صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يخرج من الحسابات السياسية الداخلية، ولا يزال غاضبا بشدة مما قال هو ومساعدوه -دون تقديم أي دليل- بأنها انتخابات رئاسية أمريكية مزورة.
ضرباته الأخيرة
وأضافت ”تبدو إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته الآن وهي تمارس سياسة الضرر الأقصى تجاه أعدائها المتصورين، وتسعى بشدة لتقديم مزايا لأصدقائها في الأسابيع الأخيرة لحكمها، وهو ما يثير قلق مراقبين دوليين يخشون من أن تؤدي ضرباته الأخيرة إلى التسبب في أضرار دائمة“.
ورأت أن ”التحركات الفوضوية والمدمرة التي يمكن أن يقوم بها ترامب خلال الأسابيع العشرة الأخيرة له في البيت الأبيض ربما تستهدف الولايات المتحدة، في ظل الغل الشديد من جانبه والموجه ضد مسؤولين بارزين وصفهم بأنهم شخصيات فاعلة في الدولة العميقة، التي اتهمها بالعمل على إسقاطه في الانتخابات الرئاسية وعرقلة ولايته الأولى“.
عواقب دولية
وتابعت ”ولكن حتى في ظل محاولاته التي يرغب من خلالها في اكتساب الدعم الداخلي، وحشد التأييد لقاعدته اليمينية الصاخبة، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب دولية أوسع نطاقا“.
وأردفت ”من بين أبرز الأهداف الرئيسة لإدارة ترامب إيران، إذ يقول العديد من المؤسسات الإخبارية، إن واشنطن تخطط لفرض موجة جديدة من العقوبات خلال الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب، وذلك لتقويض الخيارات المتاحة أمام إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن“.
وأشارت إلى أن ”البيت الأبيض يسرع الخطى -أيضا- في تفعيل صفقات الأسلحة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وتايوان، في خطوات يمكن أن تكون بمثابة استفزاز لخصوم في طهران وبكين“.
هجمات صاروخية
واستطردت الصحيفة ”أشارت إدارة ترامب -أيضا- إلى أنها تخطط لتصنيف العديد من المنظمات العالمية الرئيسة الداعية لحقوق الإنسان بوصفها منظمات معادية للسامية، في محاولة لتشويه سمعتها“.
وقالت إن ترامب فرض الأسبوع الماضي مجموعة جديدة من العقوبات على السياسي اللبناني جبران باسيل، على خلفية مزاعم فساد، في خطوة وصفها الرئيس اللبناني ميشال عون، ووالد زوجة باسيل، بأنها نتيجة تحالف حزبه مع حزب الله الشيعي اللبناني، الذي تصنّفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
ونقلت الصحيفة عن ليندساي تشرفينسكي، أستاذة التاريخ في ”إيونا كوليج“ بنيويورك، ومؤلفة كتاب ”The Cabinet“ حول الرئاسة الأمريكية، قولها إن ترامب يمكن أن يشنّ هجمات صاروخية على القوات المدعومة من إيران في العراق.
تصعيد دموي
ولفتت إلى أن هذا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد دموي لمواجهات جديدة بين الولايات المتحدة وإيران، والمستمرة منذ عام تقريبا، بعد اغتيال قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في غارة لطائرة أمريكية مسيرة على موكبه قرب مطار بغداد في يناير 2020.
ورأت ”الإندبندنت“ أن ترامب يستطيع استهداف الأعداء المتصورين في الصين، مصدر فيروس ”كورونا“، الذي يُعتقد أنه كلفه الرئاسة، إضافة إلى حلفاء أمريكا التقليديين مثل: فرنسا، وألمانيا، اللتين احتفلتا علنا بهزيمته، من خلال الإعلان عن إعادة نشر القوات أو الانسحاب المزعزع للاستقرار؛ ما يمكن أن يثير القلق ويزعزع الثقة في الولايات المتحدة حتى لو لم يتم تنفيذ تلك القرارات قبل يوم تنصيب بايدن.
وختمت تقريرها بتصريح ليندساي تشرفينسكي، التي قالت إنها تخشى من ”كشف أسرار عسكرية، وتسليمها إلى روسيا؛ لأن جزءا كبيرا من النظام المحيط بالرئاسة لا تحكمه القواعد ولا القانون“.