في انتهاك صارخ، وغير مسبوق، اقتحم أمنيون السفارة اليمنية في القاهرة قاعة تدريبية داخل السفارة اليمنية أثناء إنعقاد دورة تدريبية تجمع أبرز الناشطين الحقوقيين الشباب المتواجدين في العاصمة المصرية القاهرة يوم الاثنين ٢٩ مارس ٢٠٢١.
حيث نشرت المواطنه اليمنية "أمينة علي" على حسابها على تويتر قالت فيها "وصلني خبر أنه تم القبض على بنت في السفارة اليمنية بمصر يوم 29 مارس ، ظنا منهم أنها أنا، وأخذوها لمقابلة والدي، وبعد أن تأكد أنها ليست أنا أطلقوا سراحها.. الخبر وصلني من الفتاة نفسها، إحسان جمال"
وبعد تتبع الخبر ومصدرة، أتضح لنا أن ضباط الأمن التابع للسفارة (يمنيين الجنسية) بقيادة ضابط الارتباط بالدخول إلى قاعة سبأ داخل مبنى السفارة اليمنية في العاصمة المصرية القاهرة بطريقة أثارة رعب المتدربين، وسحب جوازاتهم، والصراخ بصوت عال، واتهامهم بجملة من الأتهامات المسيئة، وذلك في اليوم الثاني من دورة حقوقية نظمها مركز إنصاف للدفاع عن الحريات والأقليات، حسب مصادر خاص داخل السفارة اليمنية.
وأكدت المصادر، أن عدد من المدنيين يبدوا أنهم من محافظة مأرب قد دخلوا السفارة، وملئوا الصالة الرئيسية للسفارة بتواطئ من أمن السفارة ومساندهم، وأغلقوا الأبواب على المتدربين، الأمر الذي أثار حفيظة المتدربين ومن تبقى من موظفي السفارة الذين ارتعبوا أيضا.
أحد المتدربين –طلب عدم ذكر أسمه- قال "تفاجئنا بأصوات ضجيج نهاية اليوم التدريبي الثاني خارج القاعة، قبل أن يدخل عدد من موظفي السفارة اليمنية وسحب جوازاتنا، دون أن نعرف عن سبب ذلك الاقتحام الذي ارعبنا حقا، وكان سبب في عدم حضور عدد من المتدربين في اليوم الأخير من الدورة".
وأضاف "أرعبنا ذلك التصرف، وأصبنا بالتبلد ونسينا أننا نتدرب على مبادئ وأسس حقوق الانسان والحريات العامة والخاصة، التي تم انتهاكها بشكل صارخ داخل السفارة ومن جهاتها الأمنية التي هددتنا باقتيادنا جميعا للأمن الوطني، دون أن نعرف عن سبب ذلك، وأتهمنا علنا أننا ندعو للتفسخ الأخلاقي والكفر والاختلاط –وهذا سلوك متطرف ونكير على مجتمعنا اليمني- مشيرا إلى إن من بين المشاركين في الدورة عدد من أبناء الطائفة البهائية والمسيحية المتواجدين معنا في القاعة ويبدوا أن الكلام كان موجه لهم".
وعند الرجوع لمصادرنا في السفارة اليمنية، أكدت أن ما حدث في السفارة اليمنية كان المسؤول عنه كلا من "خالد العقيلي" و"محمد الدعيس" و"علي العولقي"، الذين أخذوا مبالغ طائلة من أحد أشراف مأرب مقابل بحثهم عن أبنته التي فرت منه لأسباب غير معروفة، والذين وجدوا من وجود عدد من الناشطات في قاعة السفارة فرصة لأثبات جديتهم وجهودهم في البحث عن الفتاة التي قاموا بابتزاز والدها الآلاف الدولارات.
كما أكدت المصادر بأن المتدربين ظلوا محتجزين في القاعة بعد سحب جوازاتهم منهم، حتى وصول والد الفتاة الذي أفاد بأن أبنته ليست من بين المتدربين، وأعتذر من المتدربات فقط، ثم غادر القاعة وغادر الأمنيون بعد تسليم الجوازات لأحد المنظمين للدورة، كأن شيء لم يحدث.
حقوقيون يمنيون أكدوا أن ما حصل يعد انتهاك لحقوق الإنسان والحريات العامة بحق المتدربين اليمنيين الذين انتهكت حقوقهم داخل السفارة اليمنية ومن موظفيها الذي ينفترض أن تكون مهمتهم الأولى هي حمايتهم ومعالجة مشاكلهم، وهذا ما يشير إلى سقوط الدبلوماسية اليمنية التي لم تعد تخدم المواطن اليمني بشيء بقدر ما تثقل عليه وتنتهك حقوقه، بدون أي إجراء أو مسوغ قانوني أو حتى أخلاقي.
مراقبون أبدوا انزعاجهم الشديد من ذلك التصرف، وأكدوا ان القائمين على السفارة منشغلين بجني المال وتصفية الحسابات البينية داخل السفارة على حساب المواطن اليمني وجاليته التي تعد الأكبر في المنطقة، وحملوا السفارة اليمنية مسؤولية حياة الفتاة التي حسب العرف القبلي اليمني خصوصا في مأرب تٌعد من أكبر جرائم الشرف والتي لا يغسلها سوى الدم "حياة الفتاة"، وطالبوا من السلطات المصرية التدخل للحفاظ على حياة الفتاة، كونها الآن في الأراضي المصرية، كي لا تتكرر جريمة "خافشقي" في الأراضي المصرية.