من الفارِّين من الحكم أو الثائرين عليه؛ فانفصلت اليمن عن الدولة العباسية، ونشأ فيها الدُّويلات المستقلَّة، التي أَخذَت الطابع القبلي أحيانًا، والمذهبي (شيعي على وجه التحديد) أحيانًا كثيرة. انتظرونا في بقية السلسله
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص