توجه مولدوفي للانضمام للاتحاد الأوروبي.. ماذا نعرف عنها؟

يتصدر الحديث عن دولة مولدوفا عناوين الأخبار يوم الأحد، إذ يتوجه الناخبون في وقت لاحق من اليوم للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية واستفتاء بشأن انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي.

ونظراً لأهمية هذه الدولة تاريخياً نستعرض في ما يلي أهم ما يجب معرفته عن الدولة السوفيتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة وتقع في منطقة غير ساحلية بين أوكرانيا ورومانيا العضو في الاتحاد الأوروبي.

موقع استراتيجي بين أوروبا وروسيا

تعتبر دولة مولدوفا عالقة بين منطقتين من النفوذ -موسكو وبروكسل- وهو ما يعكس تاريخها المعقد ومجتمعها المستقطب.

ظلت هذه المدينة داخل الإمبراطورية العثمانية لعدة قرون، ثم خضعت للحكم الروسي قبل أن تصبح جزءاً من رومانيا، ومنذ عام 1940، أصبحت جمهورية مولدوفا الاشتراكية السوفياتية قبل أن تحصل على الاستقلال باسم مولدوفا في عام 1991.

وتعد اللغة الرئيسية في مولدوفا هي الرومانية، رغم أن اللغة الروسية منتشرة على نطاق واسع أيضاً، ويعمل العديد من المولدوفيين في الاتحاد الأوروبي وروسيا، فيما تتحدث الأقلية التركية لغة غاغاوز، المدرجة ضمن اللغات المهددة بالانقراض من قبل اليونسكو.

وتقدمت مولدوفا بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد وقت قصير من حرب روسيا وأوكرانيا في عام 2022، وفي يونيو 2024 بدأ الاتحاد الأوروبي محادثات الانضمام.

وتعتبر المعضلة الكبرى لدى البلاد هي التعامل مع منطقة ترانسنيستريا الانفصالية المدعومة من روسيا، إذ انفصلت المنطقة الناطقة بالروسية بعد حرب أهلية قصيرة في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي.

وتساعد موسكو في دعم المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 465 ألف نسمة، لكنها غير معترف بها دولياً، كما تحتفظ موسكو بنحو 1500 جندي ومخزون كبير من الذخيرة في ترانسنيستريا، رغم أن مولدوفا دعت مراراً وتكراراً إلى جعل المنطقة منزوعة السلاح.

اقتصاد زراعي

تصنف مولدوفا كواحدة من أفقر البلدان في أوروبا، ووفقاً للبنك الدولي، في عام 2023، بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 6650 دولاراً، أي أقل من ثمن نظيره في فرنسا.

وهي تعتمد بشكل كبير على التحويلات المالية التي يرسلها الأشخاص الذين يعملون في الخارج، ولكن هذا أدى إلى انخفاض حاد في عدد السكان في سن العمل.

تعاني مولدوفا أيضاً من أحد أدنى معدلات التوظيف في أوروبا، وخاصة بين سكانها من الروما، أما جيشها البالغ قوامه 6500 جندي، فهو مجهز بمعدات متهالكة تعود إلى الحقبة السوفيتية.

ومع 300 يوم مشمس في السنة، يعتبر المناخ في مولدوفا مثالياً للزراعة وخاصة مزارع الكروم، إذ تعد صناعة النبيذ قطاعاً اقتصادياً رئيسياً، وتمثل ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لمولدوفا وثمانية في المئة من إجمالي صادرات البلاد، وفقاً للأرقام الحكومية.

وتمتلك البلاد 117000 هكتار من مزارع الكروم، ما يعني أن لديها نسبة أكبر من أراضيها مغطاة بمزارع الكروم مقارنة بأي دولة أخرى، وهي من بين أكبر 20 منتجاً في العالم، وفقاً للمنظمة الدولية للكرمة والنبيذ.

وتسعى الدولة التي تصنف ضمن أقل البلاد شهرة في أوروبا للانضمام للاتحاد الأوروبي للاستفادة من الفرص التي تقدمها الكتلة، لكن هذه الخطوة تواجه معارضة من بعض المواطنين الذين يخشون تضرر علاقات البلاد مع روسيا.

وتعتبر مايا ساندو المرشحة الأوفر حظاً بين مرشحي الرئاسة الـ11، لكن في ظل دعوتها للانضمام للاتحاد الأوروبي، قد تواجه منافسة أكبر على ولايتها الثانية في اقتراع اليوم الأحد.

 

(أ. ف. ب).

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص