كيف استطاع انصار الله تعزيز حاضنتهم الشعبية ومباغتة الشرعية

صنعاء - باغتت جماعة انصار الله، الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بإجراء يمكنها من تسجيل مزيد من النقاط على حساب تقويض الشرعية اليمنية وحاضنتها الشعبية، مستغلة تحررها من أي قيود في مواقفها وتحركاتها.

برزت القضية الفلسطينية والعدوان المتواصل على قطاع غزة لليوم السابع والسبعين، لصالح تعزيز وتوسيع الحاضنة الشعبية لجماعة انصار لله، بانحيازها الكامل للمقاومة الفلسطينية سياسيا وإعلاميا وماديا وعسكريا، بخلاف الشرعية اليمنية.

شهدت العاصمة صنعاء للجمعة الحادية عشرة تواليا، تظاهرات تضامنية مع فلسطين، وصفت عربيا بـ “طوفان صنعاء”، وصُنفت بأنها “التظاهرة الشعبية التضامنية الأكبر على الاطلاق بين ما شهدته الدول العربية والإسلامية ودول العالم”.

حملت التظاهرة التي شارك فيها مئات الآلاف وقيل “مليون يمني”، شعار “تحالف حماية السفن الإسرائيلية لا يرهبنا”، ردا على التحركات الأمريكية والبريطانية والفرنسية لتشكيل تحالف عسكري دولي، بعنوان “حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي”.

تزامنت التظاهرات الحاشدة في صنعاء وباقي المحافظات، مع إطلاق الأخيرة حملات تبرعات مادية للمقاومة الفلسطينية وتوثيق استلام ممثليها لمبالغ الدعم، وإطلاق هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان وسفنه بالبحر الأحمر.

أثارت هجمات الجيش اليمني، قلق وغضب الكيان الإسرائيلي، ودعت رئيس حكومة الكيان نتنياهو إلى مطالبة “حلفائنا أمريكا وألمانيا وفرنسا بوضع حد لهذه التهديدات”، وإصدار وزير دفاع الكيان يوآف غالانت، الاثنين، أول إعلان له بشأن الحوثيين وتهديداتهم.

في حين علق سياسيون وإعلاميون وناشطون موالون للشرعية ومناهضون لجماعة انصار الله  بأن الأخيرة “تزايد على القضية الفلسطينية للدعاية السياسية”، رد آخرون بتساؤل مشترك: “لماذا لا تشهد المحافظات القابعة تحت سيطرة الشرعية والعاصمة المؤقتة عدن تظاهرات مماثلة؟!”.

من جانبها، يحلو لجماعة انصار الله، استغلال هذا الموقف الشعبي وتساؤلاته عن غياب الموقف المماثل سياسيا وماليا وعسكريا من جانب الشرعية اليمنية، وحظر التظاهرات التضامنية المؤيدة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بمواجهة العدوان الإسرائيلي.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص