بعد إلقاء القبض على منافسه عنان.. السيسي يقدم أوراق ترشحه للرئاسة المصرية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم أمس الأربعاء أوراق ترشحه لولاية ثانية خلال الانتخابات المقررة في مارس آذار، بينما أعلن آخر منافسيه الرئيسيين وهو المحامي الحقوقي البارز خالد علي عدم خوض الانتخابات بسبب ما وصفها بحملات ترهيب يتعرض لها المرشحون المحتملون. وجاء انسحاب علي من السباق الانتخابي بعد يوم من إلقاء القبض على أبرز منافسي السيسي المحتملين وهو الفريق سامي عنان رئيس الأركان الأسبق. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن ممثلا قانونيا للسيسي قدم أوراق الترشح للهيئة الوطنية للانتخابات ليصبح قائد الجيش السابق هو أول مرشح يقدم أوراقه منذ فتح باب الترشح يوم السبت الماضي. وتنتهي فترة تقديم طلبات الترشح يوم الاثنين المقبل وستعلن قائمة المرشحين النهائية يوم 20 فبراير شباط. كان السيسي أجرى يوم الثلاثاء الفحص الطبي اللازم للترشح. وأعلنت صفحته الرسمية على فيسبوك صباح يوم الأربعاء اختيار منسق لحملته وممثل قانوني له. وعلى الأرجح لن يجد السيسي أي منافسة تذكر خلال الانتخابات المقررة على مدى ثلاثة أيام من 26 إلى 28 مارس آذار. وقال علي مساء الأربعاء إنه لن يخوض الانتخابات معللا ذلك بما تعرض له أعضاء حملته من ترهيب ووصف العملية الانتخابية بأنها فاسدة. وأضاف في مؤتمر صحفي بمقر حملته في وسط القاهرة ”ثقة الناس في تحويل السباق الانتخابي إلى فرصة لبداية جديدة للأسف من وجهة نظرنا قد انتهت إلى حين، وانتهت معها من وجهة نظرنا إمكانيات الدعاية والتعبئة والمنافسة“. وقال ”اليوم نعلن قرارنا بأننا لن نخوض هذا السباق الانتخابي، ولن نتقدم بأوراق ترشحنا في سياق استنفد أغراضه من وجهة نظرنا قبل أن يبدأ“. كانت الهيئة الوطنية للانتخابات تعهدت بضمان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة. ويوم الثلاثاء، احتجزت السلطات المصرية الفريق عنان رئيس أركان الجيش الأسبق بعد إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة استدعاءه للتحقيق في مخالفات تتعلق بإعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية. واتهمت القوات المسلحة عنان بإعلان الترشح دون الحصول على موافقتها واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء استدعائها له. وأعلنت حملته توقفها حتى إشعار آخر. * ”هجوم صارخ“ قال سمير نجل عنان إن الشرطة داهمت منزل الأسرة في وقت متأخر مساء الثلاثاء. وأضاف ”أخذوا كل اللي لقوه (وجدوه) في المكتب عنده... قعدوا لغاية الساعة واحدة (صباحا) وشوية“. وقالت الأمم المتحدة إنها تشعر بالقلق إزاء التقارير عن إلقاء القبض على عنان. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم المنظمة الدولية للصحفيين في نيويورك ”نحث السلطات في مصر على ضمان إجراء الحملة الانتخابية بطريقة جديرة بالثقة وشاملة وسلمية وتشاركية“. وقالت منظمة العفو الدولية يوم الأربعاء إن القبض على عنان ”هجوم صارخ“ على حرية التعبير والمشاركة السياسية. وأضافت المنظمة الحقوقية ومقرها لندن في بيان ”عنان واحد من بين عدد متزايد من المرشحين منهم من اعتقل أو أدين بتهم ملفقة من السلطات المصرية“. وتابعت تقول إن مصر ”عازمة بشدة“ على احتجاز ومضايقة أي شخص يترشح أمام السيسي. وتحدث منافسو السيسي عما وصفوها بجهود حثيثة للقضاء على حملاتهم الانتخابية قبل أن تبدأ وذلك بهجوم من وسائل إعلام على المرشحين وتخويف المؤيدين وعملية ترشيح مكرسة لصالح الرئيس. كان الفريق أحمد شفيق قائد القوات الجوية ورئيس الوزراء الأسبق أعلن في وقت سابق من يناير كانون الثاني الجاري تراجعه عن فكرة الترشح للرئاسة قائلا إن اقامته نحو خمس سنوات في الإمارات ربما أبعدته عن المتابعة الدقيقة لما يجري في مصر. وقال محمد أنور عصمت السادات ابن شقيق الرئيس السابق أنور السادات إنه لن يترشح لانتخابات الرئاسة مستشهدا بمناخ الخوف الذي يحيط بالانتخابات. وأعلن السيسي يوم الجمعة الماضي ترشحه لفترة رئاسية ثانية. واكتسح السيسي انتخابات 2014 التي أٌجريت بعد عام من إعلانه حين كان وزيرا للدفاع وقائدا عاما للجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين إثر احتجاجات حاشدة على حكمه. ورغم فوزه الكبير آنذاك لكن نسبة إقبال الناخبين المسجلين على التصويت لم تتجاوز 50 بالمئة. وألقى السيسي يوم الأربعاء كلمة خلال الاحتفال بعيد الشرطة الذي يوافق 25 يناير كانون الثاني وهو أيضا ذكرى اندلاع الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك عام 2011. وقال السيسي ”انتبهوا جدا وخليكوا دايما محافظين على الهدف من فضلكم، محدش يحاول يغير البوصلة في اتجاه عن الطريق اللي احنا واخدينه، محدش ياخدنا في اتجاه بيشوشر علينا ويغيبنا، ودا مش هيحصل“. المصدر رويترز
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص