يُعَدُّ التدخين إحدى الآفات الصحِّية التي يرتبط بها عدد من المشاكل والأمراض الخطرة، فهناك توقُّعات تُشير إلى أنَّ ما يُقارب نصف عدد الأشخاص المُدخِّنين والذين لن يُقلعوا عن التدخين، سيلقون حتفهم نتيجة الإصابة بالأمراض المُرتبطة بالتدخين،ففي الولايات المُتَّحِدة والعالم أجمع يُعَدُّ التدخين السبب الأوَّل لحالات الوفاة التي يُمكن الوقاية منها،لذا فإنَّ الإقلاع عن هذه العادة السيِّئة هو القرار الصائب الذي يجدر بالمُدخِّن اتِّخاذه للتخلُّص من الآثار السلبيّة جميعها التي يُسبِّبها التدخين على صحَّته، فبمُجرَّد الإقلاع عن التدخين يبدأ ضغط الدم بالانتظام ليُصبح ضمن مُعدَّلاته الطبيعيّة، كما تبدأ الدورة الدمويّة في الجسم بالتحسُّن، وتعود حاسَّتا التذوُّق والشمِّ إلى طبيعتهما، كما تُصبح عمليّة التنفُّس أكثر سهولة، بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة بالسرطان مع كلِّ سنة يكون فيها الفرد بعيداً عن التدخين.
التخلص من آثار التدخين في الجسم
من المُمكن أن ينعكس تأثير السموم التي تدخل رئتي المُدخِّن على كامل جسمه، ولكنَّها لا تلبث إلّا أن تعلق بالمُخاط الذي يتجمَّع في الجهاز التنفُّسي في نهاية الأمر، لذا يتمّ اللُّجوء إلى عدد من الطرق والسلوكيّات التي يُمكن من خلالها التخلُّص من المُخاط المُتراكم في الرئتين والممرَّات الهوائيّة، ومن هذه الطرق يُمكن ذكر ما يأتي:
1.ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، فالتمارين الرياضيّة تزيد من تدفُّق الدورة الدمويّة في الجسم، ويُسفر عن ذلك زيادة كفاءة الجسم في التخلُّص من ثاني أكسيد الكربون، كما تُجبِر التمارين الرياضيّة عضلات الجسم على العمل بجهد أكبر، وذلك من شأنه أن يتسبَّب في زيادة سرعة التنفُّس، وبالتالي ضمان وصول كمِّيات أكبر من الأكسجين للعضلات.
2.تنظيف الرئتين بطريقة السُّعال الذي يتمّ التحكُّم به؛ نظراً إلى أنَّ السُّعال يُساهم في تخليص الجهاز التنفُّسي من السموم العالقة في المُخاط.
3.تناول الأطعمة التي تحمل خصائص مُضادَّة للالتهاب، ومن هذه الأطعمة: الخضروات الورقيّة الخضراء، والزيتون، والفاصولياء، والتوت الأزرق، والكركم، والجوز، والعدس، والكرز.
4.العلاج بالبُخار، حيث يتمّ استنشاق بُخار الماء الذي بدوره يُساعد على ترطيب الهواء في الممرَّات التنفُّسية وتدفئته، وذلك من شأنه أن يُؤدِّي إلى تحسين التنفُّس، وتسهيل التخلُّص من المُخاط المُتراكم في الرئتين والممرَّات التنفُّسية.
5.تناول الشاي الأخضر الغني بمُضادَّات الأكسدة، والذي قد يُساعد على حماية أنسجة الرئتين من سموم التدخين، بالإضافة إلى أنَّه قد يُساهم في التخفيف من الالتهاب في الرئتين.
6.تغيير المُرشِّحات المُستخدَمة في المنزل جميعها، وتنظيف المنافذ الموجودة في مُكيِّف الهواء، أو الحمام جميعها.
7.قضاء وقت أكثر في الخارج بعيداً عن التلوُّث الجوِّي، والأدخنة، حيث يُمكن بذلك الحصول على القدر الكافي من الهواء المُنعش الذي يُحافظ على بقاء الرئتين تعملان بكفاءة.
8.ممارسة تمارين التنفُّس العميق، ومنها: التنفُّس البطني، أو التنفُّس الحجابي (بالإنجليزيّة: Diaphragmatic breathing)، والتنفُّس بشفاه صارَّة (بالإنجليزيّة: Pursed lip breathing).
9.اللُّجوء إلى القرع (بالإنجليزيّة: Percussion)، وهو من الطرق المُستخدَمة لتصريف المُخاط من الرئتين، حيث يتمّ النقر بخِفَّة على ظهر المريض.
طرق الإقلاع عن التدخين
هناك العديد من الطرق التي يُمكن أن تُساعد المُدخِّن على الإقلاع عن التدخين، ومن هذه الطرق يُمكن ذكر ما يأتي:
1.اللُّجوء إلى العلاج السلوكي، كالتمرين على حلِّ المُشكلات.
2.الحصول على مُساعدة مختصرة من الطبيب، كأن يُقدِّم الطبيب بمُدَّة لا تزيد عن عشر دقائق نصائح للمُدخِّن حول الإقلاع عن التدخين.
3.الحصول على الاستشارة النفسيّة الفرديّة، أو الجماعيّة.
ومن الأدوية المُستخدَمة للإقلاع عن التدخين ما يأتي:
الأدوية غير النيكوتينيّة التي تُصرف بوصفة طبِّية، مثل: فارينيكلين (بالإنجليزيّة: Varenicline)، والبوبروبيون (بالإنجليزيّة: Bupropion).
المُنتجات البديلة للنيكوتين، مثل: لصقات النيكوتين، وعلكة النيكوتين، وبخَّاخات الأنف، والمنشقة التي تحتوي على النيكوتين.
الآثار السلبيّة للتدخين
توجد عِدَّة آثار سلبيّة للتدخين، والتي تنعكس بشكل واضح على صحَّة وسلامة الفرد، وفيما يأتي يُمكن ذكر بعض من هذه الآثار السلبيّة للتدخين:
1.ترقُّق الجلد، وظهور التجاعيد، ويُعزى ذلك إلى دور التدخين في تحطيم الإيلاستين، وتحفيز الإنزيم المسؤول عن تحطيم الكولاجين.
2.ظهور البقع الصفراء على الأسنان، والأظافر بتأثير النيكوتين الموجود في السجائر.
3.ظهور الجلد باهتاً وجافّاً؛ والذي يحدث نتيجة نقص تدفُّق الدم في الشعيرات الدمويّة، وقِلَّة الأكسجين في الخلايا.
4.ضعف الشعر وتساقطه نتيجة نقصان كمِّية الأكسجين التي تُغذِّي الشعر.
5.زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، مثل: سرطان الخليّة الحرشفيّة (بالإنجليزيّة: Squamous cell carcinomas).
6.ضعف حاستيّ التذوُّق والشمِّ، فاستنشاق أدخنة السجائر تُعرِّض الحواسّ للسُّميّة.
7.ضعف النشاط الجسدي تدريجيّاً، ومواجهة صعوبة في ممارسة أبسط الأنشطة، كصعود الأدراج، أو ممارسة بعض الرياضات؛ وذلك نتيجة الجهد الكبير الذي يتعرَّض له القلب والرئتان مع مرور الوقت نتيجة التدخين.
8.زيادة خطر الإصابة بالعدوى الفيروسيّة، أو البكتيريّة، أو غيرها من أنواع العدوى مع مرور الوقت؛ وذلك لاضطراب وظيفة الأهداب التي تُبطِّن القناة التنفُّسية، وعدم قُدرتها على حماية الجهاز التنفسي من العدوى.
9.الإصابة بالسُّعال المُستمرّ نتيجة تعرُّض الممرَّات الهوائيّة للتلف.
10.ارتفاع نسبة تخثُّر الدم، الأمر الذي يجعل الفرد عُرضةً للإصابة بالسكتة الدماغيّة، والنوبة القلبيّة، وأمراض القلب.
11.زيادة خطر الإصابة بالسرطان، مثل: سرطان الدم، والمثانة، والفم، والحلق، والكلى، والرئة.
12.حدوث مشاكل واضطرابات الحمل، مثل: زيادة خطر حدوث الإجهاض، أو الإصابة بعدوى في الأذن، أو الإصابة بالربو، كما يزداد خطر حدوث متلازمة موت الرضيع الفجائي.
حقائق حول التدخين
من الحقائق المعلومة أن للتدخين عدداً من الآثار التي تنعكس سلباً على صحَّة الفرد، وفيما يأتي ذكر لبعض من الحقائق المُتعلِّقة بالتدخين موضَّحة على النحو الآتي:
التدخين السلبي مسؤول عن وفاة 3400 شخص سنويّاً نتيجة الإصابة بسرطان الرئة، ووفاة 46 ألف شخص سنويّاً نتيجة الإصابة بأمراض القلب في الولايات المُتَّحِدة. احتواء السجائر على أكثر من 7000 مادَّة كيميائيّة، منها 69 مادَّة مسؤولة عن الإصابة بالسرطان.
تسبُّب التدخين في ولادة أطفال ذوي وزن ولادة منخفض بنسبة 20-30%، وما يُقارب 15% من الولادات المُبكِّرة.
احتواء السجائر على أكثر من 7000 مادَّة كيميائيّة، منها 69 مادَّة مسؤولة عن الإصابة بالسرطان.
تعرُّض حوالي 443 ألف أمريكي سنويّاً للوفاة نتيجة الإصابة بالأمراض المُرتبطة بالتدخين.
التدخين مسؤول عن حوالي 90% من حالات الوفاة نتيجة السرطان، وأكثر من 80% من حالات الوفاة نتيجة الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن.