أبدت الولايات المتحدة، الأحد، صدمة جديدة بعد كشف القوات اليمنية عن أحدث صناعاتها العسكرية بتقنيات غير متوقعة حتى بالنسبة للأمريكيين الذين يخوضون منذ يناير الماضي مواجهات شرسة جوا وبحرا. فكيف تفاعلت الأوساط الأمريكية مع هذا التطور الجديد في اليمن؟
بعد ساعات قليلة من نشر القوات اليمنية مقطع فيديو جديد لأحدث الزوارق الحربية المسيرة والمعروف بـ”طوفان المدمر”، سارعت أمريكا إلى تحريك الفزاعة الصينية والروسية مجددًا، معتبرة ذلك شماعة لهزيمتها الفادحة في اليمن.
منذ اللحظات الأولى لإعلان اليمن الجديد، والذي يعد الثاني في غضون أيام، لم تتوقف الآلة الإعلامية الأمريكية عن نقل تصريحات المسؤولين وتسويق مزاعم جديدة حول قرار روسيا والصين دعم اليمن بالصواريخ والتقنيات الحديثة. وكان آخر تلك المزاعم ما نشره موقع "ميدل إيست آي" نقلاً عن مسؤول أمريكي، زعم فيه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح تزويد "الحوثيين" بصواريخ مضادة للسفن عقب زيارته للسعودية والإمارات في ديسمبر الماضي.
تأتي هذه التسريبات الأمريكية ضمن حملة تصاعدت وتيرتها خلال الأشهر الأخيرة من عمر المواجهات في البحر الأحمر، وفشل القوات الأمريكية في وقف العمليات اليمنية ضد السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى قرارها توسيع عملياتها إلى خارج الحدود الإقليمية لليمن وصولًا إلى البحر المتوسط.
لسنوات مضت، ظلت الولايات المتحدة تسوق الفزاعة الإيرانية في اليمن عبر ربط العمليات اليمنية المدافعة عن الأرض بأنها ذات طابع إيراني، رغم تأكيد القيادات اليمنية أن كل ما يجري يتم تطويره بخبرات محلية. لكن مع تطور اليمن إلى مصاف الدول الكبرى في مجال التكنولوجيا العسكرية، أصبح اعتراف واشنطن بالواقع الجديد الذي يتشكل في المنطقة وفي الشرق الأوسط برمته أمرًا يزداد صعوبة يومًا بعد يوم.
في نهاية المطاف، لن تقبل أمريكا، الدولة التي ظلت تجلد العالم من شرقه إلى غربه وتنشر حروبها وفسادها في جميع قاراته، أن يقال يومًا إنها هزمت على أيدي مقاتلي بلد ظل يتعرض لحرب وحصار لأكثر من 9 سنوات، جندت ضده مختلف تقنيات العالم وأسلحته ومرتزقته.