ندوة علمية بالجامعة الوطنية لمناقشة الفجوة القائمة بين مخرجات الجامعات وسوق العمل

 أكد المشاركون في الندوة العلمية حول " الفجوة بين مخرجات الجامعات اليمنية وسوق العمل" على أهمية تعزيز ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والأصغر، وتشجيع روح الابتكار و الاستثمار الوطني والقيام بمنح التسهيلات والرعاية والدعم للشباب .

 

وطالب المشاركون في الندوة التي نظمتها بصنعاء اليوم الجامعة الوطنية ممثلة بكلية العلوم الإدارية والمالية قسم " إدارة الأعمال- المستوى الثالث " بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين وممثلي عن أرباب العمل، والمشاريع الصغيرة، بضرورة فتح آفاق جديدة تلبي طموحات الشباب وتطلعاتهم، وربطهم بالقطاعات الإنتاجية، واعتماد التخطيط الاستراتيجي للتعليم بناءً على الاحتياجات في سوق العمل.

 

ودعت التوصيات الجامعات، لمواكبة التقدم التكنولوجي والصناعي، والعمل على فتح تخصصات جديدة تلبي متطلبات السوق، وتحديث وتطوير البرامج الأكاديمية وطرق ووسائل التدريس الحديثة، والتركيز على التعليم المهني والتقني وتطوير القدرات وتأهيل الكوادر لتمكين الخريجين من مواكبة مستجدات ومتطلبات العصر والحصول على فرص عمل.

 

وشددت التوصيات على ضرورة تطوير استراتيجيات التدريس بشكل مستمر، وتدريب الطلاب على استخدام منهجية التفكير والمرونة والتعامل مع الواقع الجديد، وكذا حث الجامعات على التركيز على مخرجات التعلم باعتبارها محور ارتكاز العملية التعليمية القائمة على البرنامج الأكاديمي، والمقرر، والمدرس، إضافة إلى القيم الأخلاقية والمبادئ والمهارات الحياتية .

 

وأوصى المشاركون الجامعات، بضرورة إكساب الخريجين الجوانب المهارية، والتطبيقات العملية والنزول الميداني لتطوير قدرات الطلاب، والتدريب على حل المشكلات وفهم واقع السوق، وذلك من خلال التنسيق مع الشركات والقطاع الخاص.

 

وطالب المشاركون مؤسسات التعليم العالي بتشخيص واقع سوق العمل ومتطلباته الجديدة والمرونة وتطوير البرامج الأكاديمية وفقاً لتلك الاحتياجات، وإقامة شراكة حقيقية مع القطاع الخاص ومؤسسات رواد الأعمال، والمطالبة بالسماح لخرجي الجامعات بالتدريب العملي وإقامة ندوات وورش عمل، للإستفادة من خبراتهم ومعرفة احتياجات السوق.

 

كما أكد المشاركون على أهمية الدعم والتشجيع لرواد الأعمال من أجل تطوير المشاريع واستيعاب مخرجات الجامعات، والمساهمة في ردم الفجوة القائمة بين المخرجات وسوق العمل، والمطالبة بالتأهيل المستمر والفعال لأعضاء هيئة التدريس وفق برامج نوعية حديثة.

 

وفي الندوة أكد رئيس الجامعة الوطنية الدكتور فتحي شروان إلى أهمية الندوة لدق ناقوس الخطر، باتساع الفجوة بين مخرجات الجامعات واحتياجات سوق العمل، الأمر الذي يتطلب تضافر جهود الجميع الجانب الرسمي والأكاديمي والقطاع الخاص لدراسة الأسباب وتشخيص الوضع الراهن، ووضع الحلول والمعالجات المناسبة .

 

وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب التي تمر به اليمن أثر على التعليم وسوق العمل ، فضلاً عن دور الحرب والحصار ساهمت في إضعاف البنية التحتية وافقدت الجامعات كثيراً من مقومات التدريب العملي، فيما أدى الركود الاقتصادي إلى تقلص فرص التوظيف وتزايد إعداد الخريجين العاطلين عن العمل.

 

من جانبه استعرض الطالب محمد البرطي، في كلمة الطلاب، الأسباب الجوهرية للفجوة بين مخرجات الجامعات واحتياجات السوق ، ومنها استمرار الحرب وانعكاساتها على الاقتصاد والبنية التحتية، وانكماش سوق العمل وضعف قدرته الاستيعابية، والتحديات الاجتماعية والأمنية امام المشاريع الجديدة وضعف ثقافة الابتكار والمشاريع الريادية في الوسط الأكاديمي.

 

وتناولت الندوة التي أدارها رئيس قسم إدارة الأعمال بكلية العلوم الإدارية بالجامعة الوطنية الدكتور العزي الحطامي، بحضور ممثلي عن الجهات المعنية وممثلي عن الجامعات اليمنية والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، ثلاثة أوراق عمل، استعرضت الورقة الأولى المقدمة من الدكتور جمال درهم، ورقة علمية، بعنوان واقع الفجوة بين مخرجات الجامعات وسوق العمل في اليمن، تناول فيها المشكلة والأسباب، واستعراض الدراسات السابقة والمفاهيم النظرية لموضوع الدراسة والنتائج التي توصلت اليها.

 

وأكد أن اضطرار معظم الطلاب للالتحاق في برامج الدراسات الإنسانية رغم معرفتهم بعدم وجود فرص عمل، يشكل تهديداً كبيراً للقضاء على طاقات الشباب التي تمتلكها البلاد.. داعياً الجهات المعنية بإعادة هندسة وتخطيط التعليم وفق احتياجات ومتطلبات السوق، وحث الجامعات على التركيز على مجالات التعليم " المعرفية، والمهارية، والوجدانية ".

 

 فيما استعرض عبد السلام الثلايا من القطاع الخاص، ورقة بعنوان احتياجات سوق العمل من منظور القطاع الخاص، تطرق من خلالها، إلى ارتفاع وتزايد الفجوة القائمة بين مخرجات الجامعات واحتياجات سوق العمل نظراً للتطورات العالمية المتسارعة.. مؤكداً أن القطاع الخاص يبحث عن الموظف الذي يمتلك المهارات الوظيفية، والشخصية، والكفاءة والرغبة والثقة بالنفس، والخبرة السابقة ".

 

فيما استعرض عبد الفتاح الحميدي أحد أصحاب المشاريع الريادية، مجموعة من قصص نجاح في مواءمة التعليم مع متطلبات سوق العمل، وكيف تمكنوا من إنشاء مشاريع وشركات صغيرة ريادية في ظل الوضع الراهن، داعياً الجميع للالتحاق في برامج التلمذة المهنية لاكتساب مهارات التواصل والتفاوض وخدمة العملاء، وعدد من المهارات الحياتية التي تمكن الخريجين من إنشاء مشاريعهم الخاصة .

 

تخلل الندوة بحضور أعضاء هيئة التدريس وطلاب وطالبات إدارة الأعمال, 

نقاشات ومداخلات من الطلاب وأرباب العمل حول كيفية التغلب على فجوة المخرجات واحتياجات السوق، عبر اكتساب المهارات الحياتية المطلوبة إلى جانب العملية التعليمية، تلاها تكريم المشاركين بشهادات تقدير.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص