عفراء خالد الحريري لبرنامج النساء والسلام تراجعت مطالب بعض النساء من دسترة الحقوق إلى المطالبة بحق الحياة

برنامج المرأة والسلام نجاحه من خلال استضافة نساء رائدات في عملية بناء السلام في اليمن، يتطرق البرنامج لمسارات السلام في اليمن ودور النساء في العملية السياسية، كما يركز البرنامج الذي تعده الصحفية وداد البدوي على وجهة نظر النساء في عدد من القضايا والمحاور المتعلقة بالملفات المختلفة المطروحة والمغيبة عن الطاولة. الإعلامية المعروفة مايا العبسي تحاور المحامية الكبيرة عفراء خالد الحريري إليكم نص الحوار عفراء خالد الحريري محامية مترافعة أمام المحكمة العليا، عضوة التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام، وعضوة المجموعة الاستشارية النسوية لمكتب المبعوث الأممي، كاتبة وناشطة حقوقية وسياسية، تعرضت لعدد من الانتهاكات نتيجة لنشاطها الحقوقي والسياسي. مشاركة في إعداد كتيبات لصياغة العديد من المحددات الدستورية والقانونية، صاحبة أول حملة لضرورة منح وإعطاء وثائق الهوية للسجينات والسجينات المفرج عنهن والنساء ضحايا العنف وأطفالهن عام ٢٠٠٥م أول امرأة يمنية تحصل على شهادة الشجاعة من الخارجية الأمريكية مارس 2008م سيرة حافلة بالمنجزات ورصيد مشرف في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والتدريب والفعاليات والمشاركات الخارجية عندما نتحدث عن مسارات السلام في اليمن والعملية السياسية يؤسفني أن أطرح هذا السؤال ولكن لماذا فشلت حتى الآن العملية السياسية ونكاد نقول أن الحرب تفوقت؟ هذا يرجع إلى عدة عوامل أولها أن الحرب أصبحت تشكل مكسبًا سريعًا لأطرف الحرب، تحولت إلى تجارة اقتصاد كبيرة وعالية، بالتالي الذي يدخل كمستفيد ماديًا وماليًا في الحروب لا بد أن يستمر في هذه العملية لأن أطراف الحرب أصبحت مليارديرات ومليونيرات. استفادة!؟ طبعاً.. ولأنه أصبح هناك استفادة مالية واقتصاد حرب عالي لمصالح شخصية خاصة والكل مستفيد من الحرب، بالتالي لا أحد من مصلحته أن تنتهي الحرب غير المواطن البسيط العادي.  هل نستطيع أن نقول فقط أنها المصلحة؟ المصلحة الشخصية والخاصة أولًا، الشيء الثاني المصالح الإقليمية والثالث المصالح الدولية، أكيد كل واحد لديه مصالحه الخاصة به لكن أن يحل السلام بالمفهوم الذي نحن متعارفين عليه في الشعارات أو في مفاهيم الديموقراطية أو في المواثيق الدولية أو حتى في مسألة المنظومة الأخلاقية هذه أصبحت منعدمة وتكاد تكون منعدمة أو شبه معدومة إلا في ما رحم ربى من المحتفظين ما زالوا بأخلاقهم من الساسة في هذه البلد. نجد أنه قد تراجعت مطالب بعض النساء من دسترة الحقوق إلى المطالبة بحق الحياة؛ هل كشفت الحرب عن مصداقية الأحزاب وربما الجهات التي كانت تتبنى قضايا النساء في اليمن؟ أنا أرى من وجهة نظري الخاصة أن هذه المسألة لم تكشف الأحزاب السياسية بعلاقتها فقط مع النساء؛ بل أيضا مع الرجال في إطار الأحزاب السياسية ذاتها، وأصبحت المسائل محصورة على قادة الأحزاب ومن يتبعهم في هذه الأحزاب سواء كانوا رجالًا أو نساءً، الشيء الآخر أنه تعطلت العملية السياسية برمتها؛ فأين هي الأحزاب من ما يحصل الآن وأين هي المعارضة مثلًا بشأن تقسيم البلد أو بيع البلد أو وضع المواطنين، أين هي المعارضة السياسية للأحزاب، فما بالك إذا كان هذا منعكس على النساء وانعكاسه أقوى على النساء لأنهن الحلقة الأضعف في إطار قطاعاتهن السياسية ليس لأنهن الضعيفات لكن البرنامج السياسي للأحزاب برنامج تعيس فيما يخص المرأة، وهذه نصيحتي للنساء المستقلات والحزبيات أن يتم التركيز على هذه الأمور. الشيء الآخر أن الأحزاب السياسية لم تضطهد فقط الرجال فيها لكن اضطهدت الذين ليس لهم مصالح خاصة حتى وإن كانوا في القيادات العليا للأحزاب. أما زال البعض منهم لا يملك مناصب خاصة في هذا الزمان؟ طبعًا طبعًا طبعًا لكن أني أتكلم عن الأحزاب كأحزاب وصلت إلى السلطة السياسية ليس لها دور بالتالي ليس لها تأثير على قواعدها مش ليس لها تأثير فقط؛ لكن فقدت الصلة مع قواعدها. ثلاثة أرباع قادة الأحزاب السياسية مش متواجدين في البلد فبالتالي من الذي يشعر بهذه المعاناة؟ كم حزب كم قائد في الحزب السياسي أو مسؤول في الحزب السياسي يستطيع أن يتواصل مع القاعدة الحزبية في البلد وكم هم؟ هل ممكن نقدمهم بالعدد؟ لا نستطيع!. غير ممكن فُقدت هذه العلاقة بالتالي انعكست أكثر على النساء لأن من الأساس التواصل كان ضعيفًا إلى حدٍ ما مع القادة. الشيء الآخر حصر هؤلاء النساء في مسائل القطاعات النسوية داخل الأحزاب نفسها أيضًا أدى إلى أدوار ضعيفة لأنهن اضطروا أيضًا للتواصل مع القياديات في أحزابهن أو المسؤولات عنهن والمسؤولات عنهن وأيضًا ضعف تواصلهن مع القادة إلا من ندر واستطاعت أن تتواصل بالأمين العام للحزب الفلاني أو رئيس الحزب الفلاني أو إلى آخره. وليس فقط استطاعت التواصل معه أيضًا الحصول على نتيجة تفاعله معها؟ فقط استطاعت التواصل معه أيضًا الحصول على نتيجة تفاعله معها؟ ممكن يرد عليها أنه بالفعل نحن لم ننسى قضاياكن ونحن مهتمين! لكن المسألة صارت مفضوحة الآن وخاصة بعد تشكيل الحكومة، فضحت هذا بشكل كبير أستاذة عفراء النساء من خلال مشاركتهن في مؤتمر الحوار الوطني أو نقول بعض النساء من خلال مشاركتهن في ذلك ما هو الأمر الذي اكتسبنه من هذا؟ كمجموعة نسائية كاملة استطعنا إلى حد ما إسماع أصواتنا خاصة نحن المستقلات البعيدات عن الأحزاب. بالوصول إلى صناع القرار وإيصال السلام؟ صحيح إلى حدٍ ما، لكن بالشكل الثاني أن لكل واحدة فينا أيضًا مكتسباتها الخاصة والشخصية هناك من حققت لها الشهرة مثلًا، هناك من حصلت على منصب سياسي، إلى آخره من هذا الكلام ويتفاوت من امرأة إلى أخرى. هل هذه المصالح مثلا أو هذه المكتسبات أثَّرَت على الواقع النسوي بحد ذاته وجعلت المرأة تستفيد من هذه المكتسبات في حياتها الخاصة في الوطن وفي العمل؟ طالما أن البعض حصلن على مكتسبات ومناصب سياسية أو شهرة أكبر كما نقول فيمكن اعتبار هذا تحقيق مكسب للنساء في مؤتمر الحوار الوطني، لكن المسألة برمتها أنه بالفعل خرجنا بنسبة لا تقل عن 30% لكن ظلت حبيسة الدفاتر والأوراق بدليل ما يحصل وأنه حتى في مسائل التشكيلات العادية مثلًا نأخذ مأموري المديريات لا توجد نساء! لا توجد امرأة؟ والإدارات العامة للمرافق لا توجد نساء حتى عندما يُوصِلوا نساء للأسف الشديد نكتشف أن وراءه كم قضية فساد وهذا أيضًا كارثة أن ما هو النموذج الأمثل الذي يمكن أن يقدم أو متى نستطيع أن نجد النموذج الأمثل، أني واحدة من الناس الذين صدموا كثير لأنه أجد في مرافق عامة أن مسؤولات المرافق العامة في الفساد نساء! في حين أن تصوري وتوقعي كان شيء آخر وهذا أيضًا يلعب دور فما بالك عندما يكون هذا لرجل يعني يكون هذا الاكتشاف لرجل كيف سيكون الوضع؟ سيكون أكثر سوء. صحيح وأكثر كارثية لأنه يجب أن نجتمع كنساء على قضايا عامة وليس على قضايا جزئية والآن الفرصة متاحة إلى أن نناضل في الإطار العام وليس الإطار الجزئي، وبالعكس الوضع غير مُرضٍ بشكل كبير طالما وهناك غياب للدولة بأكملها وغياب الأدوار السياسية للأحزاب، والمفروض أن نستغل هذه الفرصة كنساء للمشاركة في القضايا العامة وليس فقط القضايا الخاصة، ليس قضايانا كنساء لكن قضايانا كمجتمع قضايانا كوطن بأكمله. أستاذة عفراء في فترة من الفترات تعرضتِ لحملة تنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لو تُحدثينا عن أسباب هذا التنمر وهل يسهل استهداف النساء هل يسهل أيضًا التضليل إعلاميًا في هذه الناحية؟ أني ما أسميها تنمر هذه كانت استذئاب ههههه، وبالفعل إذا تريدي أن تضربي النساء خاصة ناشطات حقوقيات أو سياسيات أو أي كانت تسمياتهم وصفاتهم؛ استخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. لأن الناس في العالم الافتراضي هذا حصروا أنفسهم في هذا المجال يعني بدل ما يسعى إنه يبحث عن حقيقة هذه الشخصية التي تضررت في الفيس أو تاريخها أو غيره، فهو يكتفي فقط بما حصل في الفيس، والشيء الآخر أن معظم متابعي العالم الافتراضي هم اليمنيين الذين خارج البلد فبالتالي الذي تصله الإشاعة يصدقها مباشرةً لأنه غير موجود. غير متعايش معها. الموضوع الثالث أنه كيف تواجه النساء هذا التنمر والاستذئاب؟ وهذا يتفاوت من امرأة إلى أخرى على سبيل المثال أنا أخذتها قضية إلى الأمن العام وعملت بلاغ ورفعت الأسماء ورفعت أرقام التليفونات لكن خُذلت للأسف الشديد! كانت حينها المحاكم مُضربة كما هو الحال في الوقت الحالي الآن والنيابات أيضًا، الشيء الثاني هو كيف تواجهينها بأنك لا تعيريها أي اهتمام ولا تردي. صحيح في حال الرد يسهل الأخذ والرد وتتسع المشكلة. صحيح ولكن إذا تمادى الوضع ووصل للتهديدات مثل حالتي؛ فيمكن أن تعملي حملات التضامن وحملات التضامن هذه أفادت كثيرًا لكن عندما يصل لمستوى أكبر من الحد المعقول لاحتماله. نعم إذًا كما قالت الأستاذة عفراء أنه فعلًا إذا أردت أن تستهدف امرأة ناشطة في مجالات حقوقية عليك أن تضربها في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن تضل المرأة أقوى من كل الأمور التي تواجهها؟ يجب أن نكون أقوى وهذا ضروري أن تكون المرأة أقوى لأن الثقافة كمان ما تسمح، إذا سمحتِ للثقافة إنه تحطمك ثقافة المجتمع التي هي الثقافة الذكورية فأنتِ ستتحطمين بسرعة لكن إذا استطعتِ أن تواجهيها بأي نوع من أنواع المواجهة فيمكن أن تحظي بنوع من الدفاع والحماية لنفسك. أستاذة عفراء من وجهة نظرك ما هي التنازلات التي يجب أن يقدمها أطراف الصراع في اليمن من أجل الوصول إلى تفاهمات وحلول خصوصًا بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة من امتداد الحرب؟ نحن قلنا من الأول أن الحرب هذه حققت مكاسب اقتصادية ومالية كبيرة بالتالي أستمر في نفس المنوال أن هؤلاء الذين حققوا هذه المكاسب وهم أطراف الحرب وتحديدًا قادتها أنه يكفي سبع سنوات لتحقيق هذه المكاسب الخاصة والشخصية وينبغي الآن النظر إلى الوطن والمواطن خاصة أنهم يريدون الاستمرار في السلطة وأنت تريد الاستمرار في السلطة لا بد أن تعمل تنازلات من أجل هذه السلطة وتتنازل في إطار ماذا مقابل ماذا. أنا على سبيل المثال أنه إذا كانت الأقاليم غير مناسبة للأطراف أنصار الله فبالتالي ما هو البديل ما هو الحل البديل إلى أن أقنعهم في أن يتوقفوا عن الحرب مقابل انه والله يرضوا بعدد كذا وتكون هذه المناطق إقليم أو زي ما يقال انه فقدوا منفذ بحري أو ثروة إلى آخره ما الذي سيخسروه إذا حصلت تنازلات في هذا الشأن بالمقابل إذا كان الطرف الآخر الشرعية يطالب بتنازل أنصار الله عن السلاح يفكر في آلية إلى كيف يمكن يقبل الطرف الآخر التنازل عن السلاح فبالتالي أنت إذا كان عندك مجموعة من القضايا مجموعة من قضايا بناء الثقة للتنازلات ممكن تستخدم قضية بدلا عن قضية أخرى وتستخدم هذه الآلية ولماذا لا تجرب هل ستنجح أو لن تنجح هي هذه التنازلات خاصة زي ما قلنا هي المسألة مسألة حفاظ أيضا على السلطة وكراسي السلطة يبدو في ما يبدو أنهم يرغبوا في استمرارها بأن يكونوا نفس هؤلاء الأشخاص في السلطة طيب لو نتحدث عن المجموعات النسوية كيف تقيمي وجود مجموعة استشارية نسوية؟ هذا الفعل الجميل الذي قام به مكتب المبعوث مقارنة بما لم تفعله الأحزاب السياسية في مشاركة النساء في العملية السياسية برمتها أضاف هنا مكتب المبعوث إلى فعالية النساء في تأدية أدوارهن المختلفة أنهن بالفعل يستطعن صناعة السلام بدليل أنهن يقدمن مقترحات لكيفية إحلال السلام ويقدمن استشارات ما هي القضايا الأفضل وما هي الآليات المناسبة لقضايا مختلفة، هذا ما لم تصنعه الأحزاب وحتى في إطار الحزب نفسه ولماذا لم يسمعوا نسائهم بهذا الشأن وهذه خطوة جميلة إذاً أستاذة عفراء هل سُمح لكن بالالتقاء بهذه الأطراف أيضا والتواجد في القاعات وتقديم النصيحة أو الآراء والأخذ بهذه الآراء؟ الذي يجب أن نعرفه أن الأطراف لم تلتقي، طرفي الصراع لم يلتقوا على الإطلاق في قاعة واحدة كان فريق المبعوث والخبراء الدوليين والدبلوماسيين هم الذين يلتقوا بهم كانوا في قاعات مختلفة ونحن التقينا فيهم أيضًا كأطراف منفصلة الشرعية لوحدها وأنصار الله لوحدهم التقينا وتداولنا مجموعة من القضايا وبدرجة أساسية لماذا لم تشارك النساء في الأطراف المتواجدة الشيء الثاني أن الأطراف هذه والتي كان مستغرب على الأقل بالنسبة لي أنه في المطعم كانت تلتقي الأطراف بشكل عادي ويتناولون الطعام مع بعضهم البعض ويتكلمون بكل أريحية لكن عندما تبدأ مسائل المشاورات تذكر الأطراف أن هناك مصالح خاصة وشخصية لا أعرف هل لأن الأكل كان ببلاش لا أعلم لكن هذا الذي حصل أن فترة الاستراحات فترة الطعام والبوفيه تحصل لقاءات وكلام جانبي وإلى آخره من هذا، فلماذا لا يتم تناول مواضيع هذا اليمن المتشرذم أو المواطن الذي خلاص وصل إلى حافة الهاوية، فكم من قضية انتحار سمع عنها أنت تستغربي لماذا لا تثيرهم هذه القضايا فكان ممكن يناقشوها بدل ما يناقشوا أشياء أو طرائف أو تسلية أو نكت إلى آخره في لقاءاتهم ما الذي يمنع. يتضح الدور الأساسي للمرأة بانها تحرص دائما على السلام لماذا تحرص المرأة دائمًا على السلام والدفع للتقدم في العملية السياسية؟ لأنه دوره يُحتم عليها ذلك أولًا أن المسؤولية تزداد، المسؤولية في الحرب ازدادت على النساء بأدوارهم أنا لا أقول أنها ضحية بالعكس تضاعفت المسؤولية مثلا على سبيل المثال الأسر التي فقدت أكثر من شهيد من طرف أو حد في الحرب من الذين خرجوا لمواجهة الصعوبات أو توفير لقمة العيش لبقية أفراد الأسرة كُنَّ نساء هذا كمثال، نهج في أكثر من موضوع، والتي تذهب لجلب الأشياء والمتطلبات للمنازل وتحرص على تواجدها النساء تحولت من معيلة إلى عائلة صحيح وبشكل كبير ومن مسؤوليات مختلفة أيضًا أنه صارت لكي تحمي مثلا المظاهرات والمسيرات التي تحصل وتحضر فيها أيضًا نساء، إذا شاركت النساء في أكثر من عصيان أو أكثر من مظاهرة تلاحظي أنه لا يتم إلقاء القبض على الناشط أو الشخص سين بتواجد النساء، لكن متى يتم اعتقاله أو أذيته؟ عندما تغيب النساء من هنا نستطيع أن نسأل هذا السؤال ما هي أهمية المشاركة السياسية الخاصة من قبل المرأة في العملية السياسية؟ أهمية المشاركة السياسية أولا المشاركة السياسية بحد ذاتها يجب أن تؤخذ بمجملها المشاركة المجتمعية الشاملة الكاملة وليس في القضايا الجزئية على سبيل المثال الخدمات الغير متوفرة في أي منطقة كانت أرى أن مشاركة النساء مهمة في هذا الموضوع سواء من الظهور في الغضب أي الغضب المجتمعي على مستوى الشارع والظهور على مستوى حمل الملفات المتعلقة بهذه القضايا سواء على المستوى المحلي وعلى المستوى الإقليمي، وطرق باب المحاكم بهذا الشأن إذا ثبتت أن القضايا هذه مفتعلة وليست قضايا حقيقية، في كل هذا يجب أن تشارك النساء ومتى ما خرجت إلى المجتمع، المجتمع بحد ذاته أيضًا تتغير إلى حد ما رؤيته تجاه النساء، الشيء الآخر أنه طالما الناس خُذلت من الأحزاب السياسية وقادة الأحزاب السياسية هذه فرصة أيضًا للنساء في الظهور إلى تحمل هذه المسؤولية وليس فقط النساء اللاتي خارج الأحزاب لكن بالنساء الحزبيات أيضًا. لإثبات الذات؟ طبعا نستطيع أن نشكل معارضة مع النساء الحزبيات معارضة حتى على أحزابهن بغض النظر إذا كانت أحزابهن تخدمهن أو لا لأنه اتضح لنا في الأخير أن أحزابهن خذلتهن بالتالي يستطعن أن يشكلن عمليات ضغط أو حشد في إطار الأحزاب نفسها وأن يتولين هن مواضيع المعارضة والدفاع عن الحقوق السياسية ليس لأنفسهم فقط لكن للمجتمع ككل. هذه الخطوات تحتاج ثقة أكثر وتحتاج إلى إرادة قوية وتحتاج دفع أيضًا بالنساء السياسيات المخضرمات لأنه لا ننسى أن نسبة النساء عندنا السياسيات كسياسيات نسبة عالية والبقية تحتاج إلى تدريب وتأهيل أكثر فبالتالي الاستفادة من النساء خارج إطار الأحزاب لا بد أن تكون أكبر بحيث تصبح عملية تبادلية مثلا على سبيل مشاركة النساء الحزبيات في فعاليات منظمات المجتمع المدني هذه لا بد أن تُعكس إلى داخل الأحزاب والعكس صحيح وهذه الفرصة التي أمام النساء الآن أن يؤطر هذا العمل في السير بقضايا الوطن لا بقضايا النساء لوحدها. ماهي أولويات النساء ضمن ملف النساء لو نتطرق لعمل المجموعات النسوية؟ المجموعة النسوية التسع وغير التسع الأولوية لهن هي وقف وإنهاء الحرب هذه الأولوية التي ركزت عليها في مختلف الأنشطة ابتداءً من النشاطات مثل حملات المناصرة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة أو لمبادرة المبعوث الأممي واختلفت الأنشطة من مجموعة إلى أخرى لكن كلها كانت تصب في نفس الاتجاه حول إنهاء الحرب وإحلال وتحقيق السلام والتوعية بهذه الأمور والتأهيل والتدريب فيها واللقاءات المختلفة مع أطراف مسؤولي طرفي الصراع (أحزاب سياسية ومكونات سياسية أيضًا) هذه بالنسبة للأولوية التي كانت فيها المجموعات النسوية خاصة في ظل جائحة كوفيد 19 ولكن هناك أولويات تختلف من محافظة إلى أخرى الأولويات في محافظة عدن بالنسبة للنساء تختلف بالتأكيد عن أبين عن المهرة وعن حضرموت وعن شبوة إلى آخره، مثلًا أولوية النساء في عدن فرضًا فتح المحاكم وتحسين الخدمات العامة لكن هل هذه نفسها في حضرموت أو في شبوة بالتأكيد لا، فبالتالي كلما ركزنا أكثر على أولويات في خصوصية كل محافظة نستطيع عن نُحدِث تغيير أكبر وأسرع وبسرعة ويمكن نلتمسه عكس إنهاء الحرب الذي سيأخذ منا مدة طويلة خاصة عندنا أطراف صراع من هذا النوع فهذه الأولويات تساعدنا أيضًا في أن نُدخل قضايانا في المشاركة فيها، إضافة إلى أنه على سبيل المثال في مسائل المجالس المحلية تحتاج إلى مشاركة نساء الأولويات في هذه القضايا المجتمعية لدخول النساء والمساهمة فيها لحلها ومعالجتها تساعد أن يكون المجتمع مشجع إلى تواجد النساء في السلطة المحلية بشكل أكبر وبالتالي من الأولويات تأخذ بهذا الشكل هذي وجهة نظري في الأخير لكن عندما آخذ المجموعة بكلها والمسألة ككل لإنهاء وقف الحرب كأولوية صعب أوصل لها الآن لأنها تحتاج آليات كبيرة ومختلفة وتختلف من نظرتي إلى نظرتك أنتِ فيمكن أن الآلية التي تناسبك لا تتناسب معي وهذا ربما هو سبب الخلاف؟ الشيء الآخر أنه لا تزال هناك نزعات أنانية في المجموعات النسائية مثلها مثل الرجال أيضًا، وهناك مجموعة تقول لك كان الأولى أنا من أقوم بهذا الدور عوضًا عن المجموعة الفلانية صحيح أن هذا لا يظهر إلى السطح لكن لا أظن أنه غير موجود لأن المسائل كلها نسبية فبالتالي كلما صغرنا الأولويات وعالجناها بسرعة وأوجدنا لها آليات ستساعد في حل هذه القضايا ذات الأولوية ونكون خطونا خطوة إلى الأمام نحو إنهاء الحرب طيب أستاذة عفراء كيف يتم التواصل بين المجموعات الاستشارية في مكتب المبعوث الأممي والمكونات النسوية العاملة في مجال صناعة السلام؟ التواصل بيننا قوي خاصة نحن اللاتي في الداخل لأن من في الخارج لسن مجموعات كبيرة بعد، أولًا نحن يعني على سبيل المثال أضرب في نفسي وأعوذ بالله من كلمة أنا زي ما يقولوا أنا قدمت ونقلت أكثر من قضية ممكن نناقشها في مكتبه خاصة لا تحتاج لسرية كبيرة وناقشناها مع أكثر من منظمة مجتمع مدني، تدريب في مسائل المسارات في مواضيع النزاعات وحل النزاعات ومواضيع الوساطة وأشياء كثيرة كانت في عملية تبادل في الرأي تبادل في الخبرة تبادل في مشورة، والحوار خاصة مع الشباب والشابات وخاصة النساء والمواثيق الدولية التي يجب أن نستغلها ونستخدمها في الوقت الراهن وكيفية صياغة التقارير المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، أكثر من شيء تواصلنا فيه معنا كمجموعة استشارية. يعني التواصل المحلي ربما تعتقدين أنه أسهل؟ أسهل، سأقول لك شيء أولا الذين في الخارج وليسوا في مجتمعهم فالتواصل بينهم يكون عبر الزوم ونعرف مشاكل الإنترنت إلى آخره لكن مع هذا فهم يشتغلوا، أيضًا النساء في الخارج على الأقل يكفي أنهن يقدمن استشارات يقدمن مقترحات. عفراء ما هو تقييمك لالتزامات حضور الفاعلين الدوليين تجاه حضور النساء اليمنيات في عملية صناعة السلام في اليمن؟ تفاعلهم أو حضورهم أو دفعهم بالنساء للآن ما زال ضعيفًا وغير قادرين أو غير راغبين أن يستخدموا الآليات المتاحة لديهم بدفع النساء للمشاركة في العملية السياسية أو غير السياسية، وبشكل عام للدفع بعملية السلام في كل القضايا المختلفة يستطيع المجتمع الدولي أن يلعب دورًا ليس فقط بالضغط على أطراف النزاع لكن هناك وسائل وآليات أخرى مثلا القرارات المكملة للقرار 1325 لا أتذكر رقم القرار يمكن 2124 الذي يسمح للهيئات الدبلوماسية هذه أنها تدخل في مناقشات وحوارات مع أطراف الصراع لماذا مثلًا لا تستخدم حتى التهديد مثلا أنا لن أعطيك الدعم الفلاني من أجل الموضوع الفلاني إذا لم تضع نساء، الشيء الآخر في عملية التصويت والتحفظ على القرارات أو عن قضية تدخل فيها أطراف الصراع إلى مجلس الأمن يستطيعوا أن يتحفظوا و أن يتخذوا موقف مغاير هناك طرق أكثر من آلية موجودة حتى بما فيها استخدام القرارات المكلمة التي تحث الهيئات الدبلوماسية على أن الحكومة تخرج وتطبق هذه القرارات والآليات موجودة لديهم، هم وضعوها يعني وضعوها أيضًا حبر على ورق لأن كل المنظومة الدولية كمان تراعي مصالحها إذًا نستطيع أن نقول أن تقييمك لأداء منظمات المجتمع الدولي ضعيفة جدًا؟ بالفعل ضعيفة جداً واعتمدت أيضًا على مصالحها مع أنه لديهم أكثر من آلية وطريقة مثلا إذا كان لا يوجد ذلك الدعم المحلي كما قلت فما الذي يمنع ليس بالضرورة أن يهدده بالشكل المعلن والفاضح لكن يقول له مثلا لن أصوت معك . صحيح معك حق، طيب النساء اليمنيات نجحن في الحضور في المحافل الدولية وأثبتن أيضًا ذواتهن وأوصلن أصواتهن إلى مواقع صناع القرار وما شابه لكن لماذا لم تتح لهن الفرصة في المشاركة ضمن الحكومة ؟ أين يكمن الخلل؟ الخلل ممكن أخذه في ناحيتين أولًا قلنا أن موضوع الديموقراطية في الأحزاب السياسية كذبة كبيرة بدليل أنه لم تشارك قطاع قواعدها نساء ورجال موضوع تفريد النساء في قطاعات داخل الأحزاب، ولم يوصلوهم ولن يوصلوهم إلى صنع القرار، المرأة السياسية لم تمارس ضغط على القادة السياسيين على سبيل المثال أنتم لم تأخذونا إلى المشاركة السياسية في الحكومة أو في مواضيع داخلية في إطار الحزب، وأني ممكن أسلم بطاقتي وممكن أأثر على مجموعة كبيرة من المناصرين داخل هذا الحزب، الشيء الثاني إنه مش فقط قلنا كمان أن السلطة في الأحزاب أيضًا سعت إلى تحقيق مصالحها الخاصة والشخصية وحتى عندما قامت باختيار وزراء لم تعد إلى القواعد واختارت وزراء حسب الصداقة والأقرب والأقربون أولى بالمعروف ،الشيء الثاني أنه أيضًا عتب على النساء السياسيات في إطار أحزابهم إلى أي مدى هم اهتموا يضغطوا على كم واحدة ثنتين ثلاث أربع مش كفاية، هناك أحزاب تمتلك قواعد كبيرة من النساء هؤلاء كمان لازم تأثري على الأقل وجودك كسلطة في القيادة الحزبية مثلا فأني أخذتها من الناحيتين وليس من ناحية واحدة الشيء الآخر هو أن النساء كما قلت أنه تنتهز هذا الذي حصل هذه الفجوة التي حصلت ما بينهم وبين السلطة السياسية عندهم في أحزابهم أن تعيد صياغة هذا الموضوع من خلال برنامج يعني ما فائدة أني في برنامجي الحزب يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وعدم انتهاكها والمساواة وإلى آخره من هذا الكلام وتصبح حبرًا على ورق الأولى انه أني والله كامرأة لا بد أن أكون في صياغة هذا الميثاق الذي أصبح لا جدوى منه ومن فائدته ، يعني يكونوا يهتموا بالأمور الصغيرة هذه التي تأثر عليهم غدًا. تؤمن المرأة بنفسها في هذا الأمر؟ لماذا لا ينصص في برامجهم على أن نسبتهن تكون 40% إذا كان الآن مش موجودة بما لا يقل عن 30% وهي يجب أن تسعى إلى هذا الكلام من الآن، تنظر إلى داخل حزبها والشيء الآخر أنه تتم العمليات التبادلية ما بينها وبين منظمات المجتمع المدني ما بينها وبين الاتحادات ونقابات الاتحادات الطلابية إلى آخره ، لا بد أن يتغير النمط التقليدي هذا للمرأة السياسية في داخل حزبها ولا يكفي أن يتكتلوا فقط لوحدهم مع بعضهم البعض، لكن لازم يكون معهم نساء أخريات تدفع بكل هذه العملية نحو التغيير وانتهاز الفرصة، وأيضًا الشيء الآخر انه المسألة الديموقراطية تحتاج إلى آلية تغيير الثقافة نفسها والمؤسف حقًا أنه في أحزاب تقدمية هي التي تراجعت عن هذا الموضوع الذي كانت تتغنى بالمرأة ودعم المرأة وإلى آخره أصبحت هي من تعجرفت في المعاملة مع النساء في داخل الأحزاب فما بالنا بإعطائهن حقهن على أرض الواقع؟ الشيء الآخر أنه لا بد أيضًا النساء في الأماكن العالية في الهيكل التنظيمي وفي المستوى العالي لا بد أيضًا أن ينظرن إلى المستويات الأخرى التي تحتها وتدفعهم بأن يخرجوا للأنشطة أو أن تنفذ أنشطة في داخل الحزب ما الذي يمنع سواءً على المستوى المحلي على مستوى المحافظة على مستوى هم كذا تقريبا، التقسيمات على المستوى الأعلى لماذا هذه الفجوات بينهم لماذا هذا الفارق بينهم  ما هي رسالتك الأخيرة التي ستطرحينها سواءٌ للنساء وللرجال وللأحزاب وللمجتمع في هذا الأمر؟ دعينا نبدأ من الأطراف السياسية المتنازعة آن الأوان أن أقول بعد سنوات حرب لأطراف الصراع أن ينظروا إلى الوطن والمواطن ليس كشعار ولكن كحقيقة لأن استمرارهم في السلطة هم المستفيدين منه، فإذا أردت فانظر إلى وطنك والمواطنين سواء من انتماءك إلى وطنك وليس إلى جيبك، وانتماءك إلى المواطن الذي هو من دفعك بصندوق الاقتراع إلى أن تصل إلى هذا المستوى، رسالتي إلى الأحزاب السياسية أن لا نجعل من الكلمات التي حفظناها إقليميًا ودوليًا وحتى محليًا أو على أننا نحن مثقفون وأننا فقط نحطها في إطار وثائقنا لكن يجب أن تتحول الأقوال إلى أفعال يجب أن ينظر إلى مسألة المشاركة السياسية كمان ابتداءً من المواطنة وانتهاءً بقيادة هذه المواطنة وليس العكس، رسالتي إلى النساء لا بد من بذل جهد أكبر لا بد من التقارب مع الجميع سواء النساء الحزبيات أو النساء في منظمات المجتمع المدني والمكونات السياسية أو المجتمعية الأخرى، للمجتمع بشكل عام أنه يكفي صمت وإلا سنتحول إلى مجتمعات عنيفة ومجتمعات أصبح بالنسبة لها العنف والحرب والقتل والسرقة والفساد شيء عادي يعني سيفقد المجتمع أخلاقه وهذه مأساة إذا فقدنا أخلاقنا لأنه سينعكس حتى على تربيتنا لأولادنا. فعلا إذاً السلام قبل أن نبحث عنه خارجيًا يجب أن يأتي من ذواتنا وهذه هي الجملة التي أختم بها هذا اللقاء الجميل والرائع شكرا لك أستاذة عفراء حريري في حلقة اليوم وشكرا لكم أيضًا مشاهدينا الكرام في متابعتكم لنا في برنامج النساء والسلام على أمل أن ألقاكم بإذن الله في حلقة أخرى تقبلوا منا خالص الأمنيات إلى اللقاء 
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص