يهودة العليوم او سقطة العليوم !!
إبراهيم الحكيم بين الفاعل والمفعول فرق كبير ومهول، وشتان بين الجار والمجرور. كذلك حال البشر المنظور. يظهر جليا باستمرار بون شاسع بين الغيور والمغرور، ومَن يملك إرادته ومسلوب الإرادة. مَن يملك القرار ومَن لا يملك سوى التمظهار أمام عدسات الإشهار، والغرغرة بكلام مله التكرار، والانتظار كأي بوق للايجار، لما يمليه عليه صاحب القرار!. الفرق هنا يشبه تماما الفرق المعلوم بين السيد والعبد. لعل اقرب مثال عملي يظهر الفرق الجلي، في الموقف قولا وفعلا، حيال عدوان الكيان الصهيوني الغاشم وحصاره المجرم على مليوني فلسطيني، هم اخوتنا في الدم والدين والإنسانية بقطاع غزة في فلسطين المغتصبة بجناية تخاذل حكام الامة. كانت جموع المواطنين كما سلطات اليمن الحر، ممثلة بالمجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ، سباقة إلى إعلان التأييد والمساندة للمقاومة الفلسطينية الباسلة في عملية "طوفان الاقصى"، وإعلان التنديد والإدانة للعدوان الصهيوني والدعم الامريكي البريطاني السافر سياسيا وعسكريا واعلاميا. لم يكن الامر مجرد بيانات وخطابات للاستهلاك الاعلامي أو المزايدة الشعاراتية أو الدعاية السياسية. سرعان ما ترجمت صنعاء موقفها فعليا باستمرار تظاهرات التضامن الشعبي الهادر، وإطلاق حملة نصرة الاقصى ماليا وإعلاميا واقتصاديا بسلاح المقاطعة، وعسكريا بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على الكيان. على العكس تماما، كان الموقف مخزيا جدا من جانب "مجلس قيادة" أدوات تحالف العدوان وحكومتها. جاء انعكاسا حرفيا لتوجهات دول التحالف المنقادة لدول الهيمنة والاستكبار الغربي و"الحلف الانجلو-صهيوني" اميركا وبريطانيا وفرنسا والكيان الاسرائيلي، وخطتها لتصفية قضية فلسطين وحقوق شعبها!!. سياسيا. جاء الموقف المعلن رماديا، يدين "التصعيد في غزة"، ويندد ب "العمليات الاسرائيلية" وليس العدوان وجرائم الحرب والابادة الجماعية، ويدين "ارهاب واستهداف المدنيين" بما فيهم المستوطنين، ويدعو إلى "هدنة انسانية مؤقتة وفتح منافذ لإدخال المساعدات، وإطلاق جميع الاسرى والرهائن"!!. ليس هذا فحسب، وبجانب خلو الخطاب السياسي من أي اشارة إلى حق ومشروعية المقاومة الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي؛ ظهر في عدن وجنوب اليمن حظر أي تضامن شعبي مع فلسطين ومساندة للمقاومة الفلسطينية، بتظاهرات أو تبرعات، ومنع أي دعوات مقاطعة للمنتجات الداعمة للكيان الاسرائيلي!!. ظهر أيضا تعميم سلطات التحالف وأدواته خطابا ضد المقاومة الفلسطينية يصفها "ارهابية" وأنها "مسؤولة عن التصعيد وتداعياته". جرى هذا عبر إعلام وسياسي أدوات التحالف وخطباء المساجد، فأنزل اهالي عدن خطباء هاجموا المقاومة الفلسطينة. وأقالت السلطات خطباء ناصروا فلسطين ومقاومتها !!. عسكريا أيضا، برز لافتا تصاعد لقاءات سفير اميركا مع رئيس وأعضاء "مجلس قيادة" أدوات التحالف، وكذا مع قيادة الجيش الامريكي وهيئة اركانه، والاستنفار لاستئناف الحرب في اليمن وعليه، والانتشار للقوات والبحرية الاميركية في اليمن ومياهه، بزعم "تأمين الملاحة الدولية من التهديدات الحوثية"!!. إعلاميا، انبرت وسائل إعلام فصائل "مجلس قيادة" أدوات التحالف، لمهاجمة تحركات اليمن الحر المالية والاعلامية والتشريعية والعسكرية، تشكيكا وسخرية، وتثبيطا وإرجافا، واستنكارا بدعوى "زعزعة أمن اليمن والمنطقة وتهديد الملاحة الدولية" رغم حرص صنعاء على حماية الملاحة طوال ثمان سنوات حرب!!. توج هذا الموقف المخزي وأكده رئيس "مجلس قيادة" أدوات التحالف، رشاد العليمي في قمة الرياض. لم يسمي ما يحدث عدوانا بل "عمليات اسرائيلية"، وأنكر حق المقاومة الفلسطينية بحصره تمثيل الفلسطينيين في منظمة فتح، وأيد التطبيع مع الكيان الاسرائيلي بإعلانه "التمسك بالمبادرة السعودية"!!. قد يكون هذا الموقف مفاجئا لكثير من اليمنيين لكنه ليس غريبا مِمن ارتهنوا للوصاية الخارجية، وفرطوا باستقلال بلادهم وسيادتها؛ أن يفرطوا بكل ما عداها خدمة لمصالح قوى الهيمنة الاقليمية والدولية مقابل مكاسب شخصية، مالية وسياسية،وآمال العودة لحكم اليمن من صنعاء لصالح القوى نفسها!!.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص