خليل الحكيمي
"حتى انت يا بروتس" قالها القيصر الروماني الدكتاتوري يوليوس قيصر، لصديقه المقرب والاوثق، ماركوس جونيوس بروتوس في لحظة اغتيال القيصر، مدهوشا من فعل الغدر، ومذهولا من الخيانة، كما يرد في مسرحية وليم شكسبير "يوليوس قصير".
ونقولها اليوم بكل خيبة امل: حتى انت يا طارق محمد عبدالله صالح. كنا نظنك بحكم قربك وتأثرك بالجماعة السلفية، أنك اخر من سيتخلى عن فلسطين ومقاومتها الباسلة الابية. فإذا بك تتصدر المتساقطين في وحل تطبيع ذل الاستسلام لا السلام.
بقيت وغيري كثيرين، لا نستطيع تصديق الانباء والاخبار المنشورة عن لقاءاتك مع قيادات عسكرية صهيونية اسرائيلية في زياراتك للإمارات والاردن ومصر وأخيرا جيبوتي؟. لكنك اكدت للجميع انك فعلت هذا، بمواقفك من الكيان الاسرائيلي واستهدافه!.
هل تعلم ياطارق صالح أن السلام بفلسطين وتحريرها ركن سادس من اركان الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 اكتوبر)، هدفها السادس، التي لا تنفك تتغنى بها وتلوك اسمها في غير مناسبة، على نحو اظهرت الاحداث انه يأتي منك للمزايدة السياسية، ليس إلا؟!
لقد بقيت وكثيرين، نتأمل فيك يا طارق صالح خيرا، ونتأمل في تحركاتك وتصريحاتك، ورغم أنها ظلت تظهرك وقواتك حراسا لـ "جمهورية" غير التي نعرف وننشد، وتنحصر في "الساحل الغربي لليمن" من ميدي وحتى ذو باب، إلا أنك أكدت ذلك، لنا جميعنا.
نعم، أكدت هذا يا طارق صالح في كلمتك بفعالية احياء ذكرى "2 ديسمبر"، وصدمني ومتابعيك، حين جئت للحديث عن فلسطين. بدا انك ما كانت ترغب في هذا الحديث، لولا اضطرتك هجمات صنعاء على كيان الاحتلال الاسرائيلي وسفنه في البحر الاحمر.
لا حظ الجميع بذهول يا طارق صالح، تعمدك تجاهل الاشارة أو الحديث عن المقاومة الفلسطينية، وحق الفلسطينيين المشروع في الدفاع عن انفسهم وأرضهم ومقدساتهم!. بدا واضحا تبنيك الكامل لموقف التحالف الذي يصنف المقاومة الفلسطينية ارهابا!!.
مؤسف جدا، ان يتنكر الانسان لربه ويتجرد من قيم دينه ويخلس جلده، ويتبنى مواقف من بات تابعا لهم، مطيعا لأوامرهم، خادما لمصالحهم، راجيا رضاهم. ومسفٌ جدا تبنيك تصنيف السعودية والامارات لفصائل المقاومة الفلسطينية "تنظيمات ارهابية" !!.
أقبح من هذا ياطارق أن تتباهى بالنفاق، وتتفاخر بالغيرة والحمية على الكيان الاسرائيلي الصهيوني، وهو الغاصب للأرض والهاتك للعرض والسافك للدم والفاتك لأرواح عشرات آلالاف من الفلسطينيين. وأن تقول بلا خجل: أن استهداف الكيان ارهاب واجرام!!.
مريع جدا أن تغضب يا طارق صالح من استهداف كيان ومصالح هذا العدو الاسرائيلي الصهيوني المارق على الشرائع السماوية والتشريعات الانسانية!!. وشنيع جدا، ألا تغضب بالقدر نفسه لإرهاب وجرائم القتل والابادة الجماعية التي يرتكبها في غزة !!.
ملعونة هي السلطة، وملعون هو الجاه. ملعونة هي الدنيا بكل ما رحبت من مغريات، إن كان السبيل الى نيلها هو النفاق والقبول بالارتهان للغير، والتعايش مع الامتهان، واظهار الخضوع والاذعان، لأعداء الله ودينه وعباده المسلمين له من بني الانسان !!
لقد اكدت هذا يا طارق صالح بموقفك من فلسطين وما سبق أن اعلنته وإقرارك بأنك لا تملك قرار وقف الحرب او استئنافها. بقولك حرفيا: إن "القوى الاقليمية والدولية هي من فرضت اتفاق السويد وهي من تفرض الهدنة وايقاف الحرب ولسنا نحن ولا الشرعية"!!.
يؤسفني القول أنك يا طارق عفاش، لست طارقا بل مطروقا أو مطرقة. مجرد دمية بليدة، واداة رخيصة بيد السعودية والامارات ومن ورائهما قوى الهيمنة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة البريطانية، وكيان الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني!!.