خلال السفر، عادةً ما نحتاج لأخذ قيلولة قصيرة إن كانت المسافة طويلة على وجه الخصوص. وإن كانت الرحلة في السيارة أو الطائرة أو أي وسيلة نقل أخرى، فمن الصعب النوم مستلقيًا على ظهرك، وتضطر إلى أخذ قسط الراحة جالسًا.
ورغم محاولاتك المُستمرة للنوم، إلا أنك لا تنجح في الحصول على قيلولة مريحة، أو تفشل بذلك على الإطلاق، على عكس لو كُنتَ مستلقيًا تمامًا على ظهرك. فما السبب في أننا لا نتمكَّن من أخذ قسط من الراحة في وضعية الجلوس؟
لفهم هذا الأمر، عليك في البداية أن تتعرف على دورات النوم الخاصة بك، حيث تتدرج دورات النوم للدماغ البشري على خمس مراحل منذ وضع رأسك على الوسادة، أهم هذه المراحل هي المرحلة الخامسة التي تُعرف باسم: مرحلة حركة العين السريعة (-Rapid Eye Movement -REM). وتُشكل مرحلة (REM) ما نسبته 25% من دورة النوم فقط، وتمتد من 70-90 دقيقة بعد أن تغفو، لكن خلال الليلة الواحدة، يدخل الدماغ عدة مرات في هذه المرحلة.
خلال مرحلة (REM)، يُرسل الدماغ إشارات إلى الحبل الشوكي لخلق شلل مؤقت للعضلات، ما يُسبب فقدان القدرة على تحريكها إراديًا. ويحدث هذا الأمر من أجل تجنب تعريض أنفسنا للإصابة أثناء الأحلام عبر التفاعل معها حركيًا.
وبسبب الشلل الجُزئي في العضلات، فإن التحكم في استقامة الرقبة والظهر يُصبح صعبًا للغاية، لذلك يكون النوم مُستلقيًا أكثر راحة لأن ثقل الرقبة والعمود الفقري مُستند إلى السرير. أما في حالة الجلوس، فإن الثقل مُستند إلى جذع الجسم، وعند الدخول في مرحلة شلل العضلات الجُزئي (REM)، يصعب السيطرة على عضلات الرقبة ما يجعلها تميل باستمرار مسببةً استيقاظك في كل مرة.
لذلك، من الصعب أن تُريح جسدك خلال السفر الطويل سواءً على مقعد الطائرة أو السيارة، إلا إن كُنت ممن اعتادوا على السفر والترحال. ويُنصح أن تأخذ قسط جيد من الراحة قبل موعد رحلتك أو بين الإقلاع والهبوط.