وأضافت أن ترامب تعهد لنتنياهو بأنه -مقابل موافقته على الاتفاق- سيدعم استئناف الحرب في المستقبل، وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وإلغاء قرارات إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن مثل العقوبات ضد المستوطنين "الإرهابيين" وإدخال برنامج التجسس "بيغاسوس" بالقائمة السوداء، والعودة إلى مسار التطبيع بحسب "اتفاقيات أبراهام" وتحديدا مع السعودية.
وهناك مؤشرات عن توجه ترامب إلى "محاربة" محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، والتصدي لمذكرات الاعتقال الدولية الصادرة ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وإجراءات دولية أخرى ضد مسؤولين سياسيين وعسكرين لارتكابهم جرائم حرب.
يرى محللون إسرائيليون أن مثل هذه "الهدايا" تحمل في طياتها أيضا الضغوطات التي مارسها مبعوث ترامب على إسرائيل، وأنها ستواجه تحديات صعبة خلال ولايته الثانية، حيث بات واضحا أنها ليست صاحبة القول الفصل في القضايا المصيرية والملفات الإقليمية الساخنة، وأنها ترضخ عند تعرضها لضغوطات دولية خاصة حال مورست من البيت الأبيض.
وقد استعرض رونين بيرغمان الصحفي الاستقصائي ومحلل الشؤون الأمنية الاستخباراتية بصحيفة "يديعوت أحرونوت ما سمي "رزمة الهدايا" إذا وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، ومن بينها دعم ترامب إسرائيل في حال قررت انتهاك الاتفاق واستئناف الحرب.
وبرأيه، فإنها تهدف إلى تطمين أحزاب الائتلاف ومعسكر اليمين الاستيطاني من أجل تنفيذ كافة مراحل الاتفاق وثنيهم عن تفكيك وإسقاط الحكومة الإسرائيلية خلال فترة القتال، مشيرا إلى أنه لم يتم التنصيص على هذه الهدايا بالاتفاقيات، بل هي تفاهمات بحسب منافع ومصالح كل طرف.
ويعتقد بيرغمان أن الضفة ستكون أحد الأثمان التي ستجبيها "أحزاب اليمين المتطرف" حيث سيحصل تحالف "الصهيونية الدينية" -مقابل اتفاق وقف إطلاق النار- على موافقة وضوء أخضر أميركي لتنفيذ مشاريع استيطانية واسعة، وهو ما يمهد لضم جزئي من أراضي الضفة للسيادة الإسرائيلية.
أما عميت سيغل مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية فتساءل: كيف سيبدو دعم ترامب لإسرائيل في حال استئناف القتال، خصوصا وأنه يروج لوعده بأنه "سينهي الحروب ولن يبدأها".
ويعتقد أنه رغم الوعد باستئناف الحرب خلال مراحل تنفيذ الاتفاق المختلفة "يبدو أن وجهة ترامب، الذي بدأ يتصرف وكأنه زعيم إسرائيل، تتجه نحو مواصلة مسار التطبيع في الشرق الأوسط على أساس قاعدة اتفاقات أبراهام، وسيسعى إلى ضم السعودية، وهذا لن يتحقق إذا كانت المنطقة غارقة في الحرب".
ومن وجهة نظره، فإن ترامب سيواصل، كجزء من الامتيازات لنتنياهو، دعم إسرائيل بالشحنات العسكرية، ومنحها مظلة دولية أمام محكمة لاهاي، ويطلق العنان لها لتوسيع الاستيطان "مما يعكس الموافقة على ضم أجزاء الضفة لإسرائيل".
إضافة تعليق