آسفة لكل بنت، عمرها ١٤ و١٥ و١٦ سنة، تتعرض للعنف الأسري، والضرب، والإهانة، والذل، والتحرش، داخل بيوتهن، تترك البيت هربا من هذه الحياة ، تنزل تتعرض لحياة مبيستحملهاش (لا يتحملها) أفراد عمرهم ٣٠ سنة، تشتغل بال ١٦ وال ١٨ ساعة بعيدا عن القضايا اليومية التي تتحملها، وتتحمل مسؤوليتها، وفي الآخر يقال عنها (قاصر) اثبتي يا كادحة أنت اقوي من مجتمع الهري بتاعهم"... هذه رسالة وجهتها " #فتون" (15 سنة) لأصدقائها ومتابعيها على صفحتها بموقع "فايسبوك".
غادرت فتون الطالبة في الصف الثاني الإعدادي، منزل أسرتها المتواضعة الحال قبل نحو ثلاثة أشهر من دون اي مال ، لكن صفحتها على "فايسبوك"، وما أكدته والدتها شيماء صالح لـ"النهار" يكشف عن أنها تعيش حياة ميسورة، تمكنها من ارتداء ثياب فاخرة، ومن الذهاب إلى مراكز تصفيف الشعر، ووضع مساحيق تجميل تجعلها أكثر تألقا وأكبر سنا، وكذلك توفر لها القدرة على السفر إلى مناطق ساحلية وسياحية شتى في #مصر.
ظاهرة متصاعدة
وفتون هي جزء من حالة حراك تشبه الثورة بين الفتيات المتمردات على أحوالهن المعيشية والاجتماعية، تجلت ملامحها مؤخرا. اختفاء الفتيات في مثل عمرها بات حدثاً متكرراً، يظهر في صورة نداءات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وضمن الأنباء في المواقع الإلكترونية الإخبارية بصورة شبه يومية. لكن صفحة الفتاة على "فايسبوك"، وشبكة صديقاتها اللواتي يعيشن تجربة مشابهة، تكشف المزيد عن أسرار هذه الظاهرة.
الصيغة التي تتحدث بها الفتاة الصغيرة، والمفردات التي تستخدمها في تدويناتها، تكاد تتطابق مع ما تردده فتيات أخريات في نفس عمرها، ويواجهن نفس تجربتها الخطرة، قبل بلوغ سن الرشد القانونية (21 عاما)، وقبل تخطي مرحلة الطفولة التي يحددها القانون المصري والدولي بـ18 سنة.