بعد مرور قرابة العامين على الدمار والخراب الذي لحق باليمن أرض وإنسان، وبعد تلك المجازر المروعة وراوائح البارود وركام الدمار، بات من الضروري بل والملح أن تسدير القوى اليمنية نحو اتجاه آخر غير اتجاه الحرب والمواجهات المسلحة.
وهنا نوجه دعوة صادقة إلى السياسيين في حزب الإصلاح وأتباعهم بالعودة إلى طاولة الحوار مع القوى الوطنية المتمثلة في المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، والتوقف عن دورات الصراع والاقتتال للحفاظ على ما تبقى من معالم دولة وبنى تحتية وتفويت الفرصة على المتربصين بهذا الوطن وأهله شراً.
ولعل الجميع يدرك أن لا أحد سيكون منتصراً في هذه الحروب الداخلية التي تغذيها الأموال والأيادي الخارجية القذرة، ولن يستفيد منها - كالعاده - سوى تجار الحروب ومثيري النعرات والفوضى..ونعتقد أنه حان الوقت للإستفادة من ظروف ومآسي الحرب ودروسها لتكون ضمانه لعدم تكرارها في المستقبل، ونفسح المجال للعقل والمنطق بعيداً عن لغة الرصاص وروائح الدماء وصرخات الثكالى.
وعلى من أشرنا إليهم، الإستفادة من الرسائل الإيجابية التي ترسلها القوى الوطنية من حين لآخر وتمد يدها للحوار مع مختلف الأطراف حرصاً على إيقاف حمام الدم والحفاظ على اليمن واحداً موحداً وتفويت الفرصة على المشاريع العابرة للحدود والتي تستهدف الجميع دون استثناء.
وللطامحين بالعودة على ظهر الدبابات وبحماية الغزاة ليحكموا اليمن مجدداً أو ان يفرضوا شروطهم أن يصحوا من سباتهم ويدركوا أن الآن قد تجاوز هذه الأحلام، وسيدركوا هذا الأمر حينما ينتهي دورهم المسهل والميسر لتدمير اليمن وتحويلة إلى ساحة للصراع الإقليمي والدولي شأنها شأن سوريا والعراق.
اليمنيون لا تنقصهم الحكمة والذكاء والجنوح للسلم وتغليب المصلحة العامة على ما سواها بشهادة خير خلق الله، لذلك ينبغي على الجميع البدء بإشراع الأبواب المغلقة للتواصل، وإفساح المجال للعقلاء، لتدارك المشهد المدمر وضبط ايقاع الصراع، والبحث عن المخارج السلمية والحلول السياسية وإعادة الكرة إلى الملعب اليمني- اليمني بين قواه الفاعلة والحيه بدلاً من التجاذبات الإقليمية والدولية التي تشوب المشهد والملف اليمني وتوحيد الجهود والطاقات وتوجيهها نحو العدو المتربص بالجميع ورفع شعار السلام فيما بيننا بدلاً من شعار الاقتتال والاحتراب والاستقواء بالآخر.
ليكن عام 2017 هو عام النصر والسلام كما وصفه الزعيم علي عبدالله صالح، ونبدأ الطريق برفع شعار.." حي على السلام".. والله من وراء القصد