الجيش الإسرائيلي يواجه كارثة كبيرة.. ما هي؟

الجيش الإسرائيلي يواجه كارثة كبيرة.. ما هي؟

زت حرب طوفان الأقصى أركان الدولة العبرية، وزعزعت ثقة الجيش الإسرئيلي بنفسه. ورغم توفر قدرات تدميرية هائلة لدى هذا الجيش، فإن طول ونتائج الحرب والمصاعب التي واجهها لحسمها سواء في قطاع غزة، أو في لبنان، دفعت قيادته لمحاولة استخلاص العبر، وتجسيدها على الأرض.
وبديهي أنّ الأمر يتعلق بنظرية وأدوات القتال بعد اختبارها ميدانيًا. وكان بين أول ضحايا استخلاص العبر نظرية "جيش صغير وذكي" التي حكمت عملية بناء القوة في الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عقدين من الزمان. إذ ثبت أنه – ورغم أهمية سلاحَي الجو والاستخبارات – من دون جيش بري قادر، لا يمكن تحقيق أهداف الحرب أو حسمها.
وبحسب "معاريف" فإن الحرب بينت أنه لا بديل أبدًا عن القوات البرية في ميدان القتال، حيث إن الجندي والدبابة هما مركز الحسم في كل دفاع وهجوم. كما بينت حاجة الجيش إلى عمادَيه النظامي والاحتياطي، حيث لا يمكن أن تبقى إسرائيل أمنيًا من دون قواتها الاحتياطية.
وبديهي أن هذا يعني اختفاء نظرية "جيش صغير وذكي" من المشهد الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول. ولذلك رأت "معاريف" أن الجيش الإسرائيلي يعيش حاليًا سباقًا مع الزمن؛ لإعادة بناء قواته البرية، وهذا يتضمن زيادة كبيرة في حجم عدد من القطاعات البرية، وأولها سلاح المدرعات. والسؤال هو: هل سيزداد هذا السلاح، في قوامه النظامي، بنسبة الضعف أم دون ذلك؟
وعند الحديث عن سلاح المدرعات يتم التركيز على إنتاج المئات من دبابات ميركافا "سيمان 4" التي تنتج في إسرائيل، وتتضمن الكثير من المكونات المستوردة من أميركا، وألمانيا، وبريطانيا، وغيرها. وبسبب المصاعب التي تواجه صناعات السلاح في العالم جراء حرب أوكرانيا، والصراعات المتصاعدة في مناطق أخرى، يتعذر تحقيق ذلك بسرعة ما دفع إسرائيل إلى عدم تنفيذ قرار إخراج دبابات ميركافا  "سيمان 3" من الخدمة.
وهذا يعني إصلاح تلك الدبابات التي كانت ستباع بعد ترميمها إلى دول فقيرة، أو ستباع كخردة أو الاستفادة منها كقطع غيار. ولكن رغم ذلك تحتاج إسرائيل إلى كميات هائلة من قطع الغيار المطلوبة لعملية الإصلاح هذه، ولعملية ترميم مئات من الدبابات والمدرعات التي إما أصيبت أو تضررت بسبب فرط استخدامها أثناء الحرب، وبالتالي تسريع شيخوختها.
وقبيل الحرب كان الجيش الإسرائيلي يتزود ببضع عشرات من الدبابات الحديثة سنويًا ضمن خطة لتحديث أسطوله المدرع. لكن الحرب لها متطلباتها، خصوصًا في ظل الخسائر الكبيرة في المدرعات. وعدم توفر الأموال يضعف من قدرات الجيش على تلبية احتياجاته من هذه المدرعات.
إذ بات مطلوبًا من الجيش الاستعداد لحرب طويلة من جهة، ومتعددة الجبهات من جهة أخرى. وكان الجيش قد اعترف في يوليو/ تموز الماضي بوجود عجز في عديد المدرعات الجاهزة للقتال؛ بسبب كثرة ما تضرر منها في الحرب. وهكذا فإنه إذا كان الجيش يكتفي في السابق باستيعاب بضع دبابات شهريًا، فإنه حاليًا بحاجة لوتيرة أسرع بكثير.
وإلى جانب سلاح المدرعات ظهرت الحاجة في الحرب إلى تجديد وتوسيع سلاح المدفعية الذي أثبت ضرورته. ورغم التحديث الواسع لأسلحة الجيش الإسرئيلي، فإن معظم مدفعيته يعود إنتاجها إلى الستينيات، فيما تطورت أجيال جديدة من المدافع.
وتنتج إسرائيل على نطاق ضيق مدافع حديثة، لكنها غير كافية، كما أن تسريع الإنتاج في الظروف الحالية بات أصعب؛ نظرًا لحملات المقاطعة التي تتعرض لها والتي تمنع وصول مكونات أساسية من الخارج.
والأمر نفسه يسري أيضًا على إنتاج الذخائر، حيث عانى الجيش من نقص في الذخائر المستوردة من الخارج سواء أكانت قذائف ذكية أم غبية، وحتى المواد المتفجرة الخام. وأثناء الحرب جرى الضغط على عدة شركات إسرائيلية، أبرزها شركة "البيت" لفتح خطوط إنتاج لهذه الذخائر، وخصوصًا قذائف 120 ملم للمدافع والدبابات.
وكان المراسل العسكري لـ "معاريف" آفي أشكنازي، قد نشر في نهاية الشهر الماضي، أن بين دوافع قبول إسرائيل باتفاق وقف النار، الوضع الصعب للقوات الجوية الإسرائيلية. كما أن نتنياهو ذكر في تبريراته للقبول بالاتفاق "الحاجة إلى تجديد مخزون الأسلحة والمعدات".
وأشار المراسل العسكري للصحيفة، آفي أشكنازي، إلى أن "التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل في اليوم التالي لوقف إطلاق النار ليس في لبنان، بل في الولايات المتحدة، وألمانيا. تحتاج إسرائيل إلى استخدام قدرات الجيش الإسرائيلي في عمليات الشراء الضخمة لأنظمة الأسلحة والطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات والمدافع والصواريخ، وأنواع مختلفة من الأسلحة".
وكتبت "معاريف" أن "الوضع الأكثر خطورة الذي يجد الجيش الإسرائيلي نفسه فيه، هو تشكيل المروحيات، مع التركيز على أسراب الأباتشي. وفي موضوع التسلح أيضًا، يقوم الجيش الإسرائيلي بمراقبة كمية القنابل جو- أرض بشكل مستمر. تراكمت لدى الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية آلاف ساعات الطيران لكل طائرة خلال الحرب، وهو ما يتجاوز نمط الحياة الذي تم التخطيط له مسبقًا – والذي تسبب في شيخوخة جميع الطائرات المقاتلة التابعة للقوة. وهذا سيجبر إسرائيل على المضي قدمًا في شراء أسراب جديدة، مع التركيز على طائرات إف- 15، وإف 35".
وأوضح أشكنازي أن "جميع طائرات القوة الجوية المقاتلة، قامت بآلاف ساعات الطيران في الحرب واستنزافها كبير. الوضع الأكثر تعقيدًا هو أسراب Falcon- F15 من الطراز الأقدم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص