في الساعات الأولى من يوم الخميس الماضي، ضرب صاروخ مدينة دنيبرو شرقيّ أوكرانيا، دون أن يعرف كثيرون شيئاً عن هذا الصاروخ ولا حتى الطراز الذي ينتمي إليه.
بافيل أكسينوف، الخبير العسكري في الخدمة الروسية لبي بي سي، تحرّى خبر هذا الصاروخ، متسائلا عن الرسالة التي أراد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجيهها إلى أوكرانيا ومن ورائها الغرب عندما قرّر استخدام هذه الصاروخ.
بوتين، قال إن الهجوم على دنيبرو جرى باستخدام "صاروخ تقليدي جديد متوسط المدى" اسمه المُشفّر هو أوريشنيك.
من جانبها، تشكك أوكرانيا في ذلك، قائلة إن الصاروخ ينتمي إلى صواريخ "أَرز". لكن مع ذلك ليست هناك احتمالات كثيرة للطراز الذي يمكن أن ينتمي إليه هذا الصاروخ.
إن صاروخاً باليستياً لا يمكن أن يقطع كل هذه المسافة دون أن يلحظه أحد؛ لا سيما في منطقة تحت المراقبة من قِبل وكالات استخباراتية عديدة.
ويمكن تمييز الصواريخ بوضوح خلال رحلتها، وخصوصا لهب العادم الذي يخرج من محرّكاتها لحظة الإطلاق، والذي يمكن أن ترصده الأقمار الاصطناعية وكذا طائرات الاستطلاع.
وبتحليل العوادم الناجمة عن عمليات إطلاق الصواريخ، يمكن معرفة العديد من الأشياء عن تلك الصواريخ والتمييز بينها.
ويمكن للمحللين استنتاج ما هو أكثر من ذلك عبر تحليل بيانات الإطلاق في حالة الصواريخ الجديدة.
ورغم أنها لم تنشر بعدُ تقاريرها عن هذا الصاروخ، لكن وكالات الاستخبارات الغربية لابُدّ وأن لديها فكرة دقيقة بدرجة لا بأس بها عن طراز هذا الصاروخ.
أما المعلّقون في الصحف وعلى منصات التواصل الاجتماعي، ومعهم الخبراء، فقد خرجوا بآراء بنوها على أساس قرائن أخرى.
لكن الرأي الأكثر رواجاً في هذا الصدد هو أن روسيا استخدمت الصاروخ الباليستي التجريبي العابر للقارات "روبيج" من أجل توجيه ضربات متوسطة المدى.
بوتين في بيانه قال إن الصاروخ زُوّد بـ"حمولة غير نووية فرط صوتية (سرعتُها تفوق سرعة الصوت)"، مضيفا بأن الرؤوس الحربية للصاروخ "هاجمت أهدافا بسرعة 10 ماخ- ما يعادل 2.5 إلى 3 كيلومتر في الثانية".
وكان واضحاً غيابُ الرأس الحربي، كما أن سرعة الرؤوس الحربية الباليستية للصاروخ تفوق سرعة الصوت.
مركز السيطرة على الأسلحة ومنع انتشارها (منظمة غير حكومية) يضع رقماً أقلّ في كُتيّب دعائي عن الصواريخ النووية الباليستية هو 3.200 كيلومتر في الساعة أو حوالي 900 متر في الثانية.
ومن الصعب جداً اعتراض رؤوس حربية لها مثل هذه السرعة.
وأُعدّ هذا الصاروخ بحيث تكون رأسه قابلة للانفصال عنه، وهذا هو السبب الأبرز وراء الارتباك في صفوف المعلّقين.
ورصد مقطع فيديو لحظة تأثير ضربة الصاروخ في دنيبرو، وتظهر في الفيديو ست مجموعات من الأجسام وهي تسقط على الأرض، كل مجموعة منها تحتوي على ما يقرب من ست نقاط متوهجة.
ويعتبر هذا الرقم كبيراً إلى حد ما بالنسبة لصاروخ، ومع ذلك لم تظهر تفجيرات على الأرض، ما يشير إلى أن النقاط المتوهجة يمكن أن تكون ذخائر صغيرة حركية.
هذه الذخائر بدورها يمكن أن تتفاوت في الحجم، وهي بالضرورة مقذوفات معدنية تسعى إلى تدمير الأهداف عبر الطاقة الحركية الصادرة في أثناء تأثير ضربة الصاروخ. وإذا وضعنا في اعتبارنا السرعة العالية فإن هذه الطاقة الحركية يمكن أن تكون هائلة.
وتشير مصادر عديدة إلى أن الصاروخ أُطلق من قاعدة كابوستين يار بمقاطعة أستراخان أوبلاست في روسيا.
وإذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فإن الصاروخ بذلك يكون قد قطع مسافة تتراوح بين 800 إلى 850 كيلومتر.
وفي بيانه، أشار بوتين إلى أن أوريشنيك هو من الصواريخ متوسطة المدى. ويتراوح مدى هذه الفئة من الصواريخ بين 1000 إلى 5.500 كيلومتر. لكن هذه ليست سوى أرقام رسمية، ومن الممكن أن تُطلق هذه الصواريخ على مسافات أقصر.