“مجتهد” لـ “هاف بوست عربي”: شخصيات مهمة في آل سعود توعدوا بن سلمان بالتمرد عليه

قال المغرد السعودي المعارض الشهير “مجتهد” إن الاعتقالات التي تنفذها السلطات السعودية بحق شيوخ ومغردين وشخصيات عامة- “هي حملة مخطط لها مسبقاً للقضاء على الإسلام السياسي داخل السعودية”. وأضاف في حوار مع “هاف بوست عربي”، أن الحملة تعكس رغبة الأمير محمد بن سلمان في إزالة مظاهر ارتباط الدولة بالدين وتحجيم النشاط الديني إلى المستوى الشخصي ودور العبادة فقط. وربط “مجتهد” بين ما تشهده المملكة من تطورات وما وصفها بـ”أسباب تعود لتسلُّم محمد بن سلمان القرار”، رغم تأكيده أن القرار المرتقب بتنازل الملك سلمان عن العرش لنجله يثير “مقاومة داخل العائلة، لدرجة أن بن سلمان تلقى تهديداً من شخصيات مهمة جداً في العائلة بإعلان رفضهم القرار بصوت مرتفع، أو ربما حتى على شكل تمرد”. وطالت موجة الاعتقالات شيوخاً ومفكرين، مثل الداعية المعروف الشيخ سلمان العودة، لكنها وصلت إلى شخصيات غير إسلامية، ومغردين من المؤثرين على تويتر مثل المحلل الاقتصادي عصام الزامل، والكاتب والمؤلف عبد الله المالكي. اعتُقِل العودة والقرني بسبب دعاء فكيف لا يُعتَقل من ينتقد “فجور الإعلام”🙁☹️#اعتقال_دعاة_الوسطية_والاعتدال pic.twitter.com/aazRXkAVSc — معالي الربراري (@Mrbrary) September 12, 2017 واللافت في أسماء المعتقلين، أنهم يمثلون فئات عمرية مختلفة، الشباب مثل عصام الزامل وعبد الله المالكي، والشيوخ مثل عوض القرني وسلمان العودة. وأيضاً، الدكتور علي العمري وهو صاحب قنوات “فور شباب” ذات التوجه الديني الحداثي؛ كما رشحت أنباء عن اعتقال الداعية الدكتورة رقية المحارب والدكتورة نورة السعد، وكلتاهما من ذوات التوجه الإسلامي المحافظ ويعملان أستاذاً جامعياً. وأبدى الكاتب جمال خاشقجي، وهو الذي مُنع مؤخراً من الكتابة مرة أخرى في صحيفة “الحياة”؛ بسبب تغريدة عن إلصاق تهمة الإرهاب بكل ما له علاقة بالإخوان المسلمين، استغرابه من اعتقال عصام الزامل في هاشتاغ يحمل اسم الزامل. عصام الزامل تعتقلونه !! عصام كان هنا بواشنطن يخدم بلده بمرافقة وفد رسمي ، هؤلاء خيرة أبناء الوطن ، مالذي يجري ؟ #اعتقال_عصام_الزامل — جمال خاشقجي (@JKhashoggi) September 12, 2017 فيما رفضت المعارضة الأكاديمية مضاوي الرشيد ما يعتقده النظام أن كل معارضة سببها دول مثل قطر وإيران. يعتقد النظام السعودي ان كل معارضه سببها دول الخارج كقطر وايران معارضة النظام بدأت منذ ان دخل ابن سعود الرياض — Madawi Al-Rasheed (@MadawiDr) September 12, 2017 عن هذه الاعتقالات والظروف المحيطة بها، خص المغرد الشهير “مجتهد” موقع “هاف بوست عربي” بهذا الحوار. هل هناك معلومات مؤكدة عن الاعتقالات التي حصلت في الأيام الأخيرة لعدد من المشايخ والمغردين؛ كالشيخ سلمان العودة والدكتور علي العمري؟ - نعم، يمكن تأكيد حصول الاعتقالات للأسماء التي أُعلنت في تويتر ولشخصيات أخرى لم تعلَن، والعدد قد يفوق 20 شخصاً، وربما يتجاوز خلال الفترة القادمة 100 شخص. كثيرون يربطون بين هذه الاعتقالات وما أُطلق عليه “حراك 15 سبتمبر“.. هل من الممكن أن يكون هذا أحد الأسباب؟ لا؛ الاعتقالات خطط لها منذ زمن ولم تكن في الأصل مرتبطة بحراك 15 سبتمبر ولا بالتغيير المرتقب في الحكم. هناك حملة قديمة معدة ضد الإسلام السياسي، سواء تجاه من يمكن تبرير اعتقاله أو من لا يمكن. وحتى لو كان التوقيت بسبب الحراك، فإن النظام مخطئ؛ لأنه -حسب علمي- لم يسهم في الحشد لـ” 15 سبتمبر” ولا تبنّيه ولا دعمه وتأييده. ولكن أحد الذين اعتُقلوا هو عبد الله المالكي وهو ليس محسوباً على التيار الإسلامي التقليدي؟ - المستهدف ليس التيار الإسلامي التقليدي؛ بل كل إسلام سياسي، سواء كان حركياً متهماً بالانتماء إلى تيار تنظيمي أو غير حركي وغير منتمٍ 
ويُستثنى من ذلك شخصان، وهما الشاعر زياد النحيت وعبد الله المالكي. اعتقال الاثنين جاء لأسباب تختلف عن بقية الاعتقالات. أما الإسلام التقليدي، فالتوجه عند النظام هو الإبقاء عليه ما دام يروج لطاعة ولي الأمر على طريقة المفتي وهيئة كبار العلماء وأسلوب من يسمون الفرقة الجامية. هل يتوقع مجتهد أن يكون الإعلان عن خلية التجسس تمهيداً لاعتقالات واسعة النطاق؟ وهل لها علاقة بالأزمة مع الدوحة؟ - الدول البوليسية التي لا يوجد فيها هيئات تتحقق من انضباط السلطة بالعدالة وتأمين الحقوق، من عادتها أن يكون استخدام هذه الحجج مقدمة لحملة اعتقالات كبيرة. ربما كان بعض الاعتقالات مرتبطة بقطر مثل اعتقال زياد النحيت، لكن في الجملة هي حملة قد أُعد لها قديماً قبل أزمة قطر في استئصال الإسلام السياسي والإبقاء على الإسلام التقليدي الذي يؤمّن الطاعة لولي الأمر. * هل تسربت أسباب اعتقال الأسماء التي أعلن اعتقالها خلال اليومين الحاليين؟ أم ما زالت الأسباب غامضة؟ وهل تم اعتقال البعض بسبب تغريدات ذات علاقة بأزمة قطر؟ - هو ما قلت لك من خطة قديمة لاستئصال الإسلام السياسي، لكن لماذا تأخرت وجرى تنفيذها الآن فقط؟ ربما يكون السبب هستيريا النظام؛ بسبب حراك سبتمبر رغم عدم ارتباط المعتقلين به. أما استخدام هذه اللغة، فربما فقط لتبرير الاعتقالات، وإلا فمعظم هؤلاء التزم بعدم الخوض في مسألة قطر؛ ولذلك استخدموا صمتهم كمبرر للاعتقال، مع أن السبب الحقيقي ليس أزمة قطر على كل حال. ولماذا يستهدف الملك سلمان الإسلام السياسي المعروف بمحافظته الدينية رغم دعمه المعروف للهيئات الدينية داخل المملكة منذ قيام الدولة الثالثة على يد والده؟ - الملك سلمان غائب تماماً عن القرار، والحاكم الفعلي هو محمد بن سلمان، الذي يتبنى مدرسة الإمارات في التعامل مع الدين، وذلك بتنفيذ برنامج يحقق رضا أميركا ويفتح المجال للتطبيع مع إسرائيل. ويعتقد محمد بن سلمان أن مجاملة المؤسسات الدينية ومن بقي من المشايخ يُبقي الحرج مع أميركا وأوروبا ويؤكد اتهام السعودية بالإرهاب والتطرف، وأن الحل هو في إزالة مظاهر ارتباط الدولة بالدين وتحجيم النشاط الديني إلى المستوى الشخصي ودور العبادة فقط. بالطبع، هذا ليس تزكية للملك سلمان، فهو رغم ما يُنسب له من احترام المؤسسات الدينية، كذلك يُنسب له أنه أكثر متحمس للعلمنة في البلد، فهو الذي تبنى عدداً كبيراً من العلمانيين المتطرفين، وفرضهم على الإعلام السعودي. هل تلمح بأن الأسباب تعود إلى بدايات الربيع العربي والنشاط الواسع آنذاك داخل المملكة، والذي شاركت في صناعته معظم الأسماء المعتقلة؟ - الأسباب تعود لتسلُّم محمد بن سلمان القرار. لماذا حدثت الاعتقالات الآن؟ - كون محمد بن سلمان تلميذَ محمد بن زايد وحريصاً على إزالة الشبهة عن ارتباط السعودية بالتطرف والإرهاب، سعى لتطبيق هذه السلسلة منذ كان ولي ولي العهد. لكن بن نايف، على طريقة الحكام السابقين، كان يرى في هذا استفزازاً للمتدينين، وخسارة لشخصيات تستفيد منها الدولة في تحييد الإسلاميين. وحين أزيح محمد بن نايف عن المشهد، لم يعد هناك أحد يمنع بن سلمان من المضي قدماً في تنفيذ خطته بشكل صارم. وأنبه هنا إلى أن محمد بن نايف حين يرفض مثل هذه الاعتقالات، فليس من باب كونه ضد القمع؛ بل هو أشد قمعاً من محمد بن سلمان. لقد اعتقل قبله مئات وآلافاً بحجج كثيرة، لكن محمد بن نايف يعتقد أن هذه الشريحة التي استُهدفت في الاعتقالات الأخيرة مفيدة في إقناع جزء كبير من الشعب المحافظ بأن الدولة ليست خصماً مع الدين، وبهذا يخفف الاحتقان الشعبي ضد الدولة. أشرت في تغريدة إلى أن الإعلان عن تنازل الملك سلمان لنجله محمد سيكون خلال أيام؛ لكن لم يحدث وتم إعلان أن الملك سلمان سيزور البيت الأبيض في يناير؟ - المعلومات المتوافرة لدي أن هناك مقاومة للقرار داخل العائلة، وقد تلقى محمد بن سلمان تهديداً من شخصيات مهمة جداً في العائلة، بأنهم سيعلنون رفضهم لهذا القرار بصوت مرتفع، أو ربما حتى على شكل تمرد من نوع ما. مَن في العائلة المالكة الحاكمة يقاوم؟ - الأسماء المتداولة هي متعب بن عبدا لله وأحمد بن عبد العزيز.. الأول متقوٍّ بالحرس والثاني متقوٍّ بنفوذه في العائلة.. لكن هناك رفض كذلك لدى عدد من أبناء الملك فهد وأبناء الملك عبد الله وشخصيات أخرى مهمة. ماذا حدث لعبد العزيز بن فهد؟ هل لديكم معلومات عن وضعه الحالي؟ عبد العزيز بن فهد اعتُقل قطعاً؛ بسبب تغريداته ضد محمد بن زايد، وهناك محاولة لكسب إخوانه من خلال إقناعهم بأن الاعتقال مرتبط باستحواذه على إرث والده، وأن هناك محاولات لإرغامه على إعادة ما سرقه من إخوانه من إرث الوالد. وكان وضعه في السجن أمراً سيئاً؛ لأنه يتناول عدداً كبيراً من الأدوية ومواد أخرى، وتسبب غيابها في اضطراب وضعه الصحي؛ مما استدعى ساجنوه أن يطلبوا ممرضيه الشخصيين لمساعدتهم في معرفة ماذا كان يتناول. وبلغني البارحة أنه أعيد لقصره. عبد العزيز بن فهد يخرج من السجن إلى قصره لا يعرف إن كان إقامة جبرية او منع من السفر او اطلاق كامل — مجتهد (@mujtahidd) September 13, 2017 آخر ما علمته عنه مساء الأربعاء، كان إعادة اعتقاله، وهو الآن في سجن “خاص”. عبدالعزيز بن فهد أعيد للسجن إما أنه أطلق ثم غيروا رأيهم أو أن نقله للقصر كان لوقت محدود و لهدف آخر وهو الآن في سجن “خاص” وليس في قصره — مجتهد (@mujtahidd) September 13, 2017 وما هو رأيك بما يحدث مع قطر ومواقف دول الخليج المتباينة في هذا الوضع وعلاقة نظام السيسي بالحصار؟ هذا سؤال مفتوح، لكن باختصار: الحصار سببه تفرُّد قطر بسياسة تختلف عن الإمارات والسعودية في مداراة الحركات الإسلامية والإعلام الحر نوعاً ما ودعم الربيع العربي ودعم المقاومة الفلسطينية. وهذا هو سبب توافق الإمارات ومصر مع السعودية (متمثلة في محمد بن سلمان)؛ لأن موقف قطر يحرجهم في هذه القضايا التي تدعمها الشعوب، فلا يريدون لمن لديه شيء من الشرف والمروءة أن يكشف نذالتهم. ما الذي تغيَّر في العقلية الأمنية من عهد بن نايف إلى بن سلمان؟ وكيف تنظر للوضع الحالي؟ - عقلية بن نايف الأمنية تقليدية تؤمن بالقمع الشديد والتعذيب والتغييب، لكن مع خداع الشعب. كان ذلك يتم عبر احترام الرموز الدينية التي تحرص على مراعاة السلطة ومجاملة الرموز الاجتماعية القبلية وتحاشي الصدام المعلن مع الحركات الاسلامية. محمد بن سلمان لا يأبه بأي من تلك الأمور، ويرى تجريم الرموز الدينية حتى لو كانت تداري السلطة؛ بسبب ما لديها من استقلال فكري، كما يتبنى إعلان العداوة مع كل الحركات الإسلامية، إضافة إلى أنه لا يبالي بالرموز الاجتماعية؛ بل حتى بالتوازنات داخل العائلة الحاكمة. غردت عن سعود القحطاني وتاريخه وحياته؟ ما هو رأيك فيه، فالبعض ينظر له كحصان طروادة والبعض يراه المنظّر لتدشين العهد الجديد والدولة الرابعة؟ - سعود القحطاني ليس حصان طروادة؛ بل دوره كبير. ومحمد بن سلمان مقتنع به شخصياً ويعتقد أنه من دهاة العالم، وقد وسّع نفوذه حديثاً وجعله موجِّهاً لوزير الإعلام ووزير الخارجية ومشرفاً عليهما. ولهذا الإعجاب من قِبل محمد بن سلمان بسعود القحطاني سببان؛ الأول نزعة بن سلمان المعادية للدين والعروبة والتي تشبعها توجهات سعود القحطاني. والثاني محدودية ثقافة محمد بن سلمان وعقليته التي جعلته يعتبر القحطاني عبقرياً عالمياً ومثقفاً تاريخياً رغم سطحيته وصبيانيته. مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني توعد بسلسلة من كشف الحساب لمن أطلق عليهم خونة الوطن والمتعاونين مع قطر. هل هذه الاعتقالات جزء من كشف الحساب أم أنه الحساب كاملا؟ً‎ - استخدام هذه اللغة ربما فقط لتبرير الاعتقالات، وإلا فمعظم هؤلاء التزم بعدم الخوض في مسألة قطر، ولذلك استخدموا صمتهم كمبرر للاعتقال، مع أن السبب الحقيقي ليس أزمة قطر على كل حال. هل تعتقد أن الاعتقالات الأخيرة ستعطل من أعلنوا نيتهم المشاركة في حراك 15 سبتمبر؟‎ ومن هم الذين أعلنوا نيتهم المشاركة؟‎ الأشخاص الذين تواصلوا مع مطلق الحملة غانم الدوسري لا أعلم أحداً ممن اعتُقل تواصل مع غانم الدوسري ولا مع أحد من نشطاء حراك سبتمبر.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص