كلمة هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي في الذكرى الثالثه والعشرين لاجتياح الجنوب عسكرياً واحتلاله في 7 يوليو 1994م.
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه وهداه.
يا جماهير شعب الجنوب:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يحيي المجلس الانتقالي الجنوبي حشدكم بإرادة واعية متجشمة عناء السفر والوصول في هذا الصيف القائظ من اقصى قرية إلى اقصى مدينة جنوبية لتؤكد للعالم مرة بعد أخرى ان على هذه الارض شعب عظيم يصوغ ملحمة الوجود والحرية والمستقبل الآمن التنموي، في مشهد قل نظيره في تاريخ الشعوب المؤمنة بقضاياها العادلة.
أيها الحشد العظيم:
يتداخل في احتفالنا بذكرى السابع من يوليو حدثان متضادان، الأول ذكرى اجتياج الجنوب عسكريا واحتلاله عام 1994، والثاني ذكرى انطلاق مارد الثورة التحررية الجنوبية عام 2007، ولهذا التداخل رمزية انبعاث تكشف عن البنية العميقة في التكوين الثقافي والنفسي لشعبنا وقواه الحية، إذ محا ذكرى الانكسار ورسم بدلا عنها خارطة طريق جديدة نحو الانتصار .
وامتدادا لإرادة الانتصار التي أكدها شعبنا منذ 2007/7/7، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يؤكد الثبات على اهداف الثورة التحررية والمقاومة الوطنية الجنوبية، المتمثلة في استكمال مهام تحرير الإرادة والقرار وتحقيق الاستقلال وإقامة الدولة الفيدرالية الجنوبية المستقلة، ذات الأسس المدنية والديمقراطية الضامنة للحريات العامة وحقوق الإنسان والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.
يا أبناء الجنوب الأحرار :
إن من المبادئ الأساسية التي يجب تأكيدها في هذه اللحظة المفصلية في مسار تحولات الثورة والمقاومة، مبدأ التسامح والتصالح الجنوبي، ونبذ كافة أشكال التنازع، وإفشال محاولات القوى التي تحلم بإعادة إنتاج الاحتلال عبر إثارة غبار صراعات الماضي التي باتت في ذمة التاريخ ولا يمكن استعادتها بعد أن عانى شعبنا من ويلاتها، ووعى مصائرها ومآلاتها.
والتزاما من المجلس الانتقالي الجنوبي بمسؤوليته فإنه يؤكد على التالي:
– مضي هيئة رئاسة المجلس لاستكمال بناه التنظيمية خلال الأيام القليلة القادمة، وعمله على استيعاب كافة القوى والشخصيات الوطنية الجنوبية، بمختلف انتماءاتها الفكرية والثقافية والاجتماعية، واستكمال تشكيل الهيئات في كل محافظات الجنوب.
– نحمل الحكومة مسؤوليتها القانونية والأخلاقية إزاء العبث بحياة المواطنين وحرمانهم من الخدمات الأساسية وفشلها المخزي والذريع في ذلك واننا في المجلس الأنتقالي الجنوبي وإنطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية امام شعبنا لن نستمر في الصمت إزاء هذا الوضع المأساوي ولن نسمح بتدهور الأوضاع وانفلات الأمن بل سيتدخل المجلس لتحمل مسؤوليات تأمين الجنوب وإدارته، تأكيدا للانتصار على قوى الانقلاب والهيمنة بإرادة جنوبية مدعومة من التحالف العربي.
– إن أمن منطقة الجزيرة والخليج والقرن الإفريقي والعالم من أمن الجنوب واليمن، وعملا بذلك فإننا نعلن عن حظر نشاط المنظمات والجماعات الإرهابية والمتشددة المتمثلة في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وداعش وجماعة الحوثي، في كل محافظات الجنوب وسنتخذ الخطوات اللازمة حيال ذلك بالشراكة مع دول التحالف العربي والدولي.
– انه مثلما انتصر الجنوب لنفسه وللشرعية والتحالف العربي في الحرب ضد الانقلاب الحوثي العفاشي، فإن المجلس يمضي على نهج ذلك الانتصار متمسكا بالشراكة الحقيقية لتحقيق اهداف مكافحة الإرهاب و دحر الميليشيات الحوثية العفاشية و صد مشروع التوسع السياسي الإيراني ومخططاته التي تستهدف امن المنطقة العربية.
– إن مسار قضية شعب الجنوب الوطنية التحررية لم يعد بعد الانتصار على الغزو الانقلابي عام 2015 موضوعا للاستفراد به عبر تزييف الإرادة الجنوبية الحرة، على طاولات حل المسألة اليمنية، ولذا فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يدعو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والدول العشر الراعية والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي إلى التفاعل الإيجابي مع ما تحقق على أرض الجنوب من تحول سياسي تشكلت بموجبه قيادة سياسية حاملة لأهداف شعب الجنوب وقضيته الوطنية غير القابلة للمساومة.
صادر عن هيئة رئاسة المجلس الأنتقالي الجنوبي
العاصمة عدن
يوم الجمعة، 7 يوليو 2017