في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، يحمل مسجد "أهل الكهف" قيمة رمزية كبيرة ترتبط بذاكرة شعبية تنسج علاقة بينه وبين القصة القرآنية لأهل الكهف.
يقع المسجد على قمة جبل صبر، الذي يبلغ ارتفاعه 3000 متر عن سطح البحر، ويتميز بموقعه داخل مغارة تشبه الكهف، مما زاد من تعلق السكان المحليين بالأساطير التي جعلتهم يعتقدون أنه الكهف المذكور في القرآن الكريم.
#التاريخ والحقائق
بحسب المؤرخ اليمني بلال الطيب، لا يزال التاريخ الدقيق للمسجد مجهولاً، ويعتمد على روايات شفهية يغلب عليها الطابع الأسطوري.
يرجع بناء المسجد بشكله الحالي إلى حقبة الدولة الرسولية (1229-1454 م)، التي اشتهرت بالاهتمام بالعلم والدين.
يتميز المسجد بطراز معماري رسولي ويضم بيت صلاة بلا نوافذ، أعمدة خشبية، أروقة ملحقة، وطابقًا سفليًا كان يستخدم لتخزين الحبوب.
#همية المسجد
يعتبر المسجد من أبرز المزارات الدينية في تعز، حيث يشهد مراسم دينية سنوية في العاشر من رجب، تُحيى بالتواشيح والفعاليات الصوفية.
كما يحتوي على ضريح لباحث إسلامي يُدعى عبد الرحمن بن بكر، الذي تقول الروايات إنه جاء من الجزائر بحثًا عن موقع قصة أهل الكهف المذكورة في القرآن.
#التحديات الحالية
يعاني المسجد من إهمال أدى إلى انهيار أجزاء من سقفه، رغم تخصيص أوقاف لدعمه.
يطالب الأهالي الجهات المعنية بسرعة ترميمه وحماية إرثه التاريخي.
#المعمار والمرافق
يتضمن المسجد عين ماء تُعرف بـ"عين الكوثر"، وصهريجًا كبيرًا لتوفير المياه، ومنارة مبنية على النمط الرسولي.
كان يُستخدم المسجد قديمًا لتدريس القرآن الكريم، وتوجد غرف خاصة للطلاب والمعلمين.
رغم قدم المسجد وتاريخه المميز، إلا أن الذاكرة الشعبية تضيف له بعدًا أسطوريًا يثير فضول الباحثين والزوار على حد سواء.