تحدثت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية في تقرير لها- أن مشاورات الرياض التي رعاها مجلس التعاون الخليجي تحوَّلت من كونها مؤتمراً لتحقيق السلام في اليمن إلى مكان لتنفيذ مكائد القصر السعودي.
وذكرت الصحيفة أن الهدوء الذي تشهده اليمن قد لا يدوم، كما أن المجلس الجديد ليس له تأثير يُذكر، فيما يستمر ميزان القوى في التحوُّل ضد السعوديين وحلفائهم اليمنيين، ولا يزال السلام الدائم بعيد المنال.
ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة بها أن المسؤولين اليمنيين في الرياض حُرموا من هواتفهم المحمولة، ووضِعوا في غرف منفصلة، وأمر السعوديون "عبدربه منصور هادي" بالتنازل عن السلطة لمجلس من ثمانية رجال، وأعلنوا استقالته ومن ثم أبلغوا الرجال الثمانية بترقياتهم غير المتوقعة.
وأوضحت الـ"إيكونوميست" أن تشاؤمها بشأن مستقبل السلام في اليمن نابع من أن المجلس الجديد المكوَّن من 8 رجال يهدف إلى تشكيل جبهة موحدة لمحاربة قوات انصار الله بشكل أكثر فاعلية، كما أن أعضاء المجلس ذاته لا يحبون بعضهم البعض ولا يمكنهم الاتفاق على الكثير، بحسب تعبير الصحيفة، التي ذكرت -أيضاً- أن السعودية عبر تقديمها للمجلس الجديد على أنه أمر واقع يشير إلى أنهما متشوقة لإيجاد مخرج سريع من الحرب، غير أن الحديث عن صفقة تُنشئ دولة يمنية قابلة للحياة يبدو أبعد من أي وقت مضى.
وأشار إلى أن المجلس الجديد يحتضن مكونات لها رصيد طويل من العداوات والصراع فيما بينهم البين ويتصادمان بشكل متكرر، وحتى إن وضعوا العداء الشخصي والأيديولوجي جانباً فإن المجلس الانتقالي سيكون متردداً في إرسال رجاله للقتال في الشمال.
وتوقع التقرير أن اليمن سيواصل تفككه المطّرد وسوف يسعى الجنوبيون المدعومون من الإمارات إلى تحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي، فيما سيحاول الشماليون في ذلك المجلس التفاوض على اتفاق غير ملائم لتقاسم السلطة، وستبقى أجزاء من البلاد غير خاضعة للحكم.
وأورد التقرير أن عدداً محدوداً من اليمنيين يؤيدون رئيسهم المنتهية ولايته "عبدربه منصور هادي" والذي كان من المفترض أن يخدم خلال فترة انتقالية لمدة عامين، لكنه بقي لمدة عشرة أعوام كزعيم منعزل كان محاطاً بدائرة صغيرة من الأقارب والأصدقاء، وأدار حكومة في المنفى كانت جيدة في سرقة الأموال وليس أي شيء آخر، بحسب ما ورد نصاً في موقع "إيكونوميست".