أكدت دراسة أجراها عدد من العلماء السويسريين أن ممارسة المهام التي تتعلق بأمور العمل في المنزل أو أوقات الفراغ تتسبب بآثار سلبية على الصحة والحياة الاجتماعية.
اختلفت ظروف وطبيعة العمل في السنوات الأخيرة متأثرة بالتطور التكنولوجي وظهور الإنترنت والحواسب المحمولة والأجهزة الذكية، حتى بات البعض يتابعون مجريات أعمالهم من المنزل أو من الأماكن التي يرتاحون بها خارج أوقات الدوام الرسمي، الأمر الذي بدأ يترك تأثيره على الحياة الاجتماعية لهؤلاء الأشخاص وحالتهم النفسية والصحية.
وفي حديث حول الموضوع قال عدد من العلماء السويسريين لمجلة Business and Psychology: "لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة أن ظاهرة الانشغال بشؤون العمل خارج أوقات الدوام الرسمي أو الأماكن المخصصة باتت شائعة بشكل كبير، لذا أردنا أن ندرس آثار هذه الظاهرة على حياة الناس من خلال دراسات شملت نحو ألفي شخص من مختلف المهن والاختصاصات".
وخلال الدراسات راقب العلماء العديد من جوانب حياة هؤلاء الأشخاص، وخصوصا ما يتعلق بأمور العمل والراحة والحياة العائلية، وطرحوا عليهم الأسئلة عن طريقة تمضيتهم لأوقات الفراغ، حيث تبين أن الاشخاص الذين لا يأخذون قسطا كافيا من الراحة أو يقضون أوقات فراغهم بممارسة الأعمال بدلا من ممارسة الرياضة أو الأنشطة الترفيهية، غالبا ما يعانون من مشاكل عائلية، وضغوطات نفسية مرتبطة بالعمل، يتعرضون لها على مدار العام، وتترك آثارا سلبية واضحة على صحة جهازهم العصبي.
كما تجدر الإشارة إلى أن العديد من الدراسات الطبية كانت قد تطرقت سابقا إلى موضوع الآثار السلبية للمبالغة في العمل وتبعاتها على صحة الإنسان، حتى أن بعضها أكدت أن الذين يمارسون مهنا تحتاج إلى مجهود عقلي وجسدي كبير كالجراحين والصحفيين والعمال هم أكثر ميلا للإدمان على الكحول.
ولتفادي تلك الآثار السلبية، تخطط اليابان للحد من ثقافة العمل المكثف من خلال اختبار طائرة درون تحلق فوق رؤوس الموظفين وتشغل الموسيقى الصاخبة في محاولة لإجبارهم على العودة إلى المنازل.