المملكة العربية السعودية تقييم علاقتها بالأطراف الداعمة للشرعية في اليمن، وسط مؤشرات لافتة على فقدان الثقة بحزب الإصلاح الإخواني والاستعداد للرهان على القبائل اليمنية في مواجهة الحوثيين.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”العرب” الصادرة من لندن أن السعودية بصدد القيام بمراجعة شاملة للملف اليمني في ضوء المعطيات التي خلص إليها بعد عامين من انطلاق عاصفة الحزم والإعلان عن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
ووفقا لمصادر “العرب” فقد توصلت الرياض إلى نتائج في ما يتعلق بحالة الاصطفافات اليمنية والقوى الأكثر تأثيرا، والتي يمكن أن تساهم في تسريع الحسم العسكري والمشاركة بشكل فاعل في مرحلة ما بعد الحرب.
ويستدعي هذا الأمر، بحسب مراقبين، تجاوز البعض من المكونات السياسية التقليدية في معسكر الشرعية والتي يتهم بعضها بإعاقة الحسم العسكري والتسوية السياسية انطلاقا من حسابات خاصة.
ودعت السعودية كبار شيوخ القبائل اليمنية لعقد اجتماع موسع في الرياض لاتخاذ موقف من خارج النسق التقليدي الذي أثبت في الكثير من الأحيان عدم فاعليته على خلاف ما كان متوقعا.
ولفتت مصادر خاصة إلى أن هذا الاجتماع أثار مخاوف العديد من القوى التقليدية في معسكر الشرعية والتي تبدي خشيتها من تجاوزها والقفز على مصالحها باتجاه تحقيق تقدم فاعل في مسار الأزمة اليمنية.
وكشفت وسائل إعلامية يمنية عن مغادرة القيادي البارز في حزب الإصلاح حميد الأحمر الرياض والعودة إلى مقر إقامته في إسطنبول على خلفية منعه من عقد سلسلة اجتماعات مع شيوخ ووجهاء اليمن الذين استدعتهم الرياض لحضور مؤتمر يناقش التطورات في المشهد اليمني.
واتهم مشاركون في المؤتمر الأحمر، الذي لم يدع إلى المؤتمر أصلا، بمحاولة الالتفاف على الاجتماع واحتوائه وتجييره لصالح حزبه وهو ما أثار حفيظة الجهات المنظمة التي لا تريد للمؤتمر أن يخرج عن أهدافه.
واتهم عبدالناصر العوذلي، وهو من المشاركين في مؤتمر شيوخ ووجهاء اليمن، حزب الإصلاح بمحاولة تجيير الاجتماع من خلال الزج بحميد الأحمر.
واعتبر العوذلي في بيان له، أن مشائخ وأعيان اليمن في الرياض فوجئوا بزيارة غير مرتقبة للشيخ الأحمر إلى مكان إقامتهم، مؤكدا أنه تبين لاحقا أن هذه الزيارة “غير مرخصة ولا منسقة مع الجانب السعودي وأنها تأتي في سياق إظهار حزب الإصلاح وكأنه هو الذي يرعى هذه الفعالية”.
وكانت السعودية قبلت باشتراك حزب الإصلاح في المعارك ضد الحوثيين. ولم تمانع في أن يلعب الفريق علي محسن صالح الأحمر دورا سياسيا من ذلك توليه منصب نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
لكن سعي الحزب لاحتكار تمثيل الشرعية، وتخاذله في المعارك خاصة في المدن التي يوجد له ثقل بها، دفعا الرياض، وفق المراقبين، إلى مراجعة سياستها تجاهه لتتماشى مع مواقف الدول الأخرى في التحالف.
وتراجع الحماس الإقليمي لعلي محسن صالح الأحمر بعد أن كان ينظر إليه كشخصية محورية قادرة على اختزال فترة الحرب، وجذب العديد من القيادات العسكرية والقبلية لدعم الشرعية وهو ما لم يتحقق.
ولم يعد خافيا على الرياض أن حزب الإصلاح يظهر الود لها، لكنه ينسق علاقاته مع الحوثيين لتثبيت وضعه ما بعد الحرب.