حلقات برنامج النساء والسلام، إحدى البرامج المتخصصة الهادفة تسليط الضوء على جهود النساء في عملية السلام، ورؤيتهن المستقبلية في هذا الجانب..
يستضيف البرنامج مجموعة من القيادات النسوية الرائعة، وهو فكرة وإعداد الإعلامية المتألقة وداد البدوي، وتقديم المذيعة المبدعة مايا العبسي، إشراف الأستاذ: مختار القدسي، وإخراج الأستاذ: عصام الخليدي..
وهنا ننقل لكم نص الحلقة الثانية من البرنامج الذي تم فيه استضافة القيادية النسوية الاقتصادية والأكاديمية المعروفة الدكتورة نجاة جمعان، وتم بثه على قناة السعيدة الأحد 30 مايو الجاري، فإلى تفاصيل اللقاء:
القناة: أهلا بكم مشاهدينا الكرام، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، في حلقة جديدة من برنامجكم، النساء والسلام.
السلام هي الأم المرضعة لكل بلد، وكذلك هي المرأة، بحكم أنها تمثل نصف المجتمع، وربما في فترة من الفترات قد تتخطى النصف الآخر..
لكن، كي نتعرف على هذه الآليات المختلفة في حياتها، وكيف أثرت عليها الفترة الأخيرة، سنتعرف في كل حلقة من الحلقات على أبرز الشخصيات النسائية القيادية في مجالات أعمالها..
ضيفنا في حلقة اليوم، الأستاذة الدكتورة نجاة جمعان، لكن قبل أن نبتدئ معها هذا الحديث دعونا نتوقف مع هذا الربيورتاج القصير عنها، ثم نعود لنبدأ محاور اللقاء:
الدكتورة نجاة جمعان
سيدة أعمال، عضوة المجموعة الاستشارية لمكتب المبعوث الأممي، عضوة المجموعة النسوية اليمنية الاستشارية التي تم تشكيلها من قبل مكتب المبعوث الأممي لليمن وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تولت منصب عميد كلية التجارة والاقتصاد جامعة صنعاء، وهي أستاذ دكتور قسم إدارة أعمال في جامعة صنعاء.
تشغل المدير التنفيذي لصندوق الفرص الاقتصادية، نائب عميد المعهد المالي في وزارة المالية، كما عملت في إطار لجنة إعادة الهيكلة لوزارة المالية.
عضوة مجلس الإدارة بشركة جمعان.
أعدت عدد من الدراسات والأبحاث وأوراق السياسات في الجانب الاقتصادي، عضوة التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام.
القناة: أهلاً بكم من جديد، وأهلا بك دكتورة نجاة جمعان، أسعد الله أوقاتك بكل خير..
نجاة جمعان: أهلاً بكم، وأسعد الله أوقاتكم أيضاً بكل خير..
القناة: دكتورة نجاة هذه الحلقات المتتالية من برنامج المرأة والسلام نحاول أن نتحدث ونتطرق إلى أمور عديدة وفق محاور مختلفة، عن دور المرأة في عملية السلام في اليمن تحديداً، وفي كل حلقة لدينا مجموعة من المحاور المختلفة.
دعينا نتحدث في بداية حلقتنا لهذا اليوم عن مسارات السلام في اليمن، وعن العملية السياسية، بداية تأثر المجتمع اليمني بالحرب، النساء بالذات هل تأثرن بالحرب، وكيف تضررن اقتصادياً.
نجاة جمعان: بالتأكيد، الحرب ضربت كل مناحي الحياة والمرأة أكثر فئات المجتمع تضرراً بحكم أنها هي الأم وهي والأخت والزوجة والإبنة، فعندما تفقد ابنها أو تفقد بيتها، تظل هي المتحمل الوحيد لأعباء هذه الحرب، هذا جانب.
الجانب الآخر النساء أيضا في فترة الصراع ظهرن على السطح، وبادرين وساعدين المجتمع، بأشكال كثيرة، منها مساعدات مباشرة للمتضررين من الحرب، أو من خلال المشاركات السياسية، والمشاركات في مستويات مختلفة.
في حالة الصراع هناك ثلاث مستويات للتعامل مع معطيات الصراع، ومعطيات الحرب، المستوى الأول مستوى المفاوضات، المستوى الثاني مستوى الاستشارات، المستوى الثالث مستوى المجتمع.
النساء موجودات في المستوى الثاني والمستوى الأول، والآن هناك حركة لإقناع القيادات السياسية بضرورة أن تصعد المرأة إلى المستوى الأول، فعندما ظهرت الحرب، والصراع، كانت هناك مشاركات للنساء من خلال تجمعات نسوية، إحداها التوافق النسوي، الذي أسس في 2015م، وكان تجمع من نخبة نسوية وقيادات نسوية لها خبرات طويلة في مجال التنمية أو التربية أو السياسة، وكانت هناك أصوات وأوراق سياسات ترفع لمكتب المبعوث الأممي حول رؤى النساء في كيفية تناول موضوع الفيدرالية والرئاسة وتقاسم السلطة حتى في الجوانب الاقتصادية.
ثم نزلن إلى المستوى الأول، نزلت النساء على مستوى القاعدة المجتمعية، وذهبن إلى المجتمع من خلال تواجدهن كمصلحات أو كعناصر يعملن على لم الشمل، في المجتمعات التي ظهرت أسباب الصراع.
القناة: إذن للنساء في الفترة الأخيرة أعمال مختلفة قمن بإنجازها، وذلك تواكباً وتزامناً مع فترة الحرب التي مرت بها البلاد، هل تصنف أعمال النساء خلال السنوات الأخيرة ضمن الدور الاقتصادي للبلد، بمعنى آخر هل استطعن أن يقمن بدعم الاقتصاد، بدعم معنويات الناس من خلال الأعمال اللاتي يقدمنها، أو ما شابه.
نجاة جمعان: من خلال تواجدي كسيدة أعمال، وأيضاً كفاعلة في مجال القطاع الخاص، وجدنا إنه كثير من الشابات بدأن ينشئن مشروعاتهن الصغيرة، وبدأن بعمل منتجات متعددة سواء في مجال الغذاء أو الملبس أو مجالات مختلفة، ويسوقنها للمجتمع.. طبعاً الهدف الأساسي البحث عن مورد للأسرة بحكم إن الحرب بالتأكيد تأثر على دخل الأسرة، وفقدان العائل، فالنساء لم يتحرجن، والشابات لم يتحرجن إنه يبدأن مشاريعهن، فكانت هناك توجهات على مستوى السلطات، أذكر إحداها مثلاً في وزارة الصناعة تم عمل إدارة متخصصة لمنح سجلات تجارية لصاحبات المشاريع الصغيرة، أيضاً الغرفة التجارية عملت مع سنبس في دعم النساء في تقديم تمويل لصاحبات المشاريع الصغيرة، طبعا الهدف الأساسي هو تشجيع النساء على الإستمرار والنمو في عملها التجاري، فكان هناك مساهمة حقيقية في جانب الإنتاجية بالتحديد، أما في جانب الدعم المعنوي منظمات المجتمع المدني النسوية كثيرة جداً وقد عملت على التدريب والتأهيل والمناصرة في الجانب الاقتصادي.
القناة: نعم هذا ما شاهدناه أيضاً مشاهدينا الكرام وربما ركزنا عليه خلال الفترة الأخيرة، في آلية ظهور النساء واتجاههن في جهات أعمال مختلفة وذلك من أجل إبراز حياتهن وربما حتى لا يكن عالة كما كن في فترات سابقة، إذن هناك آليات مختلفة تستطيع المرأة العمل بها، ممكن آليات مقترحة لتحسين الاقتصاد الجزئي للنساء وتوسيع العمل فيه بشكل دائم؟
نجاة جمعان: أفضل مدخل إنتاجي هو المشاريع الصغيرة والأصغر، لكن بحكم بيئة إن بيئة العمل فيها تحد كبير ومخاطر كبيرة بسبب الحرب والصراعات السياسية وبسبب ثقافات النزاعات، فهذه كلها تؤثر بشكل كبير على المشروع، لأن المشروع يحتاج عادة إلى بيئة اقتصادية ثابتة ومستقرة وإلى قوانين واضحة، وإجراءات واضحة، يحتاج الى علاجات قانونية بين ـطراف العملية الإنتاجية، والعملية الاقتصادية واضحة، في بلد مثل بلادنا لايزال أمامنا مشوار طويل إنه نعمل ونثبت هذه القضايا، لكن ومع هذا استطاعت المرأة أن تغزو هذا المجال، وأن تعمل، فالمجالات كثيرة لمساعدة النساء بالتأكيد ومنها مؤسسات التمويل الأصغر ومنها التدريب والتأهيل ومنها دعم مؤسسات، ومناصرة النساء اقتصاديا في الاقتصاد الجزئي، فبالتأكيد النساء دخلن هذا المجال بدون تحرج وبدون خوف.
القناة: إذن دكتورة نجاة ذكرتي أن هناك مجموعة من المساعدات التي قدمت للمرأة في مجال أعمالها المختلفة، الى أي مدى استفادت المرأة من هذه المساعدات الانسانية في البلاد سواء كانت من جهات رسمية أم من جهات غير رسمية، كيف أثرت على حياتها؟
نجاة جمعان: طبعا الموضوع ذو شقين، الشق الأول جانب المساعدات الانسانية، طبعاً من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني وحتى السلطة عادة حريصين جداً على أن يكون للمرأة نصيب من هذه المساعدات الانسانية، في بعض الأحيان تنزل مساعدات بأسماء النساء ولو انها ليست كافية مثلما ذكرتي في بداية مقدمتك بأن المرأة نصف المجتمع، إذن فمن المفروض بأن نصف المساعدات تجد طريقها إلى النساء ونصف الموارد الاقتصادية أيضاً تجد طريقها الى النساء، هذا ليس موجودا الآن، فلابد أن نعمل جميعاً حتى من باب العدالة لابد أن يكون للمرأة نصيب في المساعدات كما لها نصيب في تحمل الأعباء.
القناة: ما هو السبب الذي لم يجعل المرأة تأخذ حصتها حتى من قبل المساعدات الانسانية؟
نجاة جمعان: أعتقد أن المرأة لازالت (واقولها بمرارة) العنصر الأضعف لأن ليس لها موارد، وإن كانت لديها إمكانيات تحيط بها الكثير من المعوقات سواء كانت المجتمعية أو الثقافية، حتى بعض الأحيان من جانب الرجل لا يكون داعم في هذا الجانب بينما لو كان داعم لها سوف يجد جوانب إيجابية في المرأة يستطيع أن يستفيد منها للمجتمع وللأسرة وللاقتصاد.
القناة: إذن دكتورة نجاة سنتحدث عن الدور الأقوى والأضعف في آلية استقرار المرأة وحياتها، وكيف تكون رقماً يعترف به، ودورها أيضاً في العملية السياسية وصناعة السلام.
المرأة والسلام ودورها الأساسي في عملية السلام في البلاد وأيضا في العملية السياسية، وصناعة السلام.
دكتورة نجاة هل الملف الاقتصادي النسوي داخل ضمن العملية السياسية، وهل له اولوية أيضا على طاولة الحوار؟
نجاة جمعان: الملف الاقتصادي بشكل عام غير موجود على طاولة الحوار، وهذه كانت واحدة من الأشياء التي حفزتني أن أعمل دراسة، عندما اطلعت على المبادرة، مبادرة المبعوث الأممي، حول مكونات المبادرة، هم تكلموا عن الجانب الاقتصادي والموانئ، وهذا ليس الاقتصاد، الاقتصاد موجود فيما يتعلق بالبنك المركزي وموجود فيما يتعلق بوزارة المالية، موجود فيما يتعلق بالموارد السيادية للمجتمع، كيف سيتم التعامل معه.
القناة: ما هو السبب في التعامل مع عدم ذكر الملف الاقتصادي كملف متكامل؟
نجاة جمعان: أولاً التجارب الدولية أثبتت أن الاقتصاد مهم جداً، أعتقد أن واحدة من الاشكاليات لما نجد قانون تعيين المبعوث الأممي هو سياسي وليس اقتصادي، وعندما يأتي إلى الملف الاقتصادي يقول إنه ليس من ضمن اختصاصاته، وبالتالي يتطلب الأمر اتخاذ قرار في هذا الموضوع ومنح مهمة إضافية لمكتب المبعوث والتي هي المهمة الاقتصادية.. طبعاً سيشرك معه بالتأكيد كثير من المؤسسات.
نحن من خلال الدراسة وجدنا فعلا أنه لابد وأن يحظى الملف الاقتصادي بأهمية، طبعاً مكونات الملف الاقتصادي ماهي، وطبعاً يمكن تحديدها بشكل واضح فهي ليست صعبة، وأنا من وجهة نظري من خلال تخصصي كإدارة أعمال وإدارة مالية هي مرتبطة بكيف يتم التعامل مع الموارد السيادية وكيف يتم تحصيلها وتوزيعها وكيف يمكن توزيعها في جانب التنمية الاقتصادية، فإذا لم يكن هناك اتفاق عند إعداد اتفاقية السلام ستظل الموارد الاقتصادية خارجة عن إطار الاتفاق وبالتالي تعطي مجال للصراع حتى لو تم الاتفاق السياسي مثلا في وقف الحرب وما إلى ذلك، يظل الملف الاقتصادي مهم جدا ومطلوب أن مكتب المبعوث الأممي أو مجلس الأمن والأمم المتحدة يحاولوا يشوفوا منهم الشركاء الذين ممكن يكونوا معهم في هذا الملف، وأنا ممكن إنه إذا دخل هذا الملف في عملية المفاوضات سيقلل من احتمالية فشل اتفاقية السلام في اليمن.
القناة: إذن عدم وجود ملف اقتصادي ضمن طاولة الحوار يعني أنه لا يوجد ملف اقتصادي خاص بالنساء وهذا يؤدي الى معاناة اقتصادية، فهل ممكن أن تعزز المعاناة الاقتصادية بالضغط على المطالب السياسية المخصصة، كنساء بدوركن وبوصفكن أيضا قيادات نسوية في المجتمع، اقصد هل تستطعن الضغط على الجهات؟
نجاة جمعان: كما يقال "وسمتي على الجرح"، مثلما أخبرتك هناك مؤهلات عالية جدا وخبرات كبيرة جدا موجودة ومشاركة في الفعاليات، لكن لا تحظى المرأة بالمشاركة في مراكز القرار، وأنا متأكدة بأنه لو فتح المجال للمرأة بأن تشارك في اتخاذ القرار على مستوى القيادة فهذا سيعمل فرق كبير جدا وهناك تجارب كثيرة اليوم حتى وصل الأمر بأن حتى وزارة الدفاع ممكن أن تتولى أمرها لأنها مسألة إدارية (كيف تدير الأمور) ومن الجانب الفني فالأمر بسيط ممكن الاستعانة بالمتخصصين في المجال والقيادة هي التي توجه كل الامكانيات والموارد بحيث أنها تحقق أهداف محددة يتفق عليها الجميع، للأسف لم تحظ المرأة، وهي بحاجة الى دعم وبحاجة إلى تكاتف حتى من قبل النساء، فلابد أن يعملن ولو أني أعرف إنه بالنسبة لهن تحدي وصعوبة لأنه مثلما قلت بأنها في النهاية هي موارد وامكانيات، ماذا تمتلك المرأة!.
القناة: لطالما انها تمتلك امكانيات معينة فما الذي يمنعها أن تصل إلى ما وصل إليه الرجل في أشياء كثيرة؟
نجاة جمعان: لا أعتقد أن هناك مانع، فمن الممكن أنها تشارك لكن ستأخذ وقت، والآن هناك حركة نسوية، ومشاركة نسوية نابعة من مسؤولية وطنية، يعني أنا مثلا يمنية لماذا لا أساهم في مجتمعي، في البناء والتنمية أو في مجال من المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ونحن نعرف أن النساء أبدعن في كثير من المجالات وقدمن نماذج رائعة، هؤلاء النساء اللواتي استطعن أن يخترقن الحاجز الزجاجي الذي يمنع الكثير من النساء من أن يتعدينه، في نساء عدين ذلك، فأنا أتمنى أن تنقل هذه التجارب للنساء لكي نقول لهن أن هناك امكانية بأن تساهمن، لكن المهم كيف تكوني مهنية وعلى مستوى المسؤولية فهذه خصائص مهمة جداً.
القناة: من كلامك استنبط أن هناك ايضا مشاركات نسوية في الفترة الأخيرة وخصوصًا في مجال المساعدات الإنسانية والاغاثية، وقلتي بنفسك أن هناك بعض النساء استطعن أن يتخطين الحاجز الذي كان يقف عائقا أمامهن من قبل، كيف شاركت المرأة في الأعمال، خصوصا في الفترة الأخيرة؟
نجاة جمعان: النماذج كثيرة، وأنا أعرف فتيات قدمن المساعدات إلى داخل القرى، فمثلا هنالك زميلة لي، جمعت معونات من الخارج وبعد ذلك تقوم مثلا بتزويد المزارعين في تهامة بالطاقة الشمسية، يعني تنفذ لكل قرية منظومة شمسية خاصة بهذه القرية وهكذا، وهناك نموذج آخر أعرف شابات موجودات في اليمن يجمعن تبرعات كثيرة جدا من حيث الملابس ومن حيث الغذاء وما إلى ذلك، فهناك الكثير من النساء، وأعتقد إننا بحاجة إلى القيام بدراسات لهذا الجانب لكي نعرف حجم المشاركة النسوية الفعلية بحيث أننا نتباهى بأن هناك مثلا عشرة الآلاف من النساء قدمن خدمات مجتمعية رائعة واستطعن أن يحافظن على تماسك المجتمع من الانهيار ومن الجوع والفقر.
القناة: إذن دكتورة نجاة ماذا قدمت المرأة من مقترحات أو أفكار أو اوراق سياسية تساهم في حل بعض المشاكل الاقتصادية، خصوصًا وأن المرأة حاولت اثبات ذاتها في هذا المجال كنا قلنا في بعض الأنشطة التي قامت بها؟
نجاة جمعان: طبعا هناك نساء قدمن أوراق سياسات فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، وأنا كنت واحدة منهن، كانت معي ورقة قدمتها لمكتب المبعوث وأيضا الآن عملت دراسة حول الملف الاقتصادي وما مدى أهمية الملف الاقتصادي في عملية السلام وأكيد كثير من زميلاتي تناولن هذا الموضوع.
القناة: الذي تناولتيه بشكل عام أم بشكل الملف الاقتصادي النسوي؟
نجاة جمعان: الملف الاقتصادي، النسوي يمكن أشرنا لها في نقاط معينة، في بعض النقاط مثلا في بعض النقاط إنه (قيادة البنك المركزي) لماذا لا يكون هناك نساء في قيادة البنك المركزي أو في مجلس الإدارة، لماذا هم كلهم رجال، لكن يقولون لا بالعكس إدارة البنك المركزي فيها من الكوادر النسائية بعض اللاتي لديهن خبرة تتجاوز العشرين عام وأيضا تبوأن مناصب قيادية لم تصل إلى مجلس الإدارة ولا إلى نائب رئيس البنك لكن كانت مثلا مدير عام، حتى درجة الوكيل كانت محصورة على الرجال فكانوا يحسون بأنها كثيرة على المرأة بينما هي ليست كثير بل هي حق دستوري وحق إنساني وحق أخلاقي طالما وأنها تقوم بدورها كما يجب أن تقوم به.
القناة: إذن للمرأة نشاطات مختلفة في سيناريوهات العمل المدني المجتمعي لخدمة عملية السلام ..
ننتقل معكي الى المحور الثالث، عن سيناريوهات العمل المدني والمجتمعي وخدمة عملية بناء السلام، نتحدث عنك شخصيا ودورك ضمن الفريق الاستشاري لمبعوث الأمم المتحدة في اليمن.
نجاة جمعان: طبعاً نحن شاركنا في اجتماعات السلام التي عقدت في جنيف ولم تكتمل، وفي ستوكهولم، وستوكهولم كانت تجربة رائعة فمن خسن الحظ أن معظم الموجودين كانوا زملاءنا وعملنا مع بعض وكنا في مؤتمر الحوار سواء من الطرف هذا أو من الطرف الآخر فكان التواصل بيننا سهل.
لكن إلى حد معين، أن تكوني شريكة في عملية السلام في وطن يشمل الكل، هذا يعني محدود عليك، يعني المفاوضات كانت بين أطراف محددة ونحن كاستشاريات كنا نقدم بعض الرؤى لمكتب المبعوث عندما يطلب منا ذلك، عندما تنتهي الاجتماعات مع الأطراف تطرح لنا القضايا ويتم تداولها ونطرح آراءنا، هذا الجانب الذي شاركنا فيه.
القناة: يعني ما هو السبب عندما قلتي كان دور المرأة محدوداً؟
نجاة جمعان: محدود، ليس من أجل المرأة فقط، يبدو أن الهيكلية لعملية السلام كانت مبنية بهذا الشكل، يعني عندك طرفين للنزاع ومكتب الأمم المتحدة فقط، لأنه عندما أرادت الأمم المتحدة وكان مطروح موضوع مشاركة النساء بين أطراف النزاع فكان هناك تحفظ في هذا الموضوع بدليل أنه لم تشارك إلا امرأة واحده، في إحدى الفريقين، فكان تأسيس الاستشاريات كنوع من المناصرة لمشاركة المرأة في عملية السلام وكان مكتب المبعوث شخصياً مهتم بأن يأخذ بعض الآراء حول بعض القضايا في جانب مثلا البنك المركزي والرواتب، كنت أنا أقدم استشارات في هذا الموضوع، وفيما يتعلق بجانب السجناء وما إلى ذلك كانت الأخت عفراء، وفي جانب بناء الدولة كانت الدكتورة بلقيس، وفي جانب حل النزاعات كان معنا الأخت سمية وما إلى ذلك، فكانت كل واحده من الاستشاريات تقدم ما تستطيع تقديمه من خلال خبراتها في المجال الذي تعمل فيه.
القناة : إذن هذه تعتبر نوع من أنواع المشاركة السياسية، ما أهمية المشاركة السياسية للمرأة؟
نجاة جمعان: مهم جداً، المجتمع كما ذكرنا امرأة ورجل، فلابد أن يكون هناك مزيج في القيادة من النساء والرجال كي تكتمل الهيكلية، يعني مثلا نحن نتكلم عن مبادئ الإدارة في مجالس الإدارة في الحوكمة، فمن إحدى مبادئ الحوكمة أنه لابد أن يكون هناك في المجالس التي تحكم الموضوع يكون فيها تنوع من حيث النساء، تنوع من حيث التخصصات، تنوع من حيث الثقافات لكي تستطيع أن تثري، يعني عندما يكون هنالك مشكلة تستطيعي النظر إليها من مختلف الزوايا لكن عندما تكون فئة محددة فستنظر إليها من منظور محصور وفي إطار محدود وبالتالي يخرج القرار مشوه، يخرج القرار لا يلبي تطلعات واحتياجات كل الفئات، لذا هناك ضرورة لمشاركة النساء لأنها ستكون حاملة لرسالة ولقضايا النساء وتستطيع أن ترفعها وتتكلم فيها، وتنظر لها وتنور متخذي القرار في كثير من المجالات بحيث تكون قرارات عادلة منصفة للمرأة من حيث الحقوق والواجبات كمواطنة.
القناة: إذن دكتورة نجاة كيف يتعامل الفاعلين الدوليين والدول الراعية مع المقترحات والآراء التي تقدم من قبلكن أنتن كمستشارات في هذه القضايا؟
نجاة جمعان: الآراء حقيقة تؤخذ بجدية وبعين الاعتبار، لكن في النهاية هي ترفع إلى مستويات عليا، وقد تستجاب وقد يكون هناك آراء مخالفة لهذا الرأي، يمكن عملية المشاورات والتواصل تكون محدودة، يعني مثلا هو لقاء واحد، وعندما نتكلم عن القضايا المهمة فهي تحتاج إلى أكثر من لقاء وإلى حوار، تحتاج إلى وجهات نظر متبادلة، كما تحتاج إلى تحليل بحيث أن كل طرف يستطيع أن يقول في النهاية وجهة النظر الصحيحة بعد المداولة والمشاورة.
القناة: دعينا نكون أكثر دقة حول هذا الموضوع ..هل هناك آراء تم اختيارها أو تم تطبيقها أو العمل عليها من قبلكن كاستشاريات تم الرفع بها؟
نجاة جمعان: رفعت الكثير من القضايا لكن أعتقد أنه طالما لم تحسم عملية السلام إلى هذه اللحظة معناها أنه لم يتم الأخذ بكل ما طرح.
للأسف هذه هي الحقيقة، أنا اتمنى أن تؤخذ الآراء بجدية لكن أرجع وأقول بأن بيئة العمل في الصراع هي بيئة معقدة، لا أترك اللوم على طرف إنه لا يستجيب لمطالب النساء، لكن أنا متأكدة بأن هناك تناقضات وتعارض في كثير من الأمور التي يصعب الوصول إلى حلول سريعة.
القناة: ماهي مدى أو جدية سماع أصوات المكونات النسائية من مقترحات وحلول تأتي من المكونات النسائية، هو نقس الموضوع ونفس السؤال ولكن أنا أريد إجابة محددة حتى لو قمنا بتحديد نسبة معينة مثلا؟
نجاة جمعان: هو يعتمد على الصفة التي توجد فيها المرأة، يعني صفة استشاري ممكن تؤخذ وممكن لا تؤخذ لكن المشاركة الفاعلة يعني أن تكون المرأة على طاولة الحوارـ ويكون هناك ندية في الطرح وندية في النقاش هنا ممكن إلى حد معين ولو إنه أيضا أرى أن النساء لا يزال أمامهن مشوار طويل للأسف، وأقولها بعد خبرة طويلة بالرغم من إني اعتبر نفسي محظوظة إلى حد كبير كوني دكتورة جامعية حاصلة على شهادة الدكتوراه ولي مشاركات كثيرة جدا ولي أدوار كثيرة جدا حتى كشركة عائلية وعضو مجلس إدارة لكن في بعض الأحيان العامل الثقافي يكون عائق من أن تكوني في الصفوف الأولى، بالرغم من أنه لو اقيم ما تقوم به النساء الفاعلات، وما له من قيمة اجتماعية وقيمة اقتصادية لو سخرت بشكل صحيح ستكون منافعها كبيرة للمجتمع وعلى عملية السلام.
القناة: إلى أي مدى ممكن أن نلمس صدق وتفاعل المبعوث الأممي في الايمان بقضايا المرأة اليمنية والتعامل معها؟
نجاة جمعان: أنا أعتقد إنه بالنسبة للمجتمع الدولي هو يعرف ما يعمل لأن لديهم قوانين دولية تحكمهم ولديهم لوبيات تحافظ على حقوق الأطراف كلها النساء والرجال، وبالتالي هو لا يستطيع أن يخرج عن هذه القيم، فهناك جدية للمجتمع الدولي، وجدية للمبعوث الأممي لمشاركة النساء، لكن كما أسلفنا في الموضوع عندما تتعامل في بيئة كلها صراعات فهناك حسابات أخرى لابد أن تؤخذ لكي يكون هناك نوع من التوازن.
أما بالنسبة للجدية هناك جدية في هذا الموضوع، وهناك عمل حقيقي لتمكين النساء، فهذا الموضوع لم يعد مزاج فردي فهو مزاج دولي، هناك قرار في ١٣٢٥ وهناك قرارات تابعة لها، وهناك حركات نسوية قوية على مستوى الأمم المتحدة وعلى مستوى العالم لابد الالتزام بها، لكن نحن النساء كيف نتعامل مع هذه المعطيات بحيث إننا نحصل على المكانة التي يجب أن نحصل عليها.
القناة: هل تعتقدين أن النساء في المجتمع اليمني أيضا تكانفن ووقفن مع بعضهن حتى يصبح لهن صوتا واضحا؟
نجاة جمعان: بالتأكيد في تشبيك، وعلاقات، ولا زلنا نحتاج أن نعمل على تمكين النساء للعمل مع بعضهن بقوة وأيضا بدعم بعضنا البعض بحيث أننا نستطيع أن ندفع بزميلاتنا القادرات والمتمكنات للوصول إلى مركز القرار أو إلى المراكز اللاتي يستحقنها.
القناة: إذن دكتورة نجاة جمعان في نهاية هذا اللقاء الرائع ماهي كلمتك الاخيرة حول مسألة النساء والسلام في عملية صناعة السلام في اليمن؟
نجاة جمعان: أنا أطلب من النساء من زميلاتي في عملية السلام، في التنمية، وفي تناول القضايا التي ظهرت من الحروب، اطلب منهن الاستمرار في الجهود، فهي جعود رائعة وجهود مرصودة وإن لم تظهر الآن لكن تاريخيا ستسجل، وأيضا أطلب من الباحثين والصحفيين والجامعات ومراكز الأبحاث أن تظهر هذا العمل بشكل علمي وبشكل صحيح كي نعكس رسالة حقيقية عن الدور الحقيقي للنساء.
نحن من ٢٠١٥م وحتى اليوم كان هناك أدوار رائعة للنساء سواء في عملية السلام أو حتى في عملية البناء، يعني واحدة من الأشياء أن الصواريخ تضرب ونحن نعمل محاضرات نساء ورجال، يعني هذه مواقف وأدوار يشكر عليها المجتمع الذي يستمر في تقديم الحياة.
ومثلما قلت نصيحة للنساء بأن يستمرين في جهودهن وهذا حق واستحقاق إنساني وأخلاقي، عندما تستطيع المرأة أن تشارك في أي مركز من مراكز اتخاذ القرار لابد أن تسعى له وأن تمارسه بمهنية عالية وستجد نفسها في المكان الذي تستحقه.
وفي الجانب الآخر تستمر النساء في عملية السلام وفي الدفع بعملية السلام لأنه لن يستطيع أي مجتمع أن ينمو ويتطور إلا إذا كان هناك سلام للإنسان.
القناة: إذن السلام للإنسان هي الكلمة التي ختمت بها الدكتورة نجاة جمعان لقاءها اليوم وهي تؤكد على أهمية تسليط الضوء من قبل الإعلام والجهات المختصة على الأدوار النسوية التي قامت بها المرأة من خلال الست سنوات الأخيرة.
دكتورة نجاة جمعان كنا سعداء جدا معك في برنامج النساء والسلام ونتمنى دائما وأبدا كل التوفيق لك ولغيرك من القيادات التسوية، التي نفتخر بها دائماً.
نجاة جمعان: شكرا كثيرا على هذه الفرصة ونحن نعكس أدوار النساء ونحن نتمنى لكم التوفيق في رسالتكم.
القناة: إذن المرأة اليمنية تستطيع أن تكون رقما أساسيا طالما أرادت ذلك ومهما كانت الصعوبات إلا أنها ستصل إلى ما تريد في يوم من الأيام، النساء والسلام معكم في حلقات متتالية..