اعتقال عارضة الأزياء وزوجها في حضرموت يثير جدلاً واسعاً حول الحرية الشخصية والتقاليد

تصاعدت ردود الفعل في اليمن، اليوم الأحد، بعد اعتقال السلطات المحلية في محافظة حضرموت عارضة الأزياء خلود باشراحيل وزوجها يحيى ابن الشيخ علي، بسبب نشرها صورًا على منصة "إنستغرام" تظهر فيها بدون حجاب أو عباءة على شواطئ مدينة المكلا، بالإضافة إلى مقطع فيديو تعلن فيه تخليها عن الحجاب وتدعو للتحرر.

تباين في الآراء بين التضامن والانتقاد

أثار اعتقال باشراحيل وزوجها منذ حوالي أسبوع ردود فعل مجتمعية متنوعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصاعدت السبت والأحد. بينما أعلنت العديد من الأصوات تضامنها مع عارضة الأزياء ورفضها للاعتقال، مطالبين بإطلاق سراحها وزوجها، تبنى آخرون موقف الدفاع عن التقاليد والعادات المجتمعية التي تجاوزتها باشراحيل بنشرها صورها وهي حاسرة الرأس وبدون عباءة.

شرط الإفراج: حذف الصور والفيديوهات

وفقًا لمصدر مطلع، طلبت الشرطة من الزوجين حذف الصور ومقاطع الفيديو من منصات التواصل الاجتماعي كشرط لإطلاق سراحهما، مما أثار مزيدًا من الجدل حول حدود الحرية الشخصية والتدخل الحكومي.

ردود فعل مؤثرة من الإعلام والنشطاء

أعلن رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"، فتحي بن لزرق، في تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي: "كل التضامن مع الموديل اليمنية خلود باشراحيل، التي تعرضت للاعتقال في المكلا برفقة زوجها. مشاكلنا لا تكمن في جسد خلود أو شعرها، مشاكلنا أكبر، وأعظم وأدهى وأمر. أمسكوا اللصوص والناهبين ومروجي المخدرات والقتلة، أودعوا السجون من ينهبون المال العام ويثرون على حساب الشعب".

عبر عليم الهتاري عن استيائه من هذا الاعتقال قائلاً: "حُراس الأخلاق والفضيلة أثارتهم صورة لمواطنة مارست حقها الخاص بالحرية، ولم تثرهم عشرات من قضايا الاغتصاب والآلاف الفقراء، والقتلى بسبب الحرب والأوضاع الاقتصادية".

نقاش حول التقاليد والدين والحرية

وفي نفس السياق، كتب الصحافي نشوان العثماني: "يثورون ضد خلود باشراحيل، وينسون ما يجب أن يثوروا ضده. يتذكرون الدين والعادات والتقاليد ضد خلود باشراحيل؛ لأنها شابة لا تحمل سلاحًا. وينسون شرف القبيلة، يستسلمون لمن بيده الهراوة؛ حينها لا يتذكرون الدين والعادات والتقاليد والعفة المزعومة".

من جانب آخر، عبرت لجين أحمد عن موقف مختلف قائلة: "صحيح أن الاعتقال حاجة كبيرة، وغير منطقية للموديل خلود باشراحيل وزوجها الي تصوروا ونشروا صورهم بالمكلا، لكن كان يجب عليهم احترام الذوق العام والعادات والتقاليد للمجتمع خصوصا في ظل الانفلات الأمني".

بينما رأت وفاء علي أن "سلوك خادش للحياء، لا نقول الشريعة إنما العرف يجرم سلوك كهذا، ولهذا لا نريد تسويق للتميع، ولا نريد ترويج للانحلال من قيم الدين. نريد مجتمعات محافظة ونظيفة".

استمرار الجدل

تبقى قضية خلود باشراحيل وزوجها يحيى ابن الشيخ علي مثار نقاش واسع في اليمن، حيث يتقاطع الحديث عن الحرية الشخصية مع الدفاع عن التقاليد والعادات، في وقت تعاني فيه البلاد من تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص