إلى ابنتي رهف ! هناء محمد

رهف ابنتي..... - هلّا أعـرْتِ فمـي مسامِعَك البريئة ؟! أحتاج أن أهديك سِـرًا ... طالمـا أخفيتُه ، عـن كـلِّ مـن في هذه الـدُّنيا ، لأجلك ! أحتـاجُ ..أن تصغي إليّ .. لتفهمي شيئاً .. عن الأم التي حملتكِ في تفكيرها حلماً ، وفي أحشائها أملاً ! عن الأم التي .. سكبت عواطفها .. دمـاً ومدامعًا.. وقضت بواكير الشباب تحملاً.. وتوجعاً ، لتـراك مثـل فراشة الأزهار ضاحكةً .. ترفرف بالحياة ، وبالجمال ! *** رهَـف ابنتي..... يـا قطعةً مني ، وبعضاً من أنَـاي .. - أنا لستُ حـقاً - مثلما تتصورين - قويةً ، فأنا لهيبٌ ..قد تآكل جَمـرُهُ ، حتى استحال إلى رماد ! هذي الحقيقةَ - يا ابنتي ... فـلأن تكوني .. ها هنا.. إمرأة قويـةَ .. أو ذكيةَ .. أو جميلة ، أو مثقفةً ... فتلكَ مصيبةٌ كبـرى .. ومشكلةٌ معقدةٌ ، وكارثـةٌ .. تحيـل حياتَك الـورديّةَ الجذلى .. إلى دنيا الجحيم ، ما دمـتِ في وطـنِ الذكـورة ، والذكور ! ما دمتِ .. في البلدِ الذي لا يعترف ، إلا بحق الأغبياء ، وبالذكـورِ .. وليس في قاموسه ، أدنـى اعتبارٍ .. للأنوثـةِ و النّساءِ ! *** رهـف ابنتي.... هلّا عرفت حقيقتي.. ؟! هلَّا عرفت حكاية الأم التي حملتك ؟ .. مـن كانت ؟ وكيف أتت ؟ ..وكيف تعيش - حاليا - تفاصيلَ الأنوثةِ ، و الأمومةِ ، و الحياة ؟! أعرفت أني يا ابنتي امرأةُ .. براها اللهُ من أنوارهِ ، فبدت كمشكاةٍ .. ولكن.. ذنبها أن أُلقِيت في عالمٍ يهوى الظلام ؟! - أعرفت أني يا أبنتي .. لم ألقْ حظي في الحياة كما أريد وأستحق ؟! ولا تلوميني إذن.. فأنا -فقط - أخشى عليك ! أخشى عليك .. لأنني أدرى بنفسك منك ، ما دمت ابنتي .. ما دمت ترتضعين مني ، كل آمالي وأحلامي وألبان الكرامة والشموخ ! ما دمت ترتضعين من روحي ، ومن وهجي ومن شغفي ومن حبي ومن معنى وجودي ... فنصيحتي..لك يا ابنتي : أن تكسري كل القيود.. وكل أطواق الظلام ، أن تبحري صوب الضياء .. أن تعبري كل الدروب.. قويةً ، ونقيةً ، وعزيزةً ، وكريمةً ..! .... كوني كما شاءتك أمكِ دائما .. إكليلةً .. بل حـرةً بل ثورةً .. بـل هامةً مرفوعةً دوماً ، فأنت سليلة الأقيال ! .................... Hanaa Mohammed هناء محمد 22/12/2021
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص