بقلم/ عمار البذيجي بقلم/ عمار البذيجي
العلاقات والحقوق .. في ميزان عمر الفاروق #إنما_تأسى_على_الحب_النساء!!!
✅ ليست كل العلاقات سواء أكانت زوجية أو عائلية فضلا عن العلاقات الإنسانية والإجتماعية والمهنية قائمة على المودة أو يشترط لقيامها الحب والود، فمعظم العلاقات الحياتية بين الناس قائمة في الأساس على الرحمة أو التقدير. ✅ بل ربما أن الكثير من العلاقات في حياتنا قد تفقد أيا من أركان بنائها السالفة، ومع ذلك بإمكانها أن تستمر وتمضي قدما ولو مترنحة متأرجحة، بشرط توفر ركنين لازمين لا بد لأي علاقة منهما، وإلا سقطت وانهارت وهما: #الاحترام بمعناه الواسع وتطبيقاته الحياتية افقيا ورأسيا، أدناه وأقله احترام الكرامة الانسانية. #صيانة_الحقوق ورعايتها وعدم انكارها او الانتقاص منها او الافتئات عليها او التهرب من المسئولية والالتزامات. ✅ هذان المعنيان أو الركنان اللازمان لبناء وبقاء أي علاقة مهما كان نوعها وطبيعتها ودرجة القرب والبعد فيها، يلخصهما لنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حدثين منفصلين، وقصتين تربويتين بديعتين ذواتي عبرة ودلالة ودروس عظيمة أسوقهما هنا للفائدة: #القصة_الأولى : كانت بدايتها سؤال من رجل لزوجته إن كانت تحبه؟ أم لا؟ _ أجابته بنعم، غير أنه لم يطمئن لجوابها فاستحلفها بالله. _ لم تستطع أن تكذب حينها ولم تجد بدا من أن تجيبه بحقيقة شعورها، وتعترف له أنها لاتحبه. _ استاء الرجل وغضب ثم ذهب يشكوها الى عمر امير المؤمنين ويستشيره إن كان عليه طلاقها. _ استدعى عمر المرأة فسألها عن الامر وصدقت خبر زوجها، فقال لها عمر مستنكرا: لِمَ لَمْ تكذبي عليه وقد أبيح لك الكذب في هذا الموطن؟ (أي كذب المراة على زوجها)، _ قالت استحلفني بالله يا أمير المؤمنين، وهل أكذب؟ _ رد عمر: نعم أكذبي، وهل كل البيوت قائمة على الحب؟. #القصة_الثانية : حدثت لعمر رضي الله عنه نفسه، حين جاءه قاتل اخيه يسأله حقه من ليت المال، وكان عمر قد تولى الخلافة حينها، وصار الرجل من رعيته. _ نظر عمر للرجل فعرفه ثم ابتدره بالقول: والله لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المفسوح. _ سأله الرجل مستفهما: وهل ينقص ذلك من حقي شيئا، يا أمير المؤمنين؟. _ رد عمر: اللهم لا. _ فقال الرجل ساخرا: الأمر هين إذا، وما أصنع بحبك؟ إنما تأسى على الحب النساء. ✅ خلاصة القول، وفحوى الخطاب، إنما يتعايش الناس على الأرض بينهم ابتداءا بحفظ الكرامة، وصيانة الحقوق، ثم يبنى عليهما ماوراء ذلك، وكل علاقة لا تؤسس على احترام كرامة الانسان وصيانة الحقوق، ليست سوى مصيدة من القش بنيت على شفا جرف هار، وما أكثرها في زماننا.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص