هيومن رايتس غارات جوية سورية-روسية قاتلة على مدنيين مُحاصرين

قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن العملية العسكرية الروسية–السورية المشتركة نفذت غارات جوية غير قانونية خلال الأسابيع الأخيرة قتلت مدنيين محاصرين شمال سوريا.


تسلط الهجمات الجارية وعدم توفر طرق للهروب الضوء على المخاطر التي يواجهها المدنيون بالمنطقة وتقوض فكرة أن إدلب قد تكون آمنة للمدنيين.


بدأت طائرات روسية وسورية هجماتها على محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها في 19 سبتمبر/أيلول 2017 قال ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إن الحملة جاءت ردا على عملية كبيرة بالمنطقة من قِبل "هيئة تحرير الشام"، التي تضم مقاتلين من مجموعة "جبهة فتح الشام" المعروفة سابقا بمسمى "جبهة النصرة"، وهي جماعة تابعة للقاعدة.


لكن الأدلة التي جمعتها هيومن رايتس ووتش تشير إلى أن بعض الهجمات ضربت سوقا ومناطق مأهولة بالسكان، بينها مخيمات للنازحين. استخدمت الهجمات ذخائر عنقودية وأسلحة انفجارية ذات نطاق واسع بمناطق سكنية.


قال نديم حوري، مدير برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش: "هناك مليوني مدني في إدلب بلا حول ولا قوة بدلا من جعلها منطقة آمنة، تحولت بعض مناطق إدلب إلى منطقة للقتل، مع إغلاق طرق الهرب".


في 15 سبتمبر/أيلول اتفقت روسيا وإيران وتركيا على إنشاء منطقة وقف إطلاق النار في إدلب وأجزاء من حماة وغرب حلب، كجزء من اتفاق لوقف التصعيد لكن لم تكن إحدى الجماعات المسلحة الأساسية في المنطقة، هيئة تحرير الشام – التي تضم مقاتلين من جبهة النصرة – ضمن أطراف الاتفاق.


يُشار إلى مناطق وقف التصعيدفي الأغلب بمسمى المناطق الآمنة.


يبدو أن تركيا أغلقت حدودها مع إدلب في وجه اللاجئين السوريين مع استمرار القتال في سوريا وتنفيذ الحكومة السورية وروسيا وهيئة تحرير الشام لهجمات، فهذا الإجراء يعني قطع طريق الهرب في وجه المدنيين في إدلب، الذين قالوا إنهم يشعرون بأن محاولة بلوغ مناطق أخرى في سوريا مسألة خطرة.


في 16 أكتوبر/تشرين الأول أعلنت "هيئة إدارة الكوارث والطوارئ" التركية أنها  جاهزة لاستقبال لاجئين من إدلب، لكنها أضافت أنه يُرجح أن اللاجئين لن يأتوا بأعداد كبيرة لم تفتح تركيا حدودها بعد، إلا في وجه الحالات الطبية الطارئة، وبشكل مؤقت فقط، على حد قول الشهود قالت "الأمم المتحدة" إن مليوني مدني يتواجدون في محافظة إدلب حاليا،  نصفهم نازحين.


حققت هيومن رايتس ووتش في 3 غارات جوية نفذت بعد 19 سبتمبر/أيلول قتلت الهجمات الثلاثة 72 شخصا على الأقل بينهم 9 أطفال على الأقل، بحسب شهود محليين وأول المستجيبين.


كما اطلعت هيومن رايتس ووتش على صور ومقاطع فيديو تُظهر بقايا ذخائر عنقودية في 4 هجمات وحققت، بقدر أكبر من التفصيل، في واقعة منها، قيل إنها قتلت مدنيين اثنين، وقابلت شهودا وسكانا.


قبل هجوم سبتمبر/أيلول، قام مقاتلون ومدنيون من مناطق أخرى في سوريا ولاجئون سوريون في لبنان بالانتقال إلى مناطق المعارضة في محافظة إدلب وحولها، إثر اتفاقات إجلاء محلية في يوليو/تموز وحده، استقبلت إدلب ما يقارب 24 ألف نازح بينهم آلاف اللاجئين السوريين من لبنان وآلاف آخرين يفرون من القتال في مناطق أخرى في سوريا.


ضربت الغارات الروسية-السورية مرتين على الأقل مخيمات للنازحين منذ 19 سبتمبر/أيلول، بحسب تقارير محلية، وقتلت 4 نازحين على الأقل بحسب الشهود.


زعمت روسيا أن الهجوم جاء ردا على عملية هجومية موسعة من هيئة تحرير الشام ضد القوات السورية في منطقة وقف التصعيد في إدلب، في 18 سبتمبر/أيلول، مما أدى إلى حصار 29 جنديا روسيا في المنطقة قالت مصادر مقربة من هيئة تحرير الشام لوسائل إعلام محلية إن الهيئة بدأت هجومها لتقويض اتفاق وقف التصعيد. ردت روسيا وسوريا بقوة نيران هائلة، مع ذكر الجيش الروسي في 20 سبتمبر/أيلول إن "في الـ 24 الساعة الماضية، ضربت غارات جوية ونيران المدفعية 187 منشأة، ودُمر نحو 850 إرهابيا".


استمرت الهجمات على محافظة إدلب والمناطق المحيطة لعشرة أيام على الأقل بعد هذا.


منذ 30 سبتمبر/أيلول قلت كثافة الهجمات، لكن الإعلام المحلي والدفاع المدني السوري – الذي يدير عمليات بحث وإنقاذ – قالا إن الغارات الجوية استمرت في ضرب مناطق المدنيين حتى 8 أكتوبر/تشرين الأول.


المصدر : موقع هيومن رايتس
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص