حضور المرأة في الإعلام بالصورة التي تليق ودورها على مستوى العمل المجتمعي والمدني والسياسي، كان هدفنا في برنامج النساء والسلام الذي يبث على قناة السعيدة. شخصيات نسوية متعددة ومجالات مختلفة تعرفنا عليها خلال حلقات البرنامج الذي وثق لعمل النساء خلال سنوات الحرب، وإستطاع أن يسلط الأضواء على عملهن ونضلاتهن وعلى خبرتهن وتجاربهن وماذا قدمن في الملفات المتعلقة بعملية بناء السلام وطاولة المفاوضات.
في هذه الحلقة عدد من النقات الهامة تحدثت عنها الأستاذة فاطمة مشهور مع الزميلة مايا العبسي، تطرقت فيها لرسائل النساء لمكتب المبعوث الأممي والعمل المشترك للنساء والتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة من خلال المكونات النسوية ومنها تحالف مجموعة التسعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاطمة مشهور أحمد
باحثة وناشطة مدنية
نائبة مدير مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل، رئيسة دائرة الدراسات في المكتب التنفيذي لإتحاد نساء اليمن، رئيسة شبكة النساء المستقبلات "فوز"، و رئيسة تحالف شركا السلام
لديها عدد من الدراسات والأبحاث المحنية بقضايا النساء في اليمن
ساهمت في التخطيط لعدد من البرامج والمشاريع التي تركز على النساء، وأعدت أوراق سياسات وأوراق تشاورية حول قضايا المرأة
عضوة التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام، وعضوة تحالف مجموعة التسعة النسوية الذي ترعاها هيئة الأمم المتحدة للمرأة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
القناة: هل يمكن التعويل على المبعوث الأممي السيد هانز بأن يحرز تقدمًا في ملف السلام اليمني؟
فاطمة مشهور: المبعوث الأممي الجديد نتوقع منه الشيء الكثير خاصةً وأنه الآن يلقى ترحيبًا محليًا ووطنيًا وإقليميًا ودوليًا، هو بدون شك أبدى بتصريحه منذ بداية تعيينه بأنه سيسعى لحل الأزمة في اليمن فلنكن متفائلين بأنه سيسعى نحو تحقيق مسار السلام في اليمن للفترة المقبلة.
القناة: لماذا نكون متفائلين، ولماذا هذا التوافق الذي تحدثتِ عنه، توافق دولي، توافق محلي، ما الذي يختلف فيه السيد هانز عن سابقيه من المبعوثين من الأمم المتحدة؟
فاطمة مشهور: بدون شك كل مبعوث من المبعوثين السابقين أدى دوره في ما يتعلق بإحلال السلام في اليمن وإن كانت الخطوات بطيئة، لكن هناك جهود كبيرة جدًا يبذلها المجتمع الدولي مع المجتمع الإقليمي وأيضًا الشركاء المحليين من منظمات المجتمع المدني وكافة الشركاء المعنيين بعملية السلام في اليمن ومنهم الدولة الراعية لمبادرات السلام في اليمن التي رعت الكثير من المشاورات وتبنت مع مكتب المبعوث الأممي السابق في اليمن منذ بداية الحرب مارس 2015م بعد مجيء السيد إسماعيل ولد الشيخ ثم السيد مارتن جريفيت والآن المبعوث الأممي الثالث الذي يجب أن نعول عليه خيرًا، لا نكون متشائمين رغم أن المؤشرات لا تدل على ذلك ولكن فلنتفاءل الفترة المقبلة، لأن الآن المجتمع الدولي ومعه الشركاء المحليين والشركاء الإقليمين تواقون لعملية السلام في اليمن وبالأخص منظمات المجتمع المدني. الشعب اليمني اليوم يطمح وينشد السلام في اليمن بعد حرب دامت سبع سنوات أكلت الأخضر واليابس.
القناة: نعم. إذًا أستاذة فاطمة ما هي رسالة المكونات النسوية للمبعوث الأممي الجديد؟
فاطمة مشهور: المكونات النسوية هي كثيرة جدًا التي تأسست بعد عام 2015م أي بعد بدء الحرب والنزاعات المسلحة في اليمن. هي كثيرة جدًا ولكن دعينا نتحدث عن أبرز هذه المكونات التي نشأت بعد الحرب مباشرة، أول مكون نسوي نشأ في منتصف عام 2015م التوافق النسوي من أجل الأمن والسلام والذي عمل تلك الفترة وما زال حتى اليوم ومن ثم ظهر مكون نسوي آخر وهو مكون نسوي في غاية الأهمية بالرغم من تأسيسه حديثًا منذ ما يقارب عامين والآن سندخل على العام الثالث على نشأة هذا المكون ألا وهو تحالف المجموعة النسوية مجموعة التسعة+ واحد الذي هو التوافق الشبابي الذي يتكون أيضًا من مجموعة من الشباب والشابات لتطبيق وتفعيل القرار أولًا 1325 حول المرأة والأمن والسلام ثم التوافق الشبابي يسعى إلى تطبيق القرار 2250 حول أيضًا الشباب والأمن والسلام وفيه مجموعة من المحاور التي تتحدث عن قضايا الأمن والسلام وعملية بناء الأمن والسلام في مختلف المراحل بدءًا من عملية الحرب وإدارة النزاعات مرورًا بالوصول إلى اتفاقات السلام.
القناة: نعم. الرسالة إذًا التي تبعثها هذه المكونات النسوية للمبعوث الأممي، ما هي الرسالة التي تحددها له؟
فاطمة مشهور: هناك مجموعة رسائل، مطلوب من المجتمع الدولي أن يتفاعل فيها معنا. وهو قد تفاعل معنا حقيقةً ولا يجب التقليل من شأنها، هذه الرسائل هي: أول رسالة من الرسائل التي نوجهها للمجتمع الدولي هي مطالبتنا بوقف الحرب والنزاعات المسلحة، لماذا؟ لأنها رسالة النساء اليمنيات وهن جزء من المجتمع. صحيح أن النساء اليمنيات يمثلن 51% من نسبة سكان الجمهورية، لكن نحن هنا لا نتحدث عن رسالة النساء فقط، نحن هنا نتكلم عن رسالة المجتمع اليمني، لأن النساء اليمنيات هن جزء من المجتمع اليمني وبالتالي إن رسائلهن للمجتمع الدولي كثيرة جدًا ويمكن إيجازها بعدد من النقاط. أول نقطة هي كما قلت المطالبة بوقف الحرب والنزاعات، النقطة الثانية هي مواجهة تداعيات الأزمات الإنسانية والاقتصادية الخانقة التي خلفتها الحرب خلال فترة السبع السنوات، لأن الحرب لم تقتصر على مناطق بعينها بل نحن كل يوم نواجه إشكاليات وتحديات جديدة في توسع رقعة الحرب في مداها الزماني والمكاني وخطورتها على كثير من الشرائح المجتمعية ومنها فئة الناجيات من الحرب والنازحات والنازحين، هؤلاء هم أكثر الفئات تضررًا من الحرب والنزاعات والعمليات العسكرية والقتالية التي تتم في هذه المناطق حتى أننا يمكن أن نقدم مؤشرات أولية كما تصدرها التقارير الدولية أن عملية النزوح في اليمن وصلت إلى خمسة مليون نازح ونازحة من السكان المحليين، إما في مخيمات مؤقتة أو في مخيمات دائمة أو في مناطق أخرى وقرى أخرى لدى أسر مضيفة، في النهاية هذه تمثل إشكالية، صحيح أن العدد قد يبدو قليل ولكن من وجهة نظري هو ليس بالقليل، لأن هذه الخمسة مليون النازح يواجه تحديات تتعلق بالحصول على الخدمات في مناطق المخيمات الجديدة وفي الحصول على المياه والصرف الصحي، خدمات التعليم، خدمات الصحة الإنجابية، خدمات الطوارئ، خدمات كثيرة جدًا هم لا يحصلون عليها، إذا كانوا لا يحصلون عليها في الظروف الطبيعية ناهيك عن هذه الظروف، ظروف الحرب والنزاعات. فضلًا عن كل شرائح المجتمع تضررت من الحرب دون استثناء. ويكفي أن التقارير الدولية تقرير منظمة الفاو وغيرها قالت أن هناك ما يقارب من عشرة مليون يمني يعاني حاليًا من الجوع، وكذلك تزايدت نسبة معدلات الفقر في اليمن ووصل إلى 70% من السكان الذين يعانون من الفقر.
القناة: كلها رسائل؟
فاطمة مشهور: وكذلك أيضًا تقرير صدر عن إحدى منظمات الأمم المتحدة أن هناك ستة وعشرين مليون من سكان اليمن أصبحوا يعانون من جراء الحرب والنزاعات المسلحة. وأنا أقول أن ثلاثين مليون من السكان إذا لم يكن كل سكان الجمهورية اليمنية يعانون بأشكال وصور مختلفة من الحرب. أبرزها أشكال المعاناة الإنسانية جراء النزاع المسلح وعملية القصف الجوي وعملية الاقتتال في مناطق كثيرة. هناك تقارير تنشر أن هناك ثمانية وثلاثين جبهة مشتعلة في اليمن، وهذه الجبهات المشتعلة تؤثر على المحيطين بها من السكان المحليين الذين يقعون تحت دائرة مناطق الصراع.
القناة: تعتبر من أبرز المشاكل سيتم الرفع بها للمبعوث الأممي؟
فاطمة مشهور: باقي نقاط ورسائل للمجتمع الدولي، الرسائل التي أيضًا للمجتمع الدولي مطالبتنا نحن النساء بأن يكون للنساء دور في الفترة القادمة، ويعطى للنساء استحقاقهن للوصول إلى طاولة الحوار.
القناة: هذا سؤالي هل تعتقد النساء أنه سيعطى للنساء والشباب فرصتهم في المشاركة في العملية السياسية؟
فاطمة مشهور: هذه فيها إشكاليات وتحديات كبيرة جدًا، نحن نساء التوافق النسوي من أجل الأمن والسلام لعبن دورًا غير عادي مع كل أطراف النزاع واشتغلن على ثلاثة مسارات، المسار الأول كان مع صناع القرار على المستوى المحلي والوطني والإقليمي والدولي، المسار الثاني على مستوى منظمات المجتمع المدني والمسار الثالث على مستوى المجتمع. ثلاث مسارات يشتغلن عليها، ثم مباشرة مع الشركاء الرئيسين أو بصورة غير مباشرة مع الشركاء المحليين عبر المنظمات التي أوجدن معها علاقات تشبيك ومناصرة لدعم عملية بناء الأمن والسلام. وهذه القضية ليست بسيطة، يكفي أن التوافق النسوي عزز علاقاته بما يقارب خمسين منظمة وتحالف وشبكة، تشبيك ومناصرة لدعم عملية الأمن والسلام. هذه نقطة أساسية، وأنا أعرف أن الفرقاء السياسيين لا زالوا غير مقتنعين بإشراك النساء في طاولة المفاوضات رغم أن المجتمع الدولي لعب دورًا في هذا الجانب، التوافق النسوي ومجموعة التسعة لعب دور في هذا الشأن ولعبت أيضًا المنظمات دور كبير ولا نستهين بدور المنظمات الغير حكومية النسوية وغيرها لدعم إشراك النساء في طاولة المفاوضات.
القناة: نعم. لماذا إذًا تغيب هذه القضايا في الأجندة السياسية على طاولة الحوار؟
فاطمة مشهور: تغيب قضايا وأجندة النساء على طاولة المفاوضات لأن النساء مغيبات من المشاركة في هذه الطاولة، في طاولة المفاوضات دائمًا في أجندة في الدول التي عادةً تعاني من حروب ونزاعات مسلحة يتم تغيب النساء، لكن هنا في اليمن الصورة تبدو جلية وقاتمة في عدم إشراك النساء في طاولة المفاوضات، صحيح أن هناك في مشاركات ولكن مشاركات شكلية ورمزية لا ترقى إلى مستوى الطموح، مستوى طموح النساء إذا وصلن إلى طاولة المفاوضات لن يعبرن عن قضاياهن واحتياجاتهن فحسب، بل أنهن سيعبرن عن قضايا واحتياج مجتمعهن وبخاصة مجتمعاتهن المحلية التي أصبحت تعاني من ويلات الحرب وآثارها وتداعياتها الاقتصادية والإنساني والاجتماعي والصحي، على كل المستويات، فوجود النساء في طاولة المفاوضات ليست هبة أو منحة بقدر ما هي أصبحت حاجة، حاجة ملحة واستحقاق سياسي وتاريخي. يجب أن يفهم الشركاء هذا، سواء الشركاء المحليين (فرقاء النزاع) أو المجتمع الدولي يجب أن يلعب دورًا ضاغطًا للتأثير على هذه الأطراف بضرورة مشاركة المرأة في طاولة المفاوضات في الفترة المقبلة.
القناة: هل تعتقدي أنه إذا كان هناك ضغط من المجتمع الدولي لإشراك المرأة في العملية السياسية، هل سينفذ هذا الأمر بشكل واقعي على المجتمع المحلي؟
فاطمة مشهور: المجتمع الدولي قام بأدوار كثير ممتازة وأقولها حقيقة، سأعطي لك أمثلة من الواقع وأنا تعايشت معها بشكل مباشر. على سبيل المثال مكتب المبعوث الأممي معه مكتب هيئة المرأة التي تعتبر راعية وداعمة لأنشطة التوافق النسوي من أجل الأمن والسلام وأيضًا راعية وداعمة لأنشطة المجموعة النسوية (تحالف مجموعة التسعة+ واحد) قدموا كل أشكال الدعم لكي تصل النساء لطاولة المفاوضات، وعندما وصلوا إلى طريق مسدود مع الفرقاء السياسيين، عينوا هيئة استشارية نسويه، أقصد قدموا للمبعوث الأممي بمقترح لإشراك النساء في طاولة المفاوضات فلم يكن أمام المبعوث الأممي أي حل إلا أن يجد للنساء تواجد في مسار المشاركة في العملية السياسية، مسار المفاوضات لأن مشاركة النساء في طاولة المفاوضات تعني لنا بالضرورة مشاركتها في التسوية السياسية المقبلة، ليس بشكل رمزي أو شكل ظاهري، مجرد وجودها لتحسب كرقم فقط! لا.
القناة: وهذا ما كنت سأطرحه عليك، عن أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية؟
فاطمة مشهور: مشاركة المرأة في العملية السياسية مهم جدًا لاعتبارات كثير جدًا، إذا لم تشارك المرأة في العملية السياسية فتغيب احتياجات النساء، مثلا احتياجات النساء لظروف الاستقرار السياسي معروفة جدًا في كل دول العالم، لكن احتياجات النساء وقضايا النساء في ظروف الحروب والنزاعات المسلحة تصبح أكثر إلحاحًا، على سبيل المثال، هل سيتحدث الفرقاء السياسيون في طاولة المفاوضات عن قضايا النازحين والنازحات، عن قضايا المعتقلين، إذا تحدثوا عن قضايا المعتقلين والمفقودين فلن يتحدثوا عن قضايا المعتقلات والمفقودات والأسيرات، هم أيضًا أصبحوا جزءًا من هذه العملية، هذه قضايا مهمة وشائكة، هل سيتحدثون عن الأزمات الإنسانية والأزمات الاقتصادية الخانقة التي تعانيها النساء جراء الحرب والنزاعات وهم أكثر الفئات والشرائح الاجتماعية التي تضررت. لم يتحدثوا عن هذه الاحتياجات وعن هذه القضايا.
القناة: كيف جاءت مجموعة التسعة النسوية؟
فاطمة مشهور: المجموعة النسوية التسعة جاءت بناءً على حاجة ملحة، طالبت بها النساء بصورة أو بأخرى. وتم مناقشتها مع مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وكان مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة مستجيبًا لنا ومتفاعلا كل التفاعل معنا ممثلة بالسيدة دينا زوربا المديرة القطرية للأمم المتحدة في اليمن والعراق وأيضًا السيدة روان عبابنة، لقد تجاوبتا معنا تجاوبًا غير عادي. وقمنا بمناقشة آلية تأسيس هذه المنصة وهذا التحالف الذي سميناه فيما بعد المجموعة النسوية التسعة وهو يتكون من تسعة مكونات وتحالفات ومنظمات وشبكات ومنظمات غير حكومية زائدا مؤخرا كما قلت التوافق الشبابي. فجاء هذا التحالف ليلبي حاجة ملحة لتطبيق وتفعيل قرار 1325 وكما تعلمين القرار 1325 يُعنى بقضايا المرأة والأمن والسلام، ويركز على أربعة محاور رئيسية. محور الوقاية، وقاية النساء من حالات الحروب والنزاعات، حماية النساء في حالة الحروب والنزاعات، أشكال وأنماط مشاركة النساء في ظل هذه الظروف ومن ثم كيفية إشراك النساء في برامج التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، ركز على هذه المحاور وقد عملنا عليها خلال السنتين والنصف، نفذنا الكثير من الأنشطة الرائعة جدًا التي لم ولن يستطيع أي مكون نسوي أو مكون من مكونات المجتمع المدني أن تشتغل عليها ما لم يتم فيه تبني مثل هذه القضايا. على سبيل المثال تبنينا حملات مناصرة لدعم توجهات ورسائل وإحاطات المبعوث الأممي حول عملية وقف إطلاق النار التي بدأت في أبريل قبل عام ونصف ونفذنا حملات مناصرة استطعنا من خلالها أن نضع خطة عمل متكاملة لهذه المجموعة ووجهنا كل اهتماماتنا على المجتمع المحلي والمجتمع الوطني والمجتمع الدولي عبر لقاءات افتراضية مع سفراء الدول الراعية لمبادرات السلام مع الفرقاء السياسيين في كل مناطق الجمهورية مع كل القادة السياسيين والقادة الاجتماعيين والإعلاميين والعاملين في مجال الأمن وفي القضاء وكل مجالات الحياة العامة في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية. ولمسنا تجاوبا بصراحة. كان في البداية في تخوف من هذا التوافق النسوي وفي تخوف من المجموعة النسوية مجموعة التسعة ولكن بعد أن وجدوا الجدية من عمل النساء بداؤا يستجيبوا للقضايا حتى وإن كانت هذه الاستجابة قد تبدو للآخرين أنها استجابة شكلية لكنها في حقيقة الأمر استجابة لأن أصواتنا أصبحت اليوم مسموعة لدى صناع القرار، وهذا بحد ذاته يعتبر مكسبًا حقيقيًا وليس فقط للتوافق النسوي من أجل الأمن والسلام ولا للمجموعة النسوية التسعة ولا المجموعة الشبابية، وإنما مكسبًا لكل من يريد السلام في اليمن. من يريد السلام والسلام المستدام في اليمن.
القناة: نعم. إذًا هذا ما أضافته المكونات النسوية من كونها تعمل ضمن إطار مجموعة معينة، هناك من يقول أستاذة فاطمة: عن أي سلام تتحدث النساء إذا لم يكن السلام موجودا على أرض الواقع اليمني، ما رأيك بهذا الطرح؟
فاطمة مشهور: لا نعتقد أن السلام كلمة تقال هكذا ببساطة، السلام يعني الشيء الكثير، السلام يبدأ من الداخل، يبدأ من الفرد وثم ينتقل للأسر ومن ثم ينتقل إلى المجتمع، السلام المجتمعي أو السلم المجتمعي، فإذا نحن النساء لم نعزز مفاهيم السلام وننشر ثقافة مفاهيم السلام ونكرسها في قيمنا ومبادئنا وفي مجالات عملنا في مجموعة التسعة النسوية من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج ومن خلال تفعيل وتطبيق القرار 1325 والوصول إلى مجتمعاتنا المحلية لأن المجتمع المحلي هم بحاجة إلى السلام وهم ينشدوا السلام. أصبح المواطنين اليمنيين بعد سبع سنوات من الحرب كل مواطن يمني ويمنية يتطلعون للسلام. بدءًا من الشباب والشابات ومرورا بكبار السن والشيوخ، كل فئات المجتمع الآن بعد معاناتها من ويلات الحرب تقول لقد تعبنا، نريد السلام، نريد السلام. ولن يتحقق الاستقرار والأمن لليمن إلا إذا تحقق السلام وتوقفت الحرب وتوقفت النزاعات المسلحة ويكفي أن نأخذ الدروس المستفادة من دول عانت من تجارب وويلات الحروب من دول أفريقية، تجربة رواندا، تجربة ليبيريا، تجارب عالمية وتجارب عربية، في النهاية الفرقاء السياسيين المتحاربين عادوا إلى طاولة المفاوضات ووقعوا اتفاقات سلام وأعادوا بناء بلدانهم. يقال أن الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية، نحن ننتظر من الفرقاء السياسيين أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات وأن يحلوا الخلافات فيما بينهم ونتوقع أيضًا من المجتمع الدولي أن يقدم الكثير من المبادرات ويبذل الكثير من الجهود لمساعدة هؤلاء الشركاء السياسيين ليعودوا إلى طاولة المفاوضات لتحقيق برنامج شامل للتسوية السياسية لإحلال الاستقرار السياسي والسلم المجتمعي.
القناة: أستاذة فاطمة تحالف شركاء السلام، لماذا جاء هذا المكون؟
فاطمة مشهور: تحالف شركاء السلام هو يعتبر أحد المكونات التي أنشئت عام 2017م من أجل دعم قضايا السلام في اليمن ونشر ثقافة السلام، وهو تحالف نسوي يضم حوالي ما يقارب ستة وعشرين منظمة وشبكة. نفذنا الكثير من البرامج المتعلقة بدعم قضايا السلام وحاليًا نحن نخطط من خلال مجموعة التسعة النسوية عززنا من قدراتنا وتواجدنا مع هذه المجموعة وساهمنا بتنفيذ العديد من حملات المناصرة لدعم عمليات بناء الأمن والسلام في اليمن. وكما قلت لك دعم ومناصرة كل الرسائل التي يتلقاها المبعوث الأممي بين الحين والآخر وأيضًا طالبنا مع بقية المكونات النسائية بدعم وتطبيق القرار 1325 حول المرأة والأمن والسلام وتطبيق القرار 2250 حول الشباب والأمن والسلام، المطالبة بإيقاف الحرب والنزاعات المسلحة لأن هذه الإشكالية تحدي كبير يواجه الفرقاء السياسيين أنفسهم ويواجه المجتمع الدولي الذي يعتبر هو راعي لعملية السلام في اليمن. كفانا حروب ونزاعات، إلى متى ستظل هذه الحروب، لأن الحروب والنزاعات كلفتها الاقتصادية كبيرة وكلفتها الإنسانية أكبر.
القناة: وستظهر بعد ذلك!
فاطمة مشهور: ستظهر نتائجها كلما امتد أمد الحرب تزيد آثارها ومخاطرها وتبعاتها.
القناة: ماذا قدمت المرأة اليمنية أو النساء تحديدًا من أجل السلام في اليمن؟
فاطمة مشهور: النساء قدمن الشيء الكثير من أجل السلام في اليمن، منها على سبيل المثال تكوين هذه المجموعات النسوية، صحيح أن المجتمع الدولي قدم لنا الرعاية والاهتمام ممثلًا بمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة لكن النساء اليمنيات هن أنفسهن لديهن الرغبة منذ بداية الحرب للمطالبة بالسلام الشامل والعادل والمستدام، فكان تشكيل هذه المكونات النسوية بادرة أمل وخير لديهن للاهتمام بعملية بناء الأمن والسلام. طبعًا هناك مجموعة من العوامل والظروف المحيطة التي ساعدت على تقوية هذه المكونات النسوية. المجتمع الدولي كان أيضًا داعمًا لها وأيضًا المجتمع المحلي وصناع القرار من الفرقاء السياسيين، صحيح أنهم لم يكونوا مناصرين لما نقوم به، لكنهم اليوم أصبحت قناعاتهم تترسخ أكثر بأن النساء يمثلن رقمًا صعبًا حتى وإن لم يقولوا أمام الكثيرين، فهن رقمٌ صعبٌ ينبغي أن يُحسب له حساباته.
القناة: هل تقيمي بهذا الحديث المجتمع الدولي تجاه دعم قضايا النساء ودعم قضايا النساء في اليمن؟ هل تأكدي وتدللي أن المجتمع الدولي يدعم قضايا النساء في اليمن؟
فاطمة مشهور: أيوه. سأقول لك، على سبيل المثال أصبح مكتب المبعوث الدولي كما قلت لك قبل قليل (المبعوث الأممي الأول) لأول مرة أقوله صراحة أن إسماعيل ولد الشيخ عندما تكون التوافق النسوي من أجل الأمن والسلام عقد لنا الاجتماع التأسيسي للتوافق في قبرص. وكان المبعوث الأممي محدد ساعة كاملة للقاء بنا، ولكن عندما جلس معنا في هذا اللقاء وأستمع إلى أصوات النساء وإلى طرحهن لقضاياهن وقضايا الحرب وقضايا مجتمعاتهن اُعجب إعجابًا غير عادي بما قدمته النساء وطرحنه من قضايا فأضاف لنا ساعة واحدة ورغم أن وقته كان لا يسمح له إلا بساعة واحدة وكان فعلًا مرتبط بالسفر في نفس اليوم. وبعد ذلك عندما كان يأتي إلى اليمن ليلتقي بالشركاء السياسيين كان يمنح من وقته للتوافق النسوي للقاء بهن. وهذا يعتبر جانب إيجابي، مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة تبنت العديد من القضايا منذ مرحلة التأسيس وحتى الآن. لقاءات تشاوريه، إعداد دراسات، وإعداد أوراق سياسات، والعديد من البرامج، ولو أخرجنا هذه الوثائق التي تمثل ذاكرة تاريخ للنساء اليمنيات، تاريخ يُسطر ويكتب ولكنه لم ينشر وخاصة أن ما كتب وما عرض وما قُدم ولو اطلع عليه الفرقاء السياسيون وقرأوه بإمعان لوجدوا فيه أشياء كثيرة ويمكن أن يقدم حلولًا عميقة لمشاكلنا التي نواجهها والتحديات، ولكنهم يحتاجوا إلى مزيد من الوقت كي يستجيبوا لما نطرحه ونقدمه من قضايا. هذا ما يقدمه المجتمع الدولي. النساء اليمنيات كما قلت لك أيضًا استطعن أن يبنوا تحالفات ليس فقط على المستوى المحلي والوطني، بل على المستوى العربي والإقليمي، ونحن من خلال عملنا في مجموعة التسعة النسوية بدأنا نوجد تحالفات وعلاقات شراكة وتعاون في اللقاءات الافتراضية مع مجموعات من دول النزاع ونستمع إلى تجاربهم في إدارة النزاعات. النساء اليمنيات بالمناسبة عندهم تجارب رائعة وسجلت في دراسات ميدانية ودراسات مكتبية حول إدارة النساء للنزاعات المجتمعية، وليست النزاعات السياسية.
أثبتن النساء اليمنيات أن هناك نساء ريفيات وغير متعلمات وغير مثقفات، لا يحملن أي شهادة علمية أن يديروا النزاعات، نزاعات محلية مجتمعية في مجتمعاتهن ونزاعات أسرية لم يستطيع الرجال إدارتها. وهذه حقيقة أيضًا يجب أن تسجل وتوثق وأن تنشر، ولا يكفي فقط أن تسجل وتوثق وأن تنشر، وعليكم أنتم دوركم وسائل الإعلام أن تجسدوا هذا التوجه في نشر هذه التجارب والقصص الناجحة.
القناة: وهذا ما سأسالك عنه، لماذا يتجنب الإعلام تغطية قضايا النساء بشكل إيجابي وبالذات للناشطات والفاعلات في هذا المجال؟
فاطمة مشهور: وسائل الإعلام دائمًا في حالة الحروب والنزاعات وخاصة الرسمية لا تكون محايدة، هذه حقيقة، غير مستقلة. لكن هناك وسائل إعلام محايدة مستقلة، هذه المستقلة تتم عبر سوشيل ميديا وعبر التواصل الاجتماعي ومنصات التواصل الإلكتروني وهذه مفتوحة ولو أن الآن في ضوابط وآلية عمل لها، ولكنها تمثل متنفس للنساء لطرح قضاياهن وقضايا مجتمعهم وقضايا أممهم وقضايا شعوبهم ومجتمعاتهم المحلية وبالتالي وسائل الإعلام وقلنا منذ فترات طويلة جدًا ، أنا تعايشت مع وسائل الإعلام وكانت لي علاقات كثيرة بزملاء وزميلات من وسائل الإعلام، وأهتم بهذا الجانب بحكم طبيعة عملي، وسائل الإعلام لا يوجد لها رؤية واضحة ولا رسالة واضحة ولا سياسات واضحة حول ماذا ينبغي أن يقدموه للنساء. ليس لديهم أجندة واضحة لدعم قضايا النساء، وبالذات في حالات الحروب والنزاعات، أجندة النساء حول قضايا الأمن والسلام مثلًا، الآن قناتكم تعتبر أول قناة وأوجه شكري للقناة وعميق امتناني باسمي وأسم التوافق النسوي وأسم كل النساء اليمنيات أنكم وجهتكم اهتمامكم لهذا المكون، مكون المرأة والأمن والسلام. لأننا إذا لم نهتم نحن النساء وغيرنا من الشبكات والتحالفات المعنية بقضايا الأمن والسلام، تحالفات المجتمع المدني على المستوى المحلي وعلى المستوى الوطني لن يكون هناك سلام. السلام له أوجه متعددة ويجب أن يعلم الكثير ذلك وأن له قنواته وآلياته وأدواته ووسائله.
القناة: وعن طريق القنوات كيف يجب أن تكون ذات مهنية وإيجابية؟
فاطمة مشهور: يجب على القنوات والوسائل الإعلامية كي تكون مهنية وواضحة أن تكون لديها المصداقية، لديها الوضوح، لديها الشفافية في عملها، يكون لديها قدر من المساءلة إذا أخطأت في حق أحد. هناك شيء أسمه الحوكمة هل سمعتِ عنها! تطبيق الحكم الرشيد. الحوكمة هذه الناس ينظروا لها على أنها الحكم على مستوى النخب السياسية، على مستوى وزارات معينة أو فئات معينة. لا. ينبغي أن تطبق سياسة الحكم لكل الآليات الحكومية والمؤسسات الحكومية وبالأخص وسائل الإعلام. ليش؟ لأن وسائل الإعلام هي التي تصنع الرأي العام. صناعة الرأي العام إما أن تصنع رأي عام حقيقي أو أنها تزيف رأي عام. فصناعة الرأي العام ليست بالأمر اليسير، لكي نخلق رأي عام مستنير ومستجيب لقضايا المجتمع واحتياجات النساء واحتياجات الاستقرار واحتياجات الأمن والسلام يجب أن تتميز هذه وسائل الإعلام بالشفافية والوضوح والمصداقية والتعمق في طرح مثل هذه القضايا. يجب أن تكون لديها سياسة واضحة. أولًا رؤية وأهداف ورسالة ومن ثم إستراتيجية، خطة إستراتيجية، تخطيط استراتيجي. لا تعمل البرامج بشكل عشوائي. تعمل مثلا كل أربع سنوات خطة استراتيجية لهذه القناة تقول أن السنوات هذه سنعمل على كذا قضية من قضايا النساء، ليس فقط مجرد أن الشخص يقدم يقول أن هناك حاجة ملحة للمؤسسة الفلانية التي أتصلت بنا وقالت نعمل برنامج، إذًا أعمل برنامج. لا. هذه تكون سياسة ثابتة تحدد فيها أولوياتها بالنسبة لقضايا النساء. تحدد أولوياتها بالنسبة لقضايا الشباب وتحدد أولوياتها لقضايا الطفولة، تحدد أولوياتها لقضايا التسوية السياسية مثلا. تحدد أولوياتها للمطالبة بوقف الحرب، هذه هي القناة التي يجب أن تتسم بالمهنية. يجب أن تتوافر فيها مثل هذه المعايير.
القناة: كيف يمكن أن يكون الإعلام إيجابيا في تناوله لدور النساء كمواطنات وكصانعات للسلام؟
يمكن أن يكون للإعلام دورا إيجابيا في تناول قضايا النساء ودورهن في تعزيز مبدأ المواطنة المتساوية حتى يكن صانعات للسلام. عندما تكون هذه الوسائل الإعلامية قادرة على رسم إستراتيجية وسياسة إعلامية واضحة المعالم وأن تترجم هذه الإستراتيجية والسياسة إلى خطط وبرامج سنوية في العمل. ترصد لها الميزانيات التي تمكنها من أولا- إبراز قضايا النساء واحتياجاتهن ومشاكلهن والتحديات التي تواجههن داخل أسرهن ومجتمعاتهن وفي بيئة عملهن.
ثانيا: الاستجابة الفورية لنشر كل ما يمس قضايا النساء منها تلك التي تمش شئون حياتهن اليومية وتتناول وتجسد احتياجاتهن الملحة التي تبرز خلال الحرب والنزاعات المسلحة وبخاصة تلك الاحتياجات الإنسانية العاجلة والطارئة مثل قضايا النازحات والناجيات من الحرب في مناطق الصراع. وأيضا عندما تصبح وسائل الإعلام قادرة على إحداث التغيير المنشود في الدعوة في نشر ثقافة السلام في أوساط المجتمع لإيجاد وعي جمعي يؤكد على حقوق النساء كمواطنات قادرات على التأثير على كل القوى التي يصل إليها عبر برامجه. أيضا عندما يستخدم الإعلام عبر وسائله الرسائل الإعلامية السهلة التي تصل بكل يسر وإلى كل مواطن ومواطنة.
القناة: وماهي العوائق التي تمنع التناول الإيجابي للنساء وخاصة الناشطات؟
أما أبرز المعوقات التي تمنع التناول الإعلامي الإيجابي للنساء أو بخاصة الناشطات يمكن إيجازها في عدم وجود سياسة إعلامية واضحة لدى وسائل الإعلام، تركيز وسائل الإعلام على نقل أخبار النزاعات المسلحة وتغييب نشر قضايا النساء واحتياجاتهن في مثل هذه الظروف حيث تكون الضرورة قصوى لنشرها وتعريف المجتمع المحلي والمجتمع الدولي بها وخاصة عندما تتعرض النساء في حالة الحروب والنزاعات المسلحة من فقر وتجويع وتشريد ونزوح وعنف قائم على النوع الاجتماعي وما ينجم عن ذلك من كوارث وآثار مدمرة تطال كل حياتهن وحياة مجتمعاتهن. إن هذه الوسائل في غالب الأحوال سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية لا تتمتع بالحيادية والموضوعية والمصداقية والشفافية وإن تناولت قضاياهن فإنها غالبا ما يتم تسييسها لصالح هذا الطرف أو ذاك. لا تعطي هذه الوسائل أي أهمية لقضايا الناشطات والسياسيات والمجتمعيات لأنها لا تشكل أولوية قصوى في برامجها وإن تناولتها فأنها تتناولها من جانب أحادي بما يخدم أجندتها السياسية.
كيف تقييمي الدور الإعلامي لوزارة الإعلام التي لا يتواجد لديها خطه لإشراك النساء وتعزيز الصور الإيجابية لهن في البلد؟
أما بالنسبة لتقييمي للدور الإعلامي لوزارة الإعلام هذه الوزارة لا يوجد لديها خطة واضحة لإشراك النساء وتعزيز الصورة الإيجابية لدورهن في مجتمعاتهن. لا يوجد أيضا لدى هذه الوسائل أي دور إيجابي للتوعية بقضايا النساء والترويج لها وهي في غالب الأحوال تروج لإعلام الحرب والقضايا والأجندة التي تتبناها ويتبناها هذا الطرف أو ذاك وتسعى لنشرها في وسائلها الإعلامية الخاصة بها وهذا يعود طبعا كما قلت وأشرت سلفا أنه لا يوجد لديها خطة محددة تحدد قضايا النساء واحتياجاتهن.
لقناة: جميل. أستاذة فاطمة نحن كنا سعداء جدًا وكنا نود لو أن الوقت يعطينا مساحة أكثر كي نتحدث معك بآليات مختلفة ومتعددة. في نهاية هذا الحلقة ما الكلمة التي تودين أن تختمي بها هذا البرنامج؟
فاطمة مشهور: أنا أتمنى من كل المكونات النسوية والمكونات الشبابية أن يستمروا في كل الجهود التي يمكن أن يبذلوها لدعم قضايا الأمن والسلام. موضوع الأمن والسلام هو ليس مرتبطًا بمرحلة الحرب والنزاعات، بل هو ممتد إلى مرحلة ما بعد الصراع في حالة توصل أطراف الصراع والعملية السياسية إلى اتفاقات السلام، ستظل عملية السلام قائمة وسندخل مرحلة جديدة من مراحل العمل لتساعد على تحقيق الأمن والاستقرار. فالدور معّول عليهم وسيكون كبيرًا عليهن لتنفيذ مثل هذه الرؤى والأهداف لتحقيق مستقبل آمن ومشرق ومبهر لكل أبناء المجتمع نساءً ورجالًا، شبابًا وشابات، شيوخ وغيرهم.
القناة: جميل جدًا. بدوري أختم هذه الحلقة بأن هناك العديد من الكوادر النسائية المتميزة في المجتمع اليمني، استمعوا إلى أصواتهن وابحثوا جيدًا في أعمالهن ستجدوا أشياء كثيرة ستذهلون لها. أعطوا المرأة اليمنية حقها في التمكين السياسي وفي المشاركة السياسية وعملية صناعة وبناء السلام في اليمن.