في غضون خمسة أيام من الهجوم العنيف الذي شنته قوات الدعم السريع على قرى شرق ولاية الجزيرة في السودان، أسفرت المجازر عن مقتل أكثر من 300 شخص، بينهم نساء وأطفال، فيما تجاوزت حالات العنف الجنسي والاغتصاب 20 حالة.
الهجمات تأتي عقب إعلان قائد الدعم السريع في ولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، انشقاقه وانضمامه إلى الجيش السوداني، مما دفع الميليشيا إلى شن هجمات انتقامية ضد المدنيين.
وحسب تقرير من "مؤتمر الجزيرة"، تعرضت أكثر من 30 قرية في المنطقة للهجوم من قبل قوات الدعم السريع، التي قامت بتهجير السكان قسرًا، واختطاف العديد من النساء والفتيات، بالإضافة إلى حالات اغتصاب، خاصة ضد كوادر طبية.
بعض المختطفين تم احتجازهم وابتزاز عائلاتهم بدفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم، حيث طلبت الميليشيا مبالغ ضخمة وصلت إلى 50 مليون جنيه سوداني (حوالي 19 ألف دولار) في بعض الحالات.
في قرية السريحة، شمالي الجزيرة، قُتل نحو 50 شخصًا وأصيب أكثر من 200 آخرين جراء الهجوم العنيف الذي شنه الدعم السريع في 25 أكتوبر 2024.
كما استمرت الهجمات في مناطق أخرى وسط الجزيرة، حيث تعرضت القرى لعمليات نهب وحرق للمحاصيل الزراعية.
ووثقت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان 20 حالة اغتصاب في القرى التي تعرضت للهجوم هذا الأسبوع، بالإضافة إلى تقارير تشير إلى استخدام الدعم السريع للعنف الجنسي كتكتيك حربي لتهجير السكان قسرًا وتدمير المجتمعات المحلية.
من جانبه، دعا "مؤتمر الجزيرة" المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين، حيث يعاني أكثر من 400 ألف شخص من النازحين في المنطقة وسط ظروف إنسانية مروعة.