بدأ اجتماع للمعارضة السورية في الرياض يوم الأربعاء في محاولة لتوحيد صفوف المعارضة قبل محادثات سلام تدعمها الأمم المتحدة تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات.
وتدعم السعودية الهيئة العليا للمفاوضات التي قدم زعيمها رياض حجاب وهو رئيس وزراء سوري سابق استقالته يوم الاثنين دون تفسير.
ويأتي الاجتماع في اليوم التالي لزيارة مفاجئة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد لروسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين الذي بحث الصراع في وقت لاحق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء من الشرق الأوسط.
وحقق الأسد مكاسب كبيرة على حساب قوات المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية بمساعدة روسيا وإيران المنافس الإقليمي للسعودية التي تدعم المعارضة السورية والتي تبنت على مدى فترة طويلة الموقف القائل بضرورة ألا يكون للأسد دور في أي فترة انتقالية لإنهاء الحرب في البلاد.
وحث ستافان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام شخصيات المعارضة المجتمعة في فندق بالرياض على إجراء ”المناقشات الصعبة“ اللازمة للتوصل إلى ”خط مشترك“.
وقال في كلمته في افتتاح المؤتمر ”فريق موحد وقوي سيكون شريكا خلاقا في جنيف ونحن نحتاج لذلك، فريق يمكنه فعليا استكشاف أكثر من سبيل واحد لتحقيق الأهداف التي نحتاجها“.
ولم يتضح على الفور كيف سيؤثر غياب حجاب على المحادثات. وقال العديد من شخصيات المعارضة إنه اتبع خطا متصلبا معارضا لأي دور يقوم به الأسد في عملية سلام ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
ولمح بعض المعارضين إلى أن البيان الختامي الجديد سيغفل هذا المطلب من مطالب المعارضة التي تعمل انطلاقا من الرياض مشيرين إلى الجولة التالية من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
ويضم المؤتمر الذي وصفته السعودية بأنه موسع أكثر من 140 شخصية معارضة من تحالف مقره تركيا وفصائل الجيش السوري الحر فضلا عن مستقلين منهم نحو عشر نساء.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد مثلت المعارضة السورية في محادثات سابقة في جنيف في حين توجد كذلك جماعات وشخصيات معارضة أخرى مدعومة من دول منها روسيا ومصر وغيرها.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الأربعاء إن الحل الوحيد للصراع سيكون بالتوافق الذي يحقق مطالب الشعب السوري.
وقال ”لا حل للأزمة السورية دون توافق سوري وإجماع يحقق تطلعات الشعب وينهي معاناته على أساس إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254“.
وقالت منصة موسكو من النشطاء السياسيين السوريين بقيادة قدري جميل وهو نائب سابق لرئيس الوزراء إنها رفضت دعوة لحضور المؤتمر متهمة أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات بإحباط جهود تشكيل وفد موحد.
وقال جميل ”تعتبر منصة موسكو أن محاولة بعض الأطراف المعارضة استغلال اللقاء في الرياض كمنصة للإعلان عن مواقفها وآرائها السياسية الخاصة هو خروج عن الجهد الذي تبذله المملكة السعودية لتشكيل وفد واحد“.
وقادت روسيا حملة للعمل على دمج منصة موسكو في وفد واحد مع الهيئة. وتقول الهيئة إنها خدعة من جانب موسكو لإحداث انقسامات داخل صفوفها.
ومن المقرر أن تستمر اجتماعات المعارضة حتى يوم الجمعة ويتوقع أن تصدر بيانا ختاميا مشتركا. ولم تحرز عدة جولات من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة تقدما يذكر منذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011.
المصدر : رويترز