استمراراً لمسلسل السمسرة الذي تقوم به سفارتنا بالقاهرة بقيادة سفير هادي المدعو محمد مارم، والذي يستمر في ارهاق ابناء الجالية اليمنية في مصر باعباء اضافية لا طاقة لهم بها، خاصة وان معظم القادمين الى مصر هم من طالبي الخدمات العلاجية الذين اضطرتهم ظروف الحرب والصراع الى طلب الخدمات العلاجية في هذا البلد الذي ظل على مدى العقود الماضية ملاذاً وملجأً لليمنيين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية وتوجهاتهم السياسية ..
لكن وكما يبدو فان الرئيس هادي الذي خرج اليمينيون من اجل منحه اصواتهم في انتخابات احادية ام تنظيمها بناء على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية في العام ٢٠١٢، يصر على مكافأة من منحوه اصواتهم باغلاق المتنفس الوحيد لهم المتمثل في جمهورية مصر العربية وهي الدولة الوحيدة التي ظلت ابوابها مشرعة امام اشقاءهم اليمنيين..
يرى الكثيرون ان اصرار هادي على استمرار قريبه محمد علي مارم سفيراً لليمن في مصر لا يعني سوى ان هادي يريد ان يغلق اخر الابواب المفتوحة لاستقبال ابناء شعبه الذين انهكتهم الحرب الضروس التي كان هو شخصياً احد مسببيها واحد الحريصين على استمرارها للحفاظ على مصالحه وعلى بقاءه في راس السلطة ..
تسبب سفير هادي في القاهرة خلال السنوات الخمس الماضية في عددٍ كبير من الاشكالات لابناء بلده لعل اهمها ما يحدث لحملة الجوازات الدبلوماسية عند وصولهم الى منافذ الدخول في جمهورية مصر العربية وهو الأمر الذي ما كان له ان يحدث لولا اخفاقات السفير المتتالية في التعامل مع الجهات الرسمية في دولة الاعتماد وما تتطلبه من اجراءات دبلوماسية تراعي مصالح البلدين والشعبين الشقيقين
ووفق مصادر دبلوماسية فقد اعربت جمهورية مصر عبر قنواتها الدبلوماسية عن استياءها اكثر من مرة من تصرفات السفير مارم، لكن وللأسف الشديد لم تلق تلك الإستياءات استجابة من الرئيس هادي لتغيير سفيره الذي بان مشكلة في وجه العلاقات المصرية اليمنية ..
وبحسب نفس المصادر فان الاشقاء في مصر يحجمون عن اتخاذ الخطوة الاقسى دبلوماسيا وهي الإبلاغ بان هذا السفير شخصاً غير مرغوب به، حتى لا يُعتقد بان العلاقات المصرية اليمنية تمر بظروف معقدة وخاصة في ظل ما يدور في اليمن وموقف مصر الداعم للشرعية وعضويتها في التحالف العربي. الا انه ،وكما يرى المراقبون، فان هذه النوايا تفهم من قبل ادارة هادي بشكل خاطئ ..
اخر اخفاقات سفير هادي في مصر او كما يرى البعض بانها كوارثه كانت في اصدار توجيه رسمي الى مدير منطقة الخطوط الجوية اليمنية- التي لا يمتلك عليها أي سلطات رسمية-باعتماد مجموعة من المختبرات الطبية لاجراء المسحة الطبية الخاصة بفيروس كورونا، وبحسب الخطاب الرسمي الذي حمل توقيع مارم وختم السفارة والموجه الى مدير منطقة الخطوط الجوية اليمنية في القاهرة والذي حمل الرقم وتاريخ.
وجه مارم باعتماد مكتب للتأكد من فحوصات المسحة الطبية، وأعتمد الخطاب اربع جهات فقط لاجراء المسحة بينها ثلاثة لا تمتلك اي تراخيص رسمية لاجراءها وهي معامل البرج ومعامل الانصاري ومعامل البرق ..
وبحسب مصادر داخل السفارة اليمنية في القاهرة فان هذه التوجيهات تمت بعد لقاء جمع بين السفير مارم ومحمد ربيد الذي يعمل بوظيفة نائب مدير عام مكتب الصحة والسكان في محافظة عدن وهو نفسه احد ملاك شركة الندى التي تمتلك تطبيق كورونا تست ..
وبحسب مصادر مطلعة فان معامل البرق التي تعاني من اشكالات قانونية عديدة تمتلك علاقات وطيدة مع السفير مارم، في حين ان معامل الانصاري التي تم اعتمادها هي معامل متخصصة في تحاليل الباثولوجي الطبية وليس من اختصاصها اجراء تحليل المسحة الطبية الخاصة بفايروس كورونا المستجد، واستغربت المصادر من استبعاد السفير وشركاءه في "الندى"
للمعامل المركزية التابعة لوزارة الصحية المصرية وهي الجهة الرسمية الاولى المخولة باجراء هذه الفحوصات بالاضافة الى معامل الجامعات الحكومية التي تم اعتمادها من قبل وزارة الصحة المصرية لاجراء هذا النوع من التحاليل ..
حاول الموقع التواصل مع المختصين في وزارة الصحة، ولكن دون جدوى، لم نتمكن من الحصول على اي توضيح من الجهة الحكومية الرسمية المخولة بمثل هذا الاجراء، ليظل التساؤل القائم: أين هي وزارة صحة عدن من مثل هكذا اجراءات يتخذها مارم؟ والى متى سيظل الشخص بان يبقى جاثماً على صدور ابناء الجالية اليمنية في مصر والتي فاق عددها المليون شخص !!؟؟