بقلم/ عمار البذيجي بقلم/ عمار البذيجي
#المرجفون_بفتاوى_العلماء
من أكثر الأمور غرابة واستفزازا فيما يتصل بالمعركة مع الي،، هود، للحد الذي لم استطع فهمه واستيعابه، هو ما يقوم به بعض المتدينيين على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي من نشر وتداول مقاطع مرئية وتسجيلات لعلماء وشيوخ أجلاء منهم الإمام الألباني يتحدث فيها عن الصراع مع اليهود في فلسطين وتحرير القدس وشروط النصر من عند الله وأنه يبدأ بج،هاد النفس ونصرة الشريعة وأن هذا الجيل البعيد عن الشريعة ليس هو من سيحرر القدس وينتصر على اليه،ود ... الخ. هناك فريق اخر اكثر وضوحا فهو يصطف ضد المقاومة بوضوح وعدائية مفرطة بحجج واهية معظمها ذات منطلق فكري منهجي، بل أن بعضهم يهاجم المقاومة الفلسطينية ويقلل من أهمية ج،هادهم وينشر فتاوى لشيوخ أجلاء لا ترى المقاومة في هذه المرحلة نظرا لضعف الأمة والمفاسد المترتبة منها على الناس، ناهيكم عن اصطفاف البعض ضد اهل فلسطين بتهم مختلفة حتى أن بعضهم نظم قصيدة عصماء يهاجم فيها هنية على خلفية شكره لإيران ويخرجها بفيديو وعبارات تحمل الأمر أكثر مما يحتمل . ولأن القضية قضية نصرة وتخذيل والمعركة معركة وعي بالدرجة الأولى أقول لهؤلاء الطيبين جدا انضجوا قليلا يا رعاكم الله وأعلموا أن هذا النشر الذي تروجون له والمواقف التي تتبنونها وفي هذا التوقيت بالذات هو نوع من الإرجاف باستخدام فتاوى العلماء وأرائهم وهم بريئون من عملكم وقصدكم، وتأكدوا إنكم بذلك إنما تصطفون مع العدو الكافر ضد أخيكم المسلم علمتم ذلك أم جهلتموه. وإلا فإن كنتم لا ترون نصرة إخوانكم في غزة ولا تعدون مقاومتهم للعدو الغاصب من الج،،هاد في سبيل الله، فعلى الأقل التزموا الصمت ولا تحرضوا عليهم أو تحشدوا ضدهم وتثبطوا الأمة عن نصرتهم وتخذلهم بحجج واهية او تتسترون خلف فتاوى وأقوال لمشايخ أجلاء لا أظنهم يريدون ما فهمتم أو يتبنون بفتاويهم وبيانهم ما تتبنونه أنتم وتدعون إليه. ولتعلموا أنتم قبل غيرك أن العالم يفتي ويوضح ويجيب على ما يطرح عليه من أسئلة وقضايا في سياقه الطبيعي ويأخذ في ذلك الكثير من الأبعاد منها الزمان والمكان والأحوال والمصالح والمفاسد المترتبة، وما إذا كانت فتاوا وأقواله قد تفهم خطأ او تثير فتنة او تتصادم مع مقاصد الدين والمصالح العليا، ومدى توفر القوة اللازمة و البيئة الحاضنة للنصر من عدمه وغير ذلك وفي هذا السياق كانت معظم ما سمعته. لذلك يا رعاك الله كان اعادة نشر وترويج تلك الأقوال والأراء في توقيت كهذا وفي ظل معركة محتدمة هو اصطفاف مع العدو الكافر ضد المسلم حتى وان كان المسلم تصرف بشكل خاطيء او كان عمله لا تتوفر فيه. الأمر الأخر هو أن إعادة نشر وترويج تلك الفتاوى والأراء على عظم مكانة اصحابها وسعة علمهم إلا أنها غالبا ما تنشر مجتزئة ومبتسرة وفي سياق مختلف عم سياقها وتوقيتها وهي اجتهاد قد يختلف معها علماء اخرون لا يقلون عنهم علماء وفضلا، كما قد تختلف الاقوال والفتاوى من العالم الواحد باختلاف الزمان والمكان فكيف اذا علمت انها جاءت في ظروف وفترات مضى عليها عقدين وثلاثة عقود ثم انت توظفها في توقيت مغاير خصوصا اذا علمنا ان المتغيرات على الساحة اليوم وان الاصطفاف والتحشيد الحاصل اليوم حول غزة يعمل على تشكيل واقع جديد ويخلق وضعا مغايرا تماما للوضع الذي كانت عليه تلك الفتاوى. أما الأهم في المعركة فيجب الوعي بأن الفرق شاسع وجلي بين موقف وفتاوى العلماء من الجهاد وشروطه وعودة الأمة فهي وان كانت محل خلاف لكن مع فرضية إصابة المعترضين الحق فيها فإن العلماء يبينون فيها موقفا ورايا شرعيا بحسب ما لهم من يتبين لهم من معطيات ويتحدثون عن الحكم الشرعي في حق الامة ككل وليس على المقاومة على أرض فلسطين. كما أن القول بأن الج،،هاد اليوم هو فقط مجاهدة الهوى والنفس أما الغزو فهو في حكم المعدوم لعدم توفر شروطه وامكانياته أو أن تحرير القدس يبدا بالعودة للشريعة والالتزام وان النصر مشروط بذلك وبالعودة لمنهج السلف الصالح فهو أمر صحيح من حيث المبدأ العام لكنه في انزاله على الواقع يحتاج لنقاش وفهم اعمق وأدق، فلايزال المسلمون يغزون ويفتحون الامصار قرنا بعد اخر منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحتى عهد قريب وينصرهم الله على ما فيهم من بعد وتقصير وربما بدع ومنكرات بدءا بالامويين والعباسيين والمماليك وانتهاء بالاتراك ومحمد الفاتح. وأخيرا: يجب التفريق بين نقد واعتراض عالم أو أخر على بعض فصائل وأساليب وطرق المقاومة في فلسطين على إصابته للحق وبين نشر ذلك في سياق حرب يتوقد أوارها فالنقد او بيان بعض المأخذ لا يعني قطعا عدم جواز نصرتهم ولا إعانتهم ولا مساعدتهم ولم يقل احدا من اهل العلم المعتبرين ان واجبك وانت متكيء على اريكتك تحت التكييف البارد وفي قصرك العامر أن عليك وجوبا التحذير من المقاومة وبيان خطأها وصرف الناس عن تأييدها ونصرتها بحجة أنها لا تمثل الج،،/،هاد ولا الإسلام. فالقول بوجوب التحذير من المقاومة في ارض الرباط ونهي الناس عن نصرتها ودعم اهلها بسبب اخطائها هذا صراحة او ضمنا يعني إن إس،،،،/رائيل على حق في قتل وتشريد المسلمين وتهجيرهم وقصفهم وحصارهم، لأنها إنما تقوم بذلك من باب الدفاع عن النفس وأن المسئولية تتحملها المقاومة وإلا كان من الواجب عليهم شرعا ان يعترفوا باسرائيل أن يلتزموا الهدوء معها والسلام ويحترموا جوار الي//،،، هود وعهدهم وميثاقهم وفي هذا من مضاهاة قول الذين كفروا ما لا يخفى. والله أعلم
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص